![]()
ملحوظات عن القصيدة:
انتظر إرسال البلاغ...
![]() |
من بين موجات الألم التي تعتصرني |
ورياح الرحيل التي تعصف بي |
أقول أيتها الدنيا التي خانتني |
إنه قد آن أوان رحيلي فارحلي |
حسني عبدالله جاد |
لا تَعْشَقِيني إنَّ عِشْقَكِ زَائِفٌ |
فَلَكَمْ عَشِقْتُكِ دائماً وتُكذِّبِيِنْ |
لا تَوْعِدِينِي إنَّ وعْدَكِ كَاذِبٌ |
وَالْحَقُّ أَنَّكِ دَائِماً تَتَغَيَّرِيِنْ |
لِي فِي غَرَامِكِ مَوْقِفٌ بَلْ قِصْةٌ |
فَكَفَى وَيَكْفِي مَالَقَيْتُ مِنَ الضَّنِينْ |
قَدْ عِشْتِ حُلُماً دُونَهُ كُلَّ الْمُنَى |
ونَعِمْتِ حُبَّاً خَالِصَاً طُولَ السِّنِينْ |
قَدْ كُنْتِ حُبَّاً دُونَهُ كُلَّ الْهَوَى |
وَبِدفْيء قَلْبِي دَائِمَاً تَتَنَعََّمِينْ |
بَلْ صَرْتِ دَوْماً نُورَ دَرْبِي بِالدُّجَى |
وَكنَورَ شَمْسِي فِي الليَالِي تُشْرِقِينْ |
منْ ثُمَّ صِرتِ مِثْلَ ظِلِّي فِي الضّحَى |
منْ فَوْقَ كَتِفي دَائِماً تَتَسَلَّقِين |
وكتبتُ إسمَكِ في قََصِيدِي وَافِراً |
حَتَّى رَأيْتِ بَأنِّكِ الْكَنْزُ الثَّمِينْ |
فتذكّري كم كنتِ عطْشى حينها |
وأنا المدامُ من الرضّابِ فتشربينْ |
من خَمْرِ قلبي تحتسينَ وبالحنا |
من نبع حبي ترتوين وتنتشينْ |
صدّقتُ كلّ الزيفِ فيك بذا الهوى |
صدقتُ أنَّك كنت لي تتشوّقينْ |
بل كيف لا ولقد فضَحْتُ مشاعري |
حتى رأيتكِ بعدها تتخايلينْ |
فنَسِيتِ قَلْبِي مَا يَضُمُّ مِنَ الْهَوَى |
أسْدَلتِ سِتْرَا لا أرَاكِ فتَذْكُرِيِنْ |
فَبَذَلْتُ جُهْدِي أبْتَغِي بَعْضَ الرِّضَا |
وَلَقَدْ وَجَدْتُكِ في الْغَرَامِ تُرَاوِغِينْ |
ولأنّ قلبي مولعٌ بك حيثما |
مرّت رياحُ الشّوقِ بي وتكابرينْ |
فغضضتُ طرفي عن كثير ربما |
تزْدانُ ذاتٌ دائماً فتمانعين |
حتى علمتُ بأن قلبَكِ غافلٌ |
وبأنك قد كنت لي تتملّقينْ |
ولأن حبى صادقٌ لا أحتمل |
كذباً ولا أرضى بأن تتجمَّّلينْ |
يا كلّ زيفٍ في حياتي إرحلي |
ياخنجراً قد دُسَّ بالقلبِ الحزينْ |
وأنا الذي من بعد غدرِك راحلٌ |
كوني لوحدك دائماً وستندمينْ |
فبأيِّ أرضٍ نلتقي.. لا أعتقدْ |
وإن التقينا.. حرمةَ الحقِّ المُبينْ |
لا لن تحقَّ لكِ البراءةُ واعلمي |
هذا حصادُ الزّرعِ هلاّ تحصدين |
***** |
شعر |
حسني عبدالله جاد |