إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
ادخل الكود التالي:
انتظر إرسال البلاغ...
|
باهرب في الزمن المنسي |
باهرب وف صدري رصاصه |
واهرب من ليلة عُرسي |
واعدم أفراحي الكدّابه .. |
في ليالي الأنسِ |
باهرب .. في الزمن المنسي |
باهرب وأشوف: |
وشوش .. تقابل وشوش |
بيحكُوا ويّا بعض |
وأي ابتسامه .. فوق حنك مغشوش |
مش ممكن تعيش. |
وأحيانًا نشوف |
وشّ راجل بشوش |
بيضحك |
لوشّ بنت بشوش |
ناس بيحبوا بعض وحبهم مكشوف |
لكن بيجمعهم في النهايه .. حب بعض |
حب التراب والأرض. |
قدام عيونّا بتفضلي يا حبيبتي |
طارحه الحنان والأمان |
أم في ليالي الشقا .. والتعب |
دايمًا بتهجر الأحزان |
وتهجر الأجران |
وتخرج م الغيطان |
متسلحه بالصبر والسنابل |
بتحطّم بضحكتها الصَبُوره أنياب السلاسل |
وحاولوا ألف مره من زمان |
في الضمير |
في ضحكة الفرحان |
حاولوا يسرقوا ابتسامتك وابتسامة ولادك |
يسرقوها من المدارس |
والشوارع .. والغيطان |
حرقوا الكراريس والابتسامات |
حرقوا اللي راح من ذكريات |
لكن ما راحش الأمل أبدًا |
وكان الأمل دايمًا مكحّل عيونها |
عروسه طالعه من الآهات |
خارجه .. فوق حصان لهب |
طارحه الغضب |
طالعه بتقاتل وفي دراعها صهيل السلاسل |
وبتنفض الحكايات |
وبتقاتل وفي دراعها السنابل |
والحلم بالجايّات |
.. وتاخدني في أحضانك |
آخدك وأصلي صلاة الغفران |
وأصلي صلاة الحب |
وأصلي صلاة الأحزان |
وأصلي صلاة الفرح |
بترفضيني للأبد |
وأشوفك في ابتسامة البنت |
وابتسامة الولد |
وللأبد .. |
حُبّك مركبي وبارحل في العيون |
وافتح كراساتي وارسمك |
شجرة زتون |
وارسمك ليله، صبرها بيهون |
وارسمك ضلّه، واستخبّى تحتيها |
وارسمك بندقيه وآخدك في أحضاني |
بافتح كراساتي |
الكراسات بيضا |
والقلوب صافيه .. وبيضا |
والولاد .. |
قاعدين يحلموا ببكره وبشمسه السعيده |
قاعدين الولاد فوق التخت يتعلموا التاريخ |
وبيكتبوا تواريخ كفاح الجد والأهل والأصحاب |
هنا حبّوا البشر بعضيهم |
هنا خطاويهم |
كانت رنه للفجر |
كانت شراع للأمل دايمًا خطاويهم |
قاعدين الولاد فوق التخت في إيديهم الألوان |
بيلوّنوا الأحزان |
في طائر الفرحه الحبيس، في أنفاس الحنان |
قاعدين الولاد فوق التخت، ألوان |
وبيحلموا ف يوم .. يصعدوا القمر |
ويلوّنوا الحكايات .. بخُضر الأمنيات |
وبيسرحوا |
وبيسألوا سؤال بريء: إمتى يفرحوا |
يا هلترا لما يكبروا |
راح يقدروا يساعدوا أبّهاتهم في المحن |
التلامذه ع التخت في مدرسة بحر البقر |
المدرّس بيشرح والكلام شقيان بيجرح |
لاكنُّه في ودان الولاد الصغيرين .. |
كلام بيفرح |
بكره يا ولاد أكيد ح يتلاقى .. مع الفرحه |
وبكره يا ولاد |
ح يطلع لُه ريشَه من جناح الحلم |
ح نسمع لُه ضحكه .. في ليالي السلم |
وبكره يا ولاد |
جايلنا من غير حروب .. ضد الشعوب |
إنما .. |
إلنهارده .. |
لازم تفتحوا عيونكو البريئه وتعرفوا مين العدو |
خمسه ف خمسه |
سته في سته |
أربعه .. واربعه |
تمانيه وتمانيه |
من غير ما اعرفه |
من غير ما يعرفني |
سدّد إلى سدري رصاصه |
ونا دي الوقت باموت .. |
باموت .. باموت |
والشمس .. |
حوالين المدرسه فارده دراعاتها ع الغيطان والبيوت الصغيّره |
البيوت اللي أصحابها فقرا بيحلموا .. |
بولادهم يكبروا |
يدخلوا الجامعه ويكبروا |
يطلع محامي منّهم. حامي الغلابه منّهم |
واللي يطلع مهندس يهندس |
واللي ضابط يحرس أرضهم |
والشمس |
فجأه الشمس |
غرّق وشّها رماد البارود |
الطيارات بتضرب |
والتلامذه .. الورود |
كل تلميذ بجناحاته |
بيرفرف وترقص الفرحه ف حلم نِفسُه يكون حياته |
يتبعتر الحلم |
فوق كراساته |
كل تلميذ بيرسم بدمه الأغنيات: |
أنا صغيّر أكون شهيد |
واتهدمت حيطان المدرسه .. واتمددت |
جِتَتْ التلامذه ف كراساتهم ع التخت |
الحلم الصغير مات |
لا كبر ولا فرح ولا اتسلى |
مات بلا صلوات بتتصلى |
بلا أمهات في آخر نظره تتملَّى وتملِّي عيونها بضناها |
بلا أمهات |
الكراسات |
ماتت على إيديهم وبات السؤال حيران: |
مُتّ يا ابني قبل ما تعولني |
مُتّ يا ابني قبل ما أعجزّ وتحلم إنت تسندني |
هِدِّي زواقك وزينتك يا حبيبتي |
حِلِّي شعورك والضفاير |
وادبحي حيرتك. |
يعدوا فوق ضحكة وليدي |
بإيدي أدفع العدوان |
ولا أنام على جنبي بأمان |
ولا أحس بأن دمي المصري في وريدي |
إلا ونا في إيدي السلاح. |
يعدوا فوق ضحكتي |
ويعفّروا جبهتي |
ويمروا فوق جتّتي |
لاكن وأبدًا لا .. |
ما يعدوا فوق كلمتي |
ماتوا التلامذه بصحيح |
لكنهم .. |
لسه جناحاتهم منديّه بحلم أخضر التفاريح |
واقفين هناك |
زي الشجر في الريح |
زي المزامير في شفايف ضحكتها حرير |
ماتوا التلامذه الصغيرين .. الصغننين |
أشرف .. مات |
حسنين .. مات |
ومحمد حمدي وزغلول |
الكل انقتلوا من غير صلوات |
وافتح كراساتي وارسمك |
شجرة ألم |
وارسمك دمعي اللي اتحرق |
وارسمك ليله صبرها عمري اللي ضايع في كل حاره وكل شارع |
وارسمك خندق |
وارسمك بندقيه وآخدك في أحضاني |
من غير ما يعرفني |
من غير ما يسمعني |
من غير ما أعرفه |
من غير ما يعرفني |
ومن غير ما يفهمني |
سدد إلى صدري رصاصه |
ونا دي الوقت بموت .. بموت |
وباغني لمصر وبانزف .. من كل جراحي: |
عبد الحكم الجرّاحي |
طالب مصري |
قتلوه الإنجليز |
فوق كوبري الجيزه |
كان طالب |
زي أي طالب علم |
بيحب يدفن دماغه |
بين كتب العلم |
بيحب السلام والخضره .. ويحب نظرة حبيبته |
وكان بيكره يشوف الدم مرسوم على الأسفلت |
أو بين الحيطان الأربعه |
وكان بيحلم ببكره |
ياخدُه ف مركبُه الخضرا ويلفّ البلاد كلها: |
ح يتجوّز حبيبته ف يوم من الأيام |
يخلفوا ولاد صغيرين .. يكبروا ويّا أغصان السلام |
ولما يفتّحوا عيونهم يلاقوا الأمل أحضان |
يلاقوا الحياه بتضمهم بكلام بيعرفهم |
يحميهم ما يرفضهم |
كلام ما يسرقهم |
وزي أي يوم في تاريخنا الطويل |
التقى نفسه بجسمه الرقيق النحيل |
وسط مظاهره بتهتف |
ضد الإنجليز والملك والقصر: |
تحيا مصر .. تحيا مصر |
الدم نازف من وريده |
ما وقعش العلم من إيده |
ما وقعشي الحلم من إيده وبيكتب |
وحياتك يا حبيبتي |
وحياتك يا ابني ياللي حلمت تكون لي ف يوم |
وحياتك يا أبويا .. يا أمي يا أصحابي، الرايه أهيّ |
الرايه حاضنها بإيدي |
باكتب للعالم آخر سطر |
أنا كنت باحب الناس |
وباحب بلادي تفضل ليّا ولاخواتي الناس |
زرعها يفضل لنا |
قمرها يطلع ع البيوت ونّاس |
وأشوف حبيبتي |
أشوف وشّها بيرقص على ميّتك يا نيل يا صافي |
وأشوف الكل متصافي |
جرى اللي جرى يا ناس ما كنت بيه داري |
أنا بعد يا ناس .. ما كنت أستر ع العيوب داري |
حلفت والله إن نصفني زماني |
لاركب جوادي .. وآخد م العِدا تاري |
وان خدت تاري |
يروح عاري |
واعيش عرفان باللي حصل وكمان .. |
باللي كان جوّه الزمان مخفي ومدّاري |
كانت خطوته .. فجر فوق جبين الليل |
كانت بسمته |
تحلم تبوس النيل |
وكانت نظرته |
فرحانه حيرانه سهرانه |
زي جرح الليل في حنك مواويل |
وكان شامخ |
زي ما يعيش الشموخ على دراع النخيل |
محمد المهدي |
كانت بتحلم تحضنه أرضي |
طلع الغريب على جبينك يا مصر |
قمر ونّاس |
لكن يا ناس |
من غير ما يعرفني |
من غير ما أعرفه |
سدد إلى سدري رصاصه .. |
ونا دي الوقت باموت .. باموت |
رجعوا الفرنساويه |
رجعوا خطوات للخلف |
رجعوا يداروا خوف العسكر |
رجعوا يجيبوا ألوف م العسكر |
لأجل يقاتلوا تاني المهدي |
انتصروا ليلتها .. وليلتها قبل ما تطلع شمس النور |
انتقموا من أهل دمنهور |
ألف وخمسميه م الرجال قتلوهم |
حرقوا البلد .. حرقوهم |
قتلوا الأطفال .. وبحد السيف، قتلوهم |
تركوا الأحلام |
زي هلال مخنوق |
حتى نسيم العصر يوميها |
كان ماشي بيبكي لأهاليها |
ما بقاش على جسم دمنهور |
غير مانشيتات الحزن |
والدم اللي بيرسم طفل الأفراح |
يصرخ ويئنّ |
بكره والله مِلْكِنا |
مهما حصل .. |
بكره والله ملكنا |
نهارنا وشمسنا .. ومِلكنا |
وليلنا وقمرنا .. مِلكنا |
غنوا يا أصحابي |
سهّروا الأوتار |
خلوا غنوتكم تملّي |
تصاحب الفرحه وتبقى .. |
صديقه للنهار |
وافتح كراساتي وارسمك طوابير |
وارسمك عروسه .. |
في جسمك المسامير |
وارسمك صبي متيَّم وبيغني |
في الهوى مواويل |
وجراح الهوى على شطوط حلمه الفقير |
دايب في هواها |
بين شباكين حُبّ |
يتنسم بهواها |
ويشمّه ويتعطّر، يحلم ويّاها بيوم أخضر |
شمسه مرفرفه وحره ف سماها |
زي العشاق الطيّبين خالص .. خالص |
وزي كل عاشق حنيّن .. وطيّب كده .. خالص |
بيعرف يحب |
ويعرف يخاف خالص |
ويعرف يدافع عن حبيبته .. يموت خالص |
زي العشاق الطيّبين خالص .. خالص |
وعلى شط الكنال .. سقط رجال |
أساميهم كتير وأحلامهم كتير |
عبد العال مصطفى الفلاح |
اللي كان بيحلم يشوف السنابل في غيطه الصغيّر طالعه |
من غير ما تشرب دمعَه |
وام ابراهيم الست الطيّبه |
اللي كانت بتحلم بالرغيف لاسمر المصري |
ما تعجنوش دمعَه |
أبطال كتير سقطوا وكان منهم .. |
جوّاد حسني |
حداشر يوم في الأسر جوه السجن |
حداشر يوم وجرح الأسير بيطنّ |
وطنّ من التحدي والصمود |
لأجل خوفه ع الوطن |
ورغم جرحه كان تملّي يحنّ |
يشوف من تاني ضحكة الطرقات ويتطمّن |
بيتعكز على جراحه |
عسكر فرنسا بتدفعُه |
ويطنّ في ودانُه |
اسم مصر بيسمعُه |
زيّه جريح .. |
رصاصات م الخلف يا جُبنا |
رصاصات وِوالله لا سكتنا ولا خوفنا |
رصاصات من رعبكم منّه |
يا موج البحر |
خليك حنيّن ع الجدع |
لا أهله شافوه .. ولا ح يشوفوه |
خلّيه يمرّ ع الشط يتأمل بلاده .. |
والبيوت يشوفوه |
هنا اتعلم يكون راجل |
هنا بلده أهيّ راجل |
يا موج البحر |
إن خدته ورحت بعيد بعيد |
لازم تعلا مع أول خطوه لنهار جديد |
وتشيله على كفوفك وتمر مواني الدنيا |
وتفرج كل الناس المأساه |
صوته بيناديكم |
لموا أياديكم |
اتجمعوا صفّ .. ورا صفّ |
طلّوا علاليكم إسمعوا صوته اللي طالع من قلوبكم |
صوته بيناديكم |
يا شعوب الأرض يا محتله |
يا شعوب الأرض يا منداسه |
آدي الكلمه الونّاسه: |
ثوروا ف وش المستعمر |
كان جمال الدين الأفغاني |
بيوزع الثقه ف قلبك يا شعبي المناضل |
كان يناضل بكلمته لأجل توصلك |
وترفع سلاحك يا شعبي البسيط .. وتناضل |
وكانت يا شعبي حكمتك |
دايمًا بتعلا وتعلا ويّا أحلامك |
لما كنت تعرف إيه وراك .. وإيه قدامك |
في اللحظه ديّا وبس |
كنت إنت الشعب |
عشت إنت الشعب |
وَهُو لسّه ماشي في الطريق |
أخضر كما العيدان |
أسمر بلون القمح |
حبيبي |
زي نسر جريح |
محلاك يا شعب يا قدار |
عارف محنتك .. |
راح تنتهي بنهار |
عارف .. وعارف .. وعارف |
لما بتعتمد على نفسك |
بشوف يدّك |
يشوف الجميع يدّك |
سلاح .. وسنبله .. ونهار |
تبني .. تحارب |
تزرع .. تحارب |
مِدِّي خطاكي |
يا ام الجبين مِتْهان |
والعيون اللي خايفه على الإنسان |
مدي خطاكي |
دوسي على الأحزان |
سليمان الحلبي ما ماتشي |
وما عادشي |
قدام الشعب المصري |
غير إنه عيونه السهرانه .. الحيرانه |
تصحى ما تنامشي |
وتفتّح للجايات ما تنامشي |
سليمان الحلبي ما ماتشي |
إفرضوا الضرايب بزياده |
إرفعوا راية الإباده |
إنهبوا دُور العباده |
وف يوم أربعتاشر شهر يونيه |
سنة ألف وتمنميه |
ابتسمت وسط حزن الناس |
نسمة الحريه |
تعالي يا حبيبتي ياللي سانداني |
الروح في جسمي .. وانتي لم عارفاني |
تعالى يا حبيبي ياللي ساندني |
غيرك مفيش .. ولا حد عارفني |
من غير ما أعرفه |
من غير ما يعرفني |
سدد إلى سدري رصاصه |
ونا دي الوقت باموت .. باموت |
والأمل ماشي يتطوّح على الطرقات ضرير |
مين يمسكه من إيدُه |
مين لنا يعيدُه |
ويخطِّي بيه للنور |
دي الوقت باتأمل حبيبتي وهيّا صاحيه في الليالي |
ويّاها في ليالي الأسر |
ويّاها ف ليالي الصبر |
لما تكون عنيده وفوق كتافها الأمل متاريس |
وبين دفا أحضانها |
إلمقاتل .. عريس |
وبسمتها مدفع |
وضحكتها موزّعه كل الثقه والحب في قلوب الغيطان والناس |
قُرى الصعيد كلها بتنفض ضلها الصامت |
البيوت الصغيّره وضلها الصامت |
البيوت اللي مصنوعه كلها من الطين والقش والجريد |
طالعه تنتفض |
في إيديها صرخة النبابيت |
المنيا .. بني عدي .. وطهطا وسوهاج والصوامعه |
جرجا وسمهود وقنا وأبو مناع وقفط وأبنود وأسوان |
الكل هبّ يقاوم |
صعايده بنزرع أرضنا بعرقنا |
نضحك مع السواقي السهارى |
نبكي مع السواقي الحيارى |
ويحضن ضلنا ضل النخيل |
ونشرب أمل بكره من كفوف النيل |
فرحتنا صغيّره .. لكنها .. |
وسط الليالي الضلمه بتونّس رعشة القناديل |
أهجروا الغطيان واطلعوا ع الجسر |
يا أهل القرى يا فلاحين |
الفرنسيس .. جايين |
ما بيسيبوناش نعيش في سلام |
نبني ونعمّر |
ويهفف على ديارنا نسيم العصر فوق كتف النخيل |
مستحيل |
يضحك لنا السلام وفوق عيون الحلم الأخضر |
قدم الدخيل |
مارس |
بحر الكنال، والموجه بتحيّي الرجال |
بحر الكنال |
دبّت على شطه الحياه .. والأمل فارد دراعه |
بحر الكنال .. لم دمّع |
ولا رملَه واحده فوق شطوطه |
كانت بتتوجع |
والموجه .. نِفسها كانت تبقى مدفع |
واتمنَّى الشجر المحروق |
يبقى بني آدمين |
ويحارب ويّا المصريين |
روحك يا رياض رفرفت زي الحمام الأبيض |
طِلعت للعلا تزغرد بغنوة تضحيه |
لاجل الوطن يفضل جبين أبيض |
لا يعرفه رماد البارود ولا يجرحه .. |
ليل ألم إسود |
روحُه رفرفت للعلا فوق .. وفوق، زي الحمام لابيض |
ودراعاته الخضره بتسلّم سلام جدعان على صحابه الجنود |
إحنا ناس بنحب الأمان |
لكن لو عدو جالنا |
يبقى إيه قيمة الأمان |
إحنا دايمًا .. |
ضد البكا والدموع |
ولما بنموت |
بتفضل بين عيونّا .. |
خُضرة الربيع |
شدّ الحزام على بطونك يا شعبي وللأمل .. |
إفرد .. وإفرد في القلوع |
ناس أكيد ما عرفوش طعم الفرح |
لكنهم عرفم أكيد طعم العرق .. والشقا والتعب |
وعشان كده |
طالعين كما بركان غضب |
لاجل قمحتهم وقطنهم |
يفضل لهم |
شمس ودهب |
.. وهجر الفلاحين بيوتهم السمرا الصغيّره |
هجروا السواقي والغيطان |
تركوا زرعهم وقمحهم |
وكيران الدره والقصب |
طلعوا بالنبال والنار |
نبضهم غضب |
في دمهم غضب. |
ناس بيصافحوا بكره ويقولوله: |
أرضنا لنا |
زرعنا .. لنا |
نبض مصر واسمها |
أخضر وباقي ف دمّنا |
مفيش حتّه ف أرض الصعيد .. إلا وكانت ضحّت |
بالزرع .. بالأولاد |
بالحلم البسيط والفرحه .. وضحّت |
المآذن العاليه ما عرفتشي السلام |
طاطت تحارب مع الناس الطيّبين .. برضه وضحّت |
في الليل كان النخل المحروق واقف شاهد |
وكانت البيوت الصغيّره بأحلامها مهدوده |
وكانت الغيطان اللي الحياه فيها مولوده |
كان زرعها محروق وواقف شاهد |
وكانت الشوارع فاضيه |
لكن جتت الفلاحين الشهدا |
كانت هيّا شوارع تانيه |
شباس عمير |
سكانها فلاحين طيّبين فقرا |
لكنهم زرع أخضر وطالع يعافر .. |
وسط صبر صبّار زمان |
ما يعرفوش .. إيه معنى بكره |
غير إنه جُوع |
وإنّه لما بيئنوا ما يلاقوا الأمان |
وما يعرفوش غير الحنان |
يوزعوه على بعضهم |
يطرح عليهم كلهم |
كلمة حنان .. زي الأدان |
ح يتحرك عسكر الفرنسيس |
لا بد من إقامة المتاريس |
يا فلاحين شباس عمير |
لما يوصلوا لينا |
ح يفتحوا عيون البنادق علينا. |
الفلاحين الطيّبين .. الصابرين |
اللي زي السنبله العطشانه على مر السنين |
الفلاحين |
خلف أبراج الحمام |
أخذوا أماكنهم واستنوا العسكر ييجوا |
الحمام وقتها .. |
كان بيبلريقه |
ملهوف ومتخوّف |
هايم وخايف ونفسُه بس يعرف |
إيه الحكايه؟! |
مينو بحملته جايه من رشيد |
دمّه بيغلي ومتعافي |
يا حبيبتي لا تخافي |
لكن وقتها |
السلام ودّع القريه وصحابها |
والخيول جايه بتصهلل وفوقها الفرنسيس |
.. ويومها .. |
ولا متراس |
إلا وكان .. من دراع الفلاحين |
اتحرقت وانداست أجسام |
لكن مصر الأحلام |
مصر الغيطان والسلام |
كانت بتخرج كل صبح |
شايله السلاح في الإيد .. |
والإيد التانيه بتروي الزرع |
بارسمك في كراساتي |
بارسمك آهاتي |
ولحظة التعذيب .. وفرحة الجايات في أغنياتي |
ولحظة صمت بتغني وأحميكي |
وأغنيكي في الأحلام .. وصلواتي |
وأرسمك .. |
في كراساتي |
في كل مكان |
في كل مكان |
في كل زمان |
فُقرا العالم .. سكّانُه |
رفعوا صرختهم ضدّ حروب العدوان |
في بلاد العالم |
غنّوا الناس |
غنوا ياما أغاني سلام |
غنوا للطفل |
وللأم .. وللأب |
لاجل يعيش الكل ف حضن الأحلام |
لاجل الحلم الأخضر .. يفضل أخضر في أحضان الناس |
إيه العمل ..؟! |
لا بد من مشوار .. يقطعه الثوار |
ويجيبوا الأمل |
إيه حصل ..؟! |
لا هو سبع شرقاوي ولا في الغناوي غنيوه .. |
ولا حكايه حزينه في القهاوي .. |
إنما هي باقيه هناك: |
بولاق |
مارس سنة ألف وتمنميّه |
مصر من تحت الحراب ومن تحت المداس |
طالعه جريحه بتصلي |
كانت جراحها .. |
هيّا الإمام للناس |
مُستعمَرين مانعيشِّي |
متعذّبين مانعيشِّي |
متسلسلين مانعيش |
ومايعيشِّي فوق وشِّي |
أنا المصري يا مصر |
غير بسمتك في المسا والعصر |
يا مصر .. |
هشِّي الجراح هشي |
قاهرة الحق بتحلم بالحق سلاح |
صِحْيت بتحلم حضنها يبقى البراح |
وتلم فيه المقهورين |
الشعب قال موجود |
في كل هبّه باعود |
في كل صعبه بفوت |
وأموت |
أموت |
أموت |
يفضل تاريخي صمود |
يفضل تاريخي صمود |
يطرح صمودي وجود |
عاش كل الناس .. بيحاربوا |
مات كل الناس .. بيحاربوا |
اتهدّمت شوارع، واتفنت حارات |
والقاهره صاحيه جراحها .. |
والأمل عمره ما مات |
أنا مصر يا ولادي .. أنا جرح في عيالكو |
أنا مصر إدّيتكو |
أنا مصر جرحوني |
أنا مصر وسابوني |
أنا مصر إحموني |
يا دهر مالك عليّا بالأسى عاتماه |
صبّحتني أبكي ودمعي ع الخدود .. عاتماه |
وزاد الهنا مُرّ .. بعد ما حلي لِمِن .. بقى عتماه |
صَبَحْت أبكي ونا زندي اليمين قايد |
عجبي على ناس دايمًا شمعهم قايد |
صبحُم غلابه والديار فرحها .. عاتماه |
لا بد من الثوره .. |
الثوره على عسكر بونابرت |
نزرع خطوتنا، تطرح نبته في غيطان الثوره |
مخبيه إيه يا أيامنا الحزينه في الجايات |
مخبيه إيه في كل كلمه .. من الحكايات |
مخبيه ضحكة الحريه |
في أكبر شيوخ البلد مقامات |
الشيخ السادات |
خَدوه من غير مداس |
عريان القدم والراس |
بيلفوا شوارع مصر المنسيه |
إبنه الوحيد مات |
خرج يمشي ف جنازته وحيد |
خرج يمشي تحت فوهات البنادق |
عاشق ترابك يا مصر |
إيدُه في الحديد |
في محنته صامد |
وشمس العمر ماشيه زي مركب في وسط البحر متغرّب |
وادي المحبّ والعاشق في حضن حبيبته متغرّب |
حطّموا قدم الدخيل |
نوّروا في عتمة الليل الطويل |
شمسة الحريّه |
يا ثوار .. |
أخرجوا من كل دار |
يطلع ضلكم شايل على كتافُه النهار |
لاجل تتحرّر مصرنا |
ونمسح الدمعه الحزينه |
عن أرضنا |
وتقعد الفرحه تحت ضليلة أمان |
وجوّه .. |
كل دار |
زي أي طفل |
كان بيقعد يسمع لابُوه كان يحكي |
ويتشعلق على جناح شفايفه وهيّا بتقول الحكاوي |
ويتمرجح ويفرح .. ويبكي |
وتمر السنين |
ويكبر جلال الدسوقي ويبحُر في السنين |
ويشوف عروسته |
سودا العيون، ضيّ الجبين مكتوب عليه حريّه |
خضرا الهدوم، قلبك يدوم شايل الحريّه |
زي العروسه وسط أولادك |
محلاكي البيوت والناس سوا حاضناكي |
محلاكي يللي ماشيه وعارفه مشوارك |
وف من أكتوبر |
كتف مصر .. ما انحناشي |
دماغها كان لفوق لفوق .. ما انحناشي |
ولا خوفناشي |
آدي الطيارات |
راجعه تنتقم |
جلال الدسوقي وزوارقُه متحاصرين |
الطيارات فوقهم والقنابل |
لاكنّه بيدافع |
رفض يترك مكانه |
هنا ميدانه |
ولآخر طلقه |
ما تركشي مكانه |
ولآخر نظره لبلاده وهوه بيدافع عنها .. |
ما تركشي مكانه |
ولآخر بسمه بيشوفها في شفايف أولاده .. |
ما تركشي مكانه |
يا بحر يا كبير .. يا كبير أوي |
خلّي قلبك كبير .. كبير أوي |
حُضنك حنان .. ضُمّ الشهيد، أوي |
كان أهله بيحبّوه .. أوي .. أوي |
وبكره الولاد اللي طالعين مزهزهين الجبين |
ح يحبوه أوي |
دا لآخر لحظه |
ما تركشي ميدانه |
ولآخر طلقه .. |
ما تركشي مكانه |
كان بيضحي وشايل مصر |
شايل مصر ف أحضانه |
من غير ما أعرفه |
من غير ما يعرفني |
سدد إلى سدري رصاصه |
ونا دي الوقت باموت .. باموت |
وكان صغيّر .. صغيّر .. صغيّر |
وِنْ كان رسام .. ح يرسمه |
ح يرسمه صغيّر |
زي ورده مفتحه تحت قرص الشمس .. وصغيّر |
زي لعبه الصغيّره |
زي أحلامه .. صغيّر |
الولد مصري وكان أبوه .. مصري |
وشهم زي ناس الصعيد .. وناس بحري |
عيونه صافيه .. وصافيه |
زي صُبح أخضر غيطاني، ع الغيطان صافيه |
ودراعه مجدافين صغيّرين في بحر الحلم |
ضحكته .. زي الهلال |
بسمته .. زي السلام |
جبهته .. عاليه وعاليه .. زي الرجال الأوفياء |
كان شاف نبيل منصور علم تاني .. غير علم بلاده |
مرفوع على هامة بلاده |
وشاف الموجه محتاره .. في بحر مش رايق |
وشاف ناس حُمر الوشوش |
في إيديهم بنادق |
ناس مكشّرين متحفّزين للقتل والتخريب |
وشاف قرايبُه الكبار .. إبن عمه .. وابن خاله |
كلهم قالوا: |
لا بد الأرض |
ما تنام حزينه |
والجميع اتدربوا لحمل السلاح |
واتطوعوا ف فرق المقاومه |
لكن نبيل منصور الصغيّر |
اللي بسمته زي إشراقة صباح .. صغيّر |
وكان على شيل الجراح .. برضه صغيّر |
ع المقاومه وعلى حمل السلاح .. صغيّر |
قعد سارح .. نظرته شارده |
حطّ راسُه بين كتابه وقعد سارح |
تاريخ إيه اللي راح يتعلّمه النهارده |
وناس إيه اللي ح يعرفهم النهارده |
لا بد ناس تانيه يعرفهم ح يملوا المطارح |
ناس يتولدوا النهارده |
يتولدوا الشبان الفدائيين |
مفيش غير إنّي أهجر ابتسامتي |
وكتبي .. وكراستي |
وأحلامي وضحكتي |
واندهش القائد |
كان النايم ع الأرض |
طفل صغنّون |
وبريء البسمه |
وشجاع البسمه وأخضر زي عيدان الورد |
سقط شهيد |
شهيد صغيّر في جسمُه |
لكن ح يفضل كبير في اسمُه |
ما نعرفهوشي |
ما يعرفناشي |
حبل الكلام ما يربطناشي |
لكن مشينا كتير سوا |
وحلمنا كتير سوا |
حلم واحد سوا |
من غير ما نتقابل سوا |
سألته ماتكلمشي |
يعرف .. وماتكلمشي |
سألته .. ما تندّمشي |
خرج الراجل |
اللي ما عرفتش في يوم اسمه |
ماشوفتش في يوم رسمه |
خرج على كتافه مدفعه |
في وسط الضجّه والهيصه |
بيشوف حياته رخيصه |
بيقدمها ف رضا عاشق حنيّن للبشر |
لاجل تفضل شمسنا طالّه .. وطالعه |
لاجل تفضل أرضنا |
عايشه وزارعه |
ولاجل تفضل عيونّا مفتّحه ع الأمل |
ومهما بينقتل .. ورغم اللي انقتل |
طالع أمل |
لاكنُّه .. ودّعنا |
ورسمنا بدموعنا أحزان أفراحنا |
لأ .. ما ودّعناش |
في الساحات |
في الطرقات |
ماشي معانا |
جاي معانا |
في الجايات |
ماشي بيحلم ويّانا بمستقبل ما بيعرف يشرب |
دمع الأحزان |
عاش الإنسان |
في صوت الممكن |
في الخنادق |
تحت الرصاص |
في الخيام |
في حلمه ببكره |
في أمله في السلام |
في حيرة السواقي |
في آهة النايات |
في الأمل اللي حالف ينوّر في يوم النصر |
حزن المانشيتات |
لمّا تشوف في يوم أرضك الإنسانه حيرانه |
وفوق السنابل |
تشوف الشمس زعلانه |
والعيون محتاره |
وهيّا اللي صاحيه على الطرقات ودوّاره |
ماشيه بتصرخ |
المقاومه |
لازم تمد إيديك وتقول: يا بلدي |
يا أبناء الوطن الواحد |
المقاومه |
هرب النديم واتغرّب |
وكل ما يقرّب حنينه لمصر يقرّب |
تسع سنين في الغربه، وبيحلم |
بمصر الثوره ومصر النايمه ما بتحلم |
شايل على كتافُه هموم الجيل ومتعذّب |
لكنه عمره ما اتألم |
من غير ما أعرفه |
من غير ما يعرفني |
سدد إلى سدري رصاصه |
ونا دي الوقت باموت |
باموت .. باموت |
لقيوه قتيل |
اسم قريته بشتيل |
والاسم .. |
مصطفى البشتيلي |
زي الأدان في ساعة المغرب |
يلمّ الناس يجمّعهم |
يضُمّ الناس يقرّبهم |
من كل دار |
طالع نهار بيقاوم |
من كل زاويه |
الثوره جايه .. والكفاح دايم |
لكن .. |
واحد م الخونَه اتطوّع |
خان العهد وراح بلّغ |
إزاي الشيخ البشتيلي |
بيخبِّي سلاح الثوار في قُدُور الزيت |
مرّت تلات تيّام |
زي ابتسامه في حنك أيتام |
.. وبيقتلوه بإيدين صحابُه |
قتلوا صوت المعارضه |
يقتلوه وهما أسرى تحت أكتاف البنادق |
لاجل يفضل عبره ليهم |
كان لازم إيديكم تخجل من قتله |
هوه الواحد يقدر ينسى ف يوم أهله؟! |
يقدر .. |
يقدر بس الخونه |
يقدر بس الخاين |
يقدر يقتل أهلُه |
أحمد عبد العزيز باقي ولسه ما ماتشي |
جاي من وسط الليالي يقول يا ناس إصحوا |
آه يا ليلي .. آه يا ريت |
مصر الشباب ما تنساني |
مصر العذاب |
مصر الأمل ما تنساني |
ومصر المقاومه المداومه ع النضال ما تنساني |
آدي أرضك يا حتّه من نبضنا .. يا فلسطين |
الحزن على الطرقات |
مجروحه في الحكايات |
في ايديكي أساور ألغام |
في جبينك رسموا الأيتام |
في عنيكي دبلت لِيَّام |
ويا عيني يا فلسطين |
الأوّله مش آه .. لكنها رصاصه |
والتانيه مش آه .. لكنها صرخه ونّاسه |
والتالته مش ىه |
لكن اللي رآه .. دوّب في قلبه الآه |
والرابعه مش آه .. لكن اللي هواه، خلاّه يدوس الآه |
زي الأمل ماشيين لافنديه |
زي الغيطان صاحيين الفلاّحين |
وعلى الطرقات بتفوقي يا حريّه |
وبتمشي مع الملايين |
ملايين جداد بيتولدوا .. مع الملايين |
وعلى الطرقات بيتوجدوا .. كمان ملايين |
وبعيون السنابل وبالخضره .. وبعيون النهار |
بيرسموا المشاوير |
بنبض الوفا بإيمانهم |
بكل الوفا لبلادهم |
وتضحياتهم |
وبالإصرار |
لكن يا مصر |
يا نسمه محتاره |
يا دمعه محتاره |
يا ثوره دوّاره |
آدي الأماره |
شوفي الشراره في كل شارع وحاره |
كل يوم يتولد عبد الله النديم جديد |
م البحيره .. للصعيد |
وتنطفي دمعه وف كل جامعه .. يتولد تاني النديم |
تحزن بيوت على اللي راح |
يطرح على بيوتنا الصباح |
ويتولد تاني |
حلمنا وحقُّه يتوجد ومباح |
يتولد تاني النديم |
محمد كامل مأمور بندر أسيوط |
شاف نفسه في الشبان الثايرين |
شاف مصر وأولاده وأرضُه وشاف |
الناس البُسَطا الصابرين ع الألم وبيحلموا بصباح |
فتح لهم .. |
مخازن السلاح |
المصري محمد كامل مأمور بندر أسيوط |
خالف كل التعليمات |
والتهمه التانيه عليه |
تشجيع الثورات |
ويا ناس .. |
حكمت المحكمه على محمد كامل بالإعدام |
رافض تتغطى عنيه |
لاجلن لمّا يموت |
تفضل آخر صوره يشوفها .. |
مصر الأم |
وفي يونيه .. سنة ألف وتمنميه وتسعتاشر |
كان الشاب الأسمر |
المرسوم باللون البُنّي والأزرق ع الأحجار |
كان الفرعون المصري |
تاجُه بيسقط في الدلتا |
كان المأمور |
الأب لأولادُه الخمسه |
ما قدرش يودّعهم حتّى |
بينادي الفراغ والصمت |
بينادي طوابير الإصرار المزروع في الشارع |
إصحي يالعروسه |
تُوب الصمود على جسمك |
وسط الرصاص .. توب الصمود لايق |
إصحي يالعروسه ياللي مهرك عُمر أبنائك |
فجأه |
اتحوّل موج البحر الهامس همس |
اتحوّل لكفوف |
عايزه تحوش النار عن شدوان |
أنا دي الوقت يا أمي |
معروف الجنسيه .. والإسم |
مجهول العنوان |
باشيل قلبي الصغيّر على إيديّا |
وألف بيه في كل مينا |
ومن مدينه لمدينه تانيه |
واحلم معاكي بفرحه جايه |
واحلم معاكي بلحظه جايه |
لحظه .. |
تكون فيها الحياه .. أكتر أمان |
يكون فيها السلام .. على كتافُه الحنان |
يكون الأمل جسر أفراح |
يمشي من فوقُه البشر بلا أحزان |
حسني حمّاد الشهيد لاخضر الزند |
اللي سقط زي الزتون لاخضر على كتاف البارود |
سقط في الشرد والصهد .. والبرد |
اللي ركع يصلِّي .. بدمُّه فوق جبين الأرض |
قدر يوصل للرجال .. مدد السلاح |
رغم الإصابه .. ورغم دمه اللي نازف م الجراح |
رغم لنشه المصاب |
ورغم ليل قاسي .. عنيد |
كانت بسمته زي الصباح |
بيروح كتير شُهدا |
وحزن كتير .. كتير عدَّى |
وفرح كتير .. قليل عدَّى |
ومصر في الأحلام ما هاجرتشي |
ومصر في الأيام ما هربتشي |
إصحى يا صوت الشهيد وانضمّ |
انضمّ لينا، انضمّ |
واحمل سلاحك من جديد .. وانضمّ |
لا بد تاني الحلم .. |
يكبر فوق صباحنا من جديد |
آه يا ابني يا حبيبي |
لاجل افتكرك وما احزنشي وافرح |
أشوف ولادي رافعين دراعهم |
بيسلِّموا على بكره .. وبكره أكيد بتاعهم |
بس برضه .. برضه لازم |
يفضلوا رافعين سلاحهم |
بورسعيد |
يومها اترسم .. بين عيونها العيد |
لما يتحوّل لميتم |
كان هنا بيت وأسره |
وأب بيحب أولاده |
وكان هنا مركب وصيّاد |
وحبيب وحبيبته .. بيتلاقوا |
كان هنا سوق الخضار |
كان هنا فيه عَمار |
كان هنا شجر بيضحك بأزهاره وأوراقه |
وهنا كان .. |
فقير الجسم يا صاحبي .. |
لاكن غني الروح |
آخد الرصاصه ف صدري .. وأنزف .. وأصمد بالجروح |
أصْحَى من تاني وباصْحَى جديد الروح |
مصطفى راجح |
الطالب بمدرسة التجاره ف بورسعيد |
اللي اتحوّل لفدائي |
ولآخر لحظه استشهد .. ووفا |
التلميذ الصغيّر مصطفى |
ما كانشي من مواليد شارع نضيف |
إنما .. |
كان بيفهم في الوفا |
أول رصاصه لاجل صحابي اللي ماتوا |
تاني رصاصه لاجل مَيّة بحرنا وموجها يعيش طاهر |
تالت رصاصه تفضل جبهتي زي العلم مرفوعه |
لاكن |
جوّه بيوت الناس |
كان الناس حسبُوها |
بنسالم .. يقتلونا |
نتكلم .. نسكت |
برضه .. بيقتلونا |
مزّقوا الشَبك يا صيادين |
يا أهل دمياط |
إجمعوا السفن |
هذا الزمن |
لا بدّ من رجّاله |
ح يعدّوا بيه م المحن |
ورا حسن طوبار يا رجّاله |
الكتف جنب الكتف |
والإيد ف حضن الإيد |
إتجمعوا يا صيادين |
جهّزوا المراكب |
وارفعوا الأسلحه |
قدّامكو الفرنسيين |
إن بات نهارك في قلبك حبيس |
إن بات نهارك تنهشه قدم الدخيل |
لا الديار ترتاح |
ولا الضمير يرتاح |
ولا مستقبلك يشوف سكته خضرا .. أو براح |
زي ما بتحضنوا السنبله |
أحضنوا الأسلحه |
واكتبوا كلمة وفا .. للأرض الطيّبه |
وانتي كمان يا أمنا |
خليكي حاضنه الأسلحه |
غريبه |
غريبه ومش غريبه |
ما سلّمناش على بعض ف يوم بالإيد |
ما هو احنا في المدينه |
بنروّح سوا .. وبنرجع سوا .. وبنشتغل سوا |
أتوبيس وسط الزحام سوا |
أو اتقابلنا |
في لمة أمهات خارجين يشتروا للولاد |
جلاليب العيد |
كُلّه للتفتيش يستعدّ |
أم صابر .. |
فلاّحه بسيط |
وشّها زي رغيف الدره |
تقاسيم وشّها .. إيه يا هلترى |
مافيهش أي هموم |
إنما محفور عليه |
كف الليالي |
والقمر لما يحلم .. ولما بتعاكسُه أحيانًا غيوم |
كُلّه للتفتيش يستعدّ؟! |
أنا أم صابر |
لا اتعلّمت ف كتب التاريخ |
ولا باعرف كمان تواريخ |
ولا باعرف أمسك قلم |
إنما دي الوقت حسّيت، عرفت |
إنِّي أنا يا بلادي دراعك |
وابتسامتك والعلم |
إفتكر الجدع صحابُه وأحبابُه |
وأهله وخلاّنُه |
والوطن في محنتُه .. وعذابُه |
واللي في الكفاح |
شَيِّبُوا شعر الزمن ولا شابوا |
ومرت الأيام قُدام خيالُه |
لحظات قتالُه للدخيل نضالُه |
واستمرّت لحظه واحده .. لحظه واحده .. في خيالُه |
مراتُه |
ولادُه |
بلادُه |
الأمل |
الأوّله مين .. أنا قلت مش هوّه |
هوّه سلاحي وبسّ .. هوّه دا القوه |
هوه اللي بيه أحضنك يا حبيبتي وأحميكي |
وأعملك حجاب ع القلب من برّه .. ومن جوّه |
الطيّار أحمد عصمت |
الأب لولاد تلاته |
قتل القائد الإنجليزي |
كانت كرامتُه ف كفُّه |
وكانت روحه فوق كفُّه |
بعد ما مات بتفتّشوه |
بتفتّشوه من بعد ما مات |
حتى وهوّه في إيد الموت خايفين منُّه |
بيطاطوا عليه وسلاحهم في إيديهم |
مفرود الجناحات |
ونزلت أم صابر: |
ليه البنادق في وشِّي |
ليه ضلّكم إسود على رمشي |
أم صابر .. أم مصريه |
لا عرفت الحرير لابيض ولا .. |
لبست في ليله .. طرحه ورديّه |
لكن على شالها الحزين لاسمر |
كانت بترقص .. نسمة الحريه |
كله بيخضع للتفتيش؟! |
إيديكم يا مصريين لفوق .. لفوق |
ليه البنادق في وشِّي |
ليه ضلّكم إسود على رمشي |
سدِّد مدفعُه الرشَّاش على سدرها |
وف ثانيه كان الرصاص جوّه سدرها |
اتبعترت ع الرمل كلمة أحبك |
أحبك يا مصر يا بسيطه |
من غير ما أعرفه |
من غير ما يعرفني |
سدِّد إلى سدري رصاصه |
ونا دي الوقت باموت |
باموت .. باموت |
في صباه .. وهو صغيّر |
كان بيشتغل بقّال .. في دكان صغيّر |
وكان في الأماسي .. يروح ع البحر يتمشَّى |
يشوف النسمه غندوره .. ويتمشى |
تُبحر عينيه مع البحر والأساطير |
ورجفة المشاوير |
في رقصة المزامير |
وحكايات السندباد |
محمد كريم |
اللي راكب على جناح الليالي المعتمه |
حصانُه ضحكة الحريه |
ولجامه كلمة خير .. لكل القوم |
أصبح حاكم م اليوم |
ع الاسكندريه |
وهجر عيونه النوم |
ما هو من الشعب طالع |
راجل فقير .. طالع |
أخضر القلب |
أخضر الكف وبسمتُه فارشه الأمل في كل حاره وشارع |
بيحلم يكون حاكم كريم عادل |
يوزّع اللقمه على الفلاح والعامل |
التاريخ .. |
ألف وسبعميّه .. تسعه وتمانين |
الإنجليز جايين |
إوعوا تصدَّقُوا |
أهيَّ .. |
عيونهم زي فوهات البنادق |
المقاومه |
المقاومه ياهل اسكندريه |
إرفعوا كتافكم ع الرصاص والمشانق |
انضمُّوا يا عرب البحيره .. |
يا أهل رشيد |
افرشوا الطرقات بخطوتكم المتأكِّده |
قاتلوا في كل شبر |
ماتوا .. ف كل شبر |
كانت كفوفهم وهمّا مش صاحيين |
صاحيه .. زي شمس العصر |
واضحه تمام |
ناس بيحبوا السلام والحرب |
كانت شفايفهم مرسومه فوقيها |
ضحكة أم |
الورود في إيديها |
أحزانها |
أفراحها |
والحديد في إيديها |
مرسومه دايمًا يا حبيبتي |
لما تفرحي |
ولما تحزني |
ولما ترفعي كتفك زي برج، ويحطّ فوق منُّه الحمام |
محكمه .. |
لأ .. ولأ .. ولأ |
يعدُّوا فوق ضحكتُه |
يدوسوا .. فوق فرحتُه |
يضربوا بالرصاص يا ناس، جبهتُه |
ممكن .. ولكن لا .. |
ما يعدُّوا فوق كلمتُه |
إطلقوا الرصاص |
وتبحر عنين محمد كريم في وسط الناس والمدينه |
ويعيش في كل حاجه فكَّرُوا فيها |
في كل حاجه |
ح يفكروا من تاني فيها |
اليوم .. وبكره |
قبل ما تطلع شمس بكره |
و.. ح يكونوا في الساحات |
وبنبض الأمل بيقاوموا بسلاحهم |
بكل شيء حبُّوه .. بأفراحهم |
البنت .. جانب أمها |
والإبن جنب أبوه |
ماشيين |
أنا وانتي |
زي الولد .. والبنت |
عشاق .. أنا .. وانتي |
زي الصحاب |
اللي التقوا بعد رحلات اغتراب ورحلات العذاب |
بنحب بعضنا .. أيوه |
وننفض صبرنا .. مره .. وألف مره |
بنأكد حبنا .. ما نقولش آه |
البنت جنب أمها |
والإبن جنب أبوه |
.. وافتح كراساتي وارسمك |
شارع بينبض بالوفا |
وارسمك من جديد |
حروف إسمك الجديد |
الحروف اللي اختفت |
والنبض اللي اختفى |
والرجال اللي اختفوا |
في قلب شارع .. بينبض بالوفا |
بافتح كراساتي وبارسمك |
مشوار حزين الخطوه والإيقاع |
وارسمك شراع |
نبحر سوا |
ندوّر ليالي في الليالي |
عن كل شيء من حضننا .. كان اتسرق أو ضاع |
وارسمك نهار |
زي النهارده |
زي النهارده |
غيمه ف سما القاهره |
كانت حزينه وشارده |
زي النهارده |
قطفت إيدين الغدر من حنك البطل حجاج الخضري بسمتُه وكانت |
فوق شفايفه زي فرحة شوق .. وكانت زي ورده |
زي النهارده |
كان النهارده |
بكْيت الأوتار على صدور الديار |
وما كانشي .. |
قدّام الشعب المصري، غير إنه يقاوم ويناضل ما نخافشي |
لاكن يا ناس .. |
من غير ما أعرفه |
من غير ما يعرفني |
سدِّد إلى سدري رصاصه |
ونا دي الوقت باموت |
باموت .. باموت |
كان حجاج الخضري |
شيخ الخضريّه ف مصر |
جَمَع الناس .. فرْد وعِيلَه |
حوالين معنى الحريه |
.. وزي النهارده |
غيمه ف سما القاهره |
كانت حزينه وشارده |
يوم ما اتشنق حجاج |
.. وافتح كراساتي وارسمك |
مدنه .. وعمل .. وأمل، |
على مرّ السنين عطشان |
وادفت الآهه في صدري، وازرعك زرعة مقاومه |
والفجر بيحالفك |
والصبح بيصاحبك |
وف روح الشهيد قايمه |
وف نبضنا دايمه |
دايمه .. ودايمه المقاومه |
تسلمي يا دراعات الرجّاله |
في عزّ النهار والأيّاله |
برشاشك |
بفاسك |
بخنجرك |
دايره .. ع العدو قتّاله |
وتسلمي يا دراعات الرجّاله |
تسلمي |
مرسومه دايمًا يا حبيبتي |
مرسومه لما تفرحي |
مرسومه .. لما تحزني |
ولما ترفعي كتافك زي برج .. ويحط فوق منّه الحمام |
في كل صفحه من تاريخ الزمن |
طيّبين الفلاحين |
لاكن كتير عدوّا المحن |
وقفوا في الغيطان متسلّحين |
بيزرعوا القمح والخضره والدره والسنابل بإيد |
وبيهزموا الجايين والطامعين المستعمرين بإيد |
يونيه |
محكمه |
ونادوا على إسم بالتمام |
وكانت الأحكام |
مؤبده .. وكانت .. |
رافضه تمام .. صوت السلام |
بافتح كراساتي وبارسمك دنشواي |
وحزن متسطّر ع الجبين |
وعلم بيسقط م الإيدين |
وألم بيكبر في السنين |
بافتح كراساتي وبارسمك |
يتيمة المنشأ .. |
والأم والأب |
فرعونية التقاطيع |
يتيمه |
.. تتسوّلي من الجميع الحق |
وبين جناح الحلق |
بتموت صرختك زيّك يتيمه |
من غير ما يعرفني |
من غير ما أعرفه |
سدِّد إلى سدري رصاصه |
ونا دي الوقت باموت |
باموت .. باموت |
إعدام |
علي حسن علي |
والشيخ يوسف حسين سليم |
والسيّد عيسى سالم ومحمد درويش زهران |
الحمام لابيض بيبكي وينوّح |
جناحُه بالتعب متجرّح |
حالف يموت في الفضا فوق المشانق |
إللي راح يشنقوا فوقها الفلاحين |
ولا إنّه بالأحزان .. |
يمشي كده .. ويروّح |
وف سوق القريه اللي بات ليلتها حزين |
كانت ابتسامة زهران بتودّع كل شيء |
بتودّع بناته الصغيّرين |
وتودّع مراته |
وصحابه المجلودين المجروحين .. الصابرين |
.. وادي الشيخ علي حسن علي |
بيطُلّ للأهل ويودّع |
الستات على الأسطح حزينه |
بالطرح الحزينه والشفايف الدبلانه، بتودّع |
وادي عيون الصبي |
إبراهيم سليم |
بتتقابل مع عِنين جِدُّه |
الشيخ يوسف حسين سليم |
ضليلة عنيهم |
بتقابل كلام عنيهم |
من غير دموع |
فلاحين فقرا .. صحيح |
لكن ما بيعرفوش يشربوا، رغم ليل الحزن، من بحر الدموع |
ضحكتنا زي الموج .. صافيه وبريئه |
كلمتنا وسط الرصاص .. |
دايمًا حقيقه |
فرحتنا وسط الحزن ما تنامشي |
بتفضل صاحيه ما تنامشي |
ماهيش خايفه .. إنما |
دايمًا .. ودايمًا جريئه |
زي الأمل .. ماشيين لافنديه |
زي الغيطان صاحيين الفلاحين |
وعلى الطرقات بتفوقي يا حريه |
وبتمشي مع الملايين |
ملايين جُداد بيتولدوا .. |
مع الملايين |
وعلى الطرقات بيتواجدوا |
كمان ملايين |
وبعود السنابل وبالخضره .. وبعيون النهار |
بيرسموا المشاوير |
بنبض الوفا بإيمانهم |
بكل الوفا لبلادهم |
بتضحياتهم .. |
وبالإصرار |
من غير ما يعرفني |
من غير ما أعرفه |
سدِّد إلى سدري رصاصه |
ونا دي الوقت باموت |
باموت .. باموت |
النيل على يميني |
النيل على شمالي |
والتاريخ جوّه البيوت |
بيلعب الكومي |
ويمارس الحب |
من غير مزاج التاريخ جوّه البيوت |
متعلّق على الجدران |
متصوّر ورا البراويز |
وف ركن مهجور م البشر |
العساكر لانجليز |
رافعين البنادق |
العساكر الفرنساويه |
رافعين البنادق |
العدو فوق الخيول |
رافعين السيوف |
رافعين البنادق |
النيل على يميني |
النيل على شمالي |
باصرخ باستغيث |
بلاقي النيل بيعرفني |
يواسيني .. |
يطمّني |
يداويني .. |
يفرّحني |
على ضفّتك يا نيل |
مشيوا .. كتير ناس |
ومن ميّتك يا نيل |
شربوا .. كتير ناس |
وناس راحوا .. مع ناس |
وناس .. جُم .. ودّعوا ناس |
وانت اللي باقي كما الأب الحنيّن |
زي فرسان اللقا .. وشجاع |
لا بتودّع ف حدّ |
ولا بتعرف في الوداع |
بارسم في كراستي |
بارسم ابتسامتي |
وأبرْوِز ابتسامتي الشايبه .. في كراستي |
باعدمها ف ليالي الأنسِ |
باهرب في الزمن المنسي |
باهرب وف سدري رصاصه |
باهرب وف سدري الدخان |
باغسلها، شفايفي من الكدبه .. من نبضها الهمسِ |
باهرب في الزمن المنسي |
باهرب م الزمن المنسي |
باهرب وأصلي صلاة الغفران |
للفرح الشايب على جسمك يا حبيبتي |
للجرح النازف أحزان |
للحرف المسطول على طول .. |
ف شفايف صاحبي الإنسان |
باهرب م المصنع .. م الغيط |
باهرب م المكتب .. م الملهى .. من البيت |
باهرب حتى في ليلة عُرسي |
واعدم أفراحي الكدّابه .. |
في ليالي الأنسِ |
باهرب في الزمن المنسي |
باهرب .. |
في الزمن المنسي |
با .. ا.. ه .. ر .. ب! |