إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
ادخل الكود التالي:
انتظر إرسال البلاغ...
|
لأني عراقيْ |
بدَأتُمْ تَطيرونَ عَنّي بعيداًَ |
نَعَمْ يا رِفاقي |
لقد كنتُ أطْعَمْتُكُمْ خُبْزَنا ... |
وكنتُ الوَقودَ مِن الإحْتِراق ِ |
لأني أنا لحظةُ الإنْطِلاق ِ |
بدَأتُمْ تَطيرونَ عني بعيداً ... |
نعمْ يا رفاقي |
وللدّهْرِ يومانِ .. يومٌ شديدُ الجفاءِ |
ويومٌ شديدُ التلاقي |
فلا تهرُبوا مرّةً مِنْ لِقائي |
ولا ترْغَبوا كلُّكُم في فراقي |
فما زالَ عندي جَناحْ |
وما زلتُ رُغمَ الدّمارِ الكبيرِ |
ورغمَ تَنامي الجِراحْ |
أُغَيِّرُ حتّى اتِّجاهَ الرياحْ |
وما زالَ ساقي ... |
كنَخْلِ السّماوةِ لا ينحني في جفاءٍ ... |
ولا ينْحَني في تلاقي |
وما زلتُ أجْري بمائي وأرضي |
وتَمْرِ النخيلِ اللذيذِ المَذاقِ |
لأنّي عراقي |
أضُمُّ العروبةَ للنائباتِ ... |
وأُخْفي مواطِنَهُمْ للزّمَنْ |
ولمّا تغَرّبْتُ في لحْظةٍ ... |
وأعْيى كياني فراقُ الوَطَنْ |
تخَلَّ المُحِبّونَ قبلَ الأوانِ |
وصاروا يقولونَ لي أنتَ مَنْ؟ |
أنا مَنْ تجَلّى لكم في الظلامِ ... |
ومَنْ ظلَّ في جَنْبِكُمْ في المِحَنْ |
دفعتُ الفواتيرَ عنكم دماً |
وما قلتُ يوماً اُريدُ الثّمَنْ |
وما إنْ تعَثّرْتُ في لحْظةٍ في سِباقي |
بدَأتُمْ تطيرونَ عني بعيداً |
نعم يا رفاقي |