|
من علّمَ الحسناءَ قتلاً بالُّلمى | |
|
| قد جِئت ظمآنَ الهوى ومتيَّماً |
|
قلتُ امنحيني رشفةً أروي بها | |
|
| ظمأَ السنين المطبقاتِ على الظما |
|
أشكو إليكِ تغرُّبي وتحرُّقي | |
|
| وكرامةً مجروحةً نزفتْ دماً |
|
عصفتْ بي الدنيا فذقتُ أُوارها | |
|
| وندى الجبينُ مرارةً وتجهُّماً |
|
واسودَّتْ الآمالُ لستُ أرى بها | |
|
| ضوءاً يضيءُ لي الطريقَ المظلما |
|
أبكي على زمنٍ تولَّى طهْرُهُ | |
|
| أطويهِ بين أضالعي متألماً |
|
زمنُ القلوبِ الطاهراتِ من القذى | |
|
| النائماتِ على البراءةِ نعَّماً |
|
عزمي يرومُ منَ الزمانِ مطالباً | |
|
| جُلَّى ويأبى أنْ يعيشَ محجَّماً |
|
ماذا لقيتُ من الزمانِ وأهلهِ | |
|
| إني قرأتُ العصرَ درساً مفعماً |
|
الناس من حولي أفاعٍ أُترعتْ | |
|
| أشداقُها سُمَّاً زعافاً علقماً |
|
وغدا النفاقُ شريعةً محمودةً | |
|
| والصدقُ إثماً والمُبرَّأُ مجرماً |
|
وعلا الدعيُّ مكانةً بين الورى | |
|
| وهوى الشريفُ مجرَّحاً ومقزَّماً |
|
الأدعياءُ تسنَّموا شرفَ العُلا | |
|
| يثني عليهم مَنْ يرومُ المغنما |
|
باعوا كراماتِ النفوسِ وأهرقوا | |
|
| ماءَ الوجوهِ مذلَّةً لن تُعدما |
|
لم ألقَ في زمني سوى أُنموذجٍ | |
|
| للمدعينَ بشاشةً وتبسُّماً |
|
يلقاكَ في وجهٍ يذوبُ طهارةً | |
|
| والقلبُ منكَ يسيلُ فجراَ أعظماً |
|
يتبادلونَ الجُرمَ فيما بينهم | |
|
| كي يظفروا مما رجوهُ ببعضِ ما |
|
تبَّت أياديهم وتبَّ زمانُهم | |
|
| كيفَ السبيلُ إلى الخلاص من الدُّمى |
|