عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الأندلس > غير مصنف > ابن الأبار القضاعي البنلسي > حَسْبُ الوُجُودِ على التأْييدِ بُرْهانا

غير مصنف

مشاهدة
964

إعجاب
4

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

ادخل الكود التالي:
إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

حَسْبُ الوُجُودِ على التأْييدِ بُرْهانا

حَسْبُ الوُجُودِ على التأْييدِ بُرْهانا
فَتْحٌ أعَزَّ من التَّوحِيدِ ما هانا
إنْ حَجَّبَ الكُفْرَ جَهْمَ الوَجْهِ عابِسَه
فَإِنَّهُ أطْلَعَ الإيمانَ جَذْلانا
وكَم تَمَلْمَلَ مِنْ حَيْفٍ ومَنْ جَنَفٍ
لِجَاعِلٍ نَصْرهُ المَشْرُوعَ خذْلانا
ألَمْ يَسُمْه غُرابُ الغَرْبِ يا أَسَفا
ما عادَ فيهِ جُمانُ الدَّمْعِ مرْجانا
مُسْتَبْصِراً في عَمىً أَبْلَى الأَذَانَ أذىً
مِمَّا استَجَدَّ نَواقيساً وصُلبانَا
ومُسْخِطاً باضْطِهادِ النَّاسِ رَاحمَهُم
فَكيفَ يأمُلُ عِنْدَ اللَّهِ رِضْوَانَا
لا وِزْرَ أثْقَلُ مِنْ وِزرٍ تَحَمَّلَهُ
إذ خَفَّ لو خَفَّ يَوْمَ الفَصْلِ مِيزانا
لَم يَثْنِ غَيّاً إلى رُشْدٍ أَعِنَّتَهُ
لا بَلْ تَعَلَّقَ أَصْناماً وأَوْثانا
أَدالَ مِنْ عُلَماءِ الوَحْي يُجْزِؤُهُمْ
بِحَبْرَةِ الشِّرْك أحْبَاراً ورُهْبانا
إِذا هُمُ هَيْنَمُوا أَصْغَى لَهُم طَرَباً
يَخالُ ذلِكَ أَوْتاراً وَأَلْحَانَا
وَالحالُ شاهِدَةٌ أنْ لَيْسَ مُعتَقِداً
حُكْمَ الكِتَابَيْنِ إِنْجيلاً وَقُرْآنَا
بَيْنَ الخَنا وَالخَنازِير اسْتَقَرَّ إِلى
أَنْ زُلْزِلَ الدِّين أساساً وأَرْكانا
يَقْضِي التَّحَرُّجُ في تَشْبيهِ سُحْمَتِهِ
تَنْزِيه أصْحَمَةٍ عَنْهَا ولُقْمَانَا
يَكْسُومُ والأَشْرَم المَأثومُ أبْرَهَةٌ
أَحرَى لِمَنْ يَتَحَرَّى فيهِ عِرْفانَا
والوَغْدُ لَن تَقْفُوَ الحُبْشانُ رايتَهُ
فَلِمْ تَباهى بِهَا أبناءُ باهانا
وهَبهُمُ ردءه فَما الذي دَرَؤوا
عَنه غَداة تَردى الخِزي إِدمانا
قَدْ أبْطَلَ الحَقُّ ما قالوهُ بُهْتانا
وَهَدَّمَ العَدْلُ ما شادُوهُ بُنْيانا
كَفَّارَةُ الدّهْرِ فيهِ ما انْتَحاهُ بِهِ
أَيَّانَ لَمْ يُرَ في الكُفَّارِ لَيَّانا
لَو أَنَّ طائِفةَ التوحيدِ إخْوَتُه
لم يَرْضَ شِرْذِمَةَ التثليث إخْوَانا
نَعَمْ وإنْ عُدَّ مِنْها في ذُؤابَتِها
فإنَّ دودانَ تَعْيير لِعَدْنانا
بُعْداً لَهُ مِنْ غُرابٍ قائدٍ رَخَماً
مِلْءَ المَلا تَعِدُ الديَّانَ عُدْوانا
أَضْرَى بَنِيه عَلى ضُرِّ العِباد فَقُلْ
في زُمْرَةٍ هَدَجَتْ لِلظُّلْمِ ظِلْمَانا
وَما دَرَى أَنَّ سَيْفَ اللَّهِ آكِلُهُمْ
إذَا هُمُ اسْتَلَمُوا عُرْيانَ غُرْثَانا
فَإِنْ يَكُنْ قَطَعَ الإدْبَارُ دَابِرَهُمْ
فَعَنْ مُوَاصَلَةٍ للطَّوْلِ طُغْيانا
كَذَلِكَ الظّلْمُ مَذْمُومٌ عَوَاقِبُهُ
يَكْفِيكَ مَا أعْقَبَ العُدْوَانُ عُدْوانا
وكُلّ مَنْ حَسِبَ الأقْدَارَ في سِنَةٍ
فَاحسِبْه وهْوَ مِنَ الأَيْقَاظِ وَسْنانا
حَتَّى إذَا العَطَبُ اسْتَحيَا سَلامَتَه
أفَاءهُ يَبْتَغِي بَغْياً تِلِمْسانا
وكانَ مِنْ قِيلِهِ هِيَ التُّرَاثُ لَهُ
ما بالَهُ جَهِلَ التَّصحِيف لا كانا
ظَمْآنُ رَاحَ لأُفْقِ الشَّرْق مُلْتَهِما
لَكِنْ غَدَا بِنَجِيع الجَوْفِ رَيَّانا
فَانْظُرْ إلَيْهِ أخِيذَ اللَّهِ عَنْ أسَفٍ
أرْدَاه واسْمَعْ بِهِ قَدْ خَانَ خَزْيانا
بوَجْدَةٍ أظْهَرَ الوَجْدُ الحِمَامَ عَلى
حَيَاتِه فَنَضاها عَنْه غَضْبانا
واسْتَقْبَلَ القَلْعَةَ الشَّمَّاءَ فَاقْتَلَعَتْ
رُوحاً لهُ خَبُثَتْ رُوحاً وَجُثْمَانا
لمَّا رَأَتْهُ المَنايا مَعْدَماً شيَماً
كَسَتْهُ مِنْ دَمِهِ المَطْلُولِ عِقْيَانا
حَتَّى الجَوَادُ الذِي قَدْ كانَ يَعْصِمُهُ
أرْداهُ يَقْصِمُهُ بُغضاً وإِهْوانا
سَقْياً لِعَوْدٍ أعادَتْهُ المَنُونُ له
عَصَا الكَليم فَلَم يُمْهِلْهُ ثُعْبانا
وَلا تَعُدَّ صَعيداً خَانَهُ زَلَقاً
وافٍ مِنَ المُزْنِ مَهْمَا خانَ أَو مانَا
ما بَيْنَ مُنَتَقِمٍ مِنْهُ وَمُلْتَقِم
لَهُ أُصيبَ حَسيرَ الطَّرْفِ حَسْرانا
ثُمَّ اسْتَباحَتْهُ وَاسْتَاقَتْ كَرَائِمَه
أعْوَانُ صِدْقٍ تَرَى الأَقْدَارَ أَعْوَانا
لاقَى الرَّدَى بِأبي يَحْيَاهُم فَغَدا
لَقىً وعَهْدِي بِهِ كالليْثِ شَيْحانا
والْفلُّ مِن بَيْتِهِ أَوْدى البَيَاتُ بِهِمْ
عَلى يَدَيْ أيِّدٍ كالعَضْبِ يَقْظَانا
سَمَا لَهُ وابْنُهُ فِيهِمْ يَحُضّهُمُ
سُمُوَّ مُغْرىً بِنَيْلِ الثَّأرِ هَيْمَانا
فاحْتَزَّ هَامَهُمُ وابْتَزَّ حَامَهُمُ
مُلْكاً أبَى اللَّهُ أَنْ يُحْمَى وَسُلْطَانا
أَصْلاً وفَرْعاً طَوَاهُمْ دَهْرُهُم حَنقاً
كالرِّيحِ تَقْصِفُ أدْواحاً وأَغْصانا
كَأَنَّني بِهِمُ سُفْعاً وجُوهُهُم
تَبْدُو عَلى صَفَحاتِ السُّورِ خِيلانا
تُخُرِّمُوا بِابْنِ عَبْدِ الحَقِّ واصْطُلِمُوا
وَقَبْلَها ما اسْتُبِيحُوا بِابْنِ زَيَّانا
أعَاجِمٌ أَلسُناً لَكِنْ مَنَاسِبُهُم
تُنْمَى إِلى العَرَبِ العَرْباءِ قَحْطَانا
مُتُونُ خَيْلِهِمُ أوْطَانُهُم وَكَفَى
عِزّاً بِثاوِي مُتُونِ الخَيْلِ أَوْطَانا
نَادَوْا بِطَاعَةِ يَحْيَى فَاسْتَجَابَ لَهُمْ
نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ إِسْرَاراً وإِعْلانا
سَافَتْ رِيَاحُ المَنَايَا مِنْ سُيُوفِهِمُ
سُفْيانَ فَانْهَزَمَتْ يَا وَيْحَ سُفْيانا
والمَعْقِلِيُّونَ لَولا أنَّهُمْ عَقَلُوا
نَجَاءهم مَا نَجَوْا شِيباً وشُبَّانا
للَّهِ صيدٌ زنَاتِيُّونَ تَحْسَبُهُم
أُسْداً إِذا افْتَرَسُوا الأَقْرَان سِيدَانا
أَحلَّهُمْ رُتَبَ الأَمْلاكِ جَدُّهُمُ
في خِدْمةِ القائِمِ الحَفْصِيِّ عُبْدانا
صالُوا صُقوراً بِخِزَّازٍ جَثَتْ فرقاً
وَطَالَما صَرْصَرَتْ في الحَرْبِ عِقْبانا
سُرْعانَ مَا أَسْلَمَ الكُفَّارُ فَاقْتُسِمَتْ
حُمُولُ حامِلِهِمْ لِلْحَيْنِ سُمَّانا
عَلى الأَقاصِي مُغِيراً عَمَّ مَصْرَعُهُ
هَلا علَى الحرَمِ الأَدْنَيْنَ غَيْرانا
هَذِي بَنَاتُ أَبِيهِ فِي ظَعائِنِهِ
يُبْدِينَ لِلسَّبي إجْهاشاً وإِذْعَانا
وَذاكَ ما أُودِعَتْ غَصْباً خَزَائِنُهُ
يَحُوزُهُ وارِث الدَّولاتِ قُنْيَانا
إنَّ الإمَامَ ابْنَ فَاروقِ الهُدى عُمَرٍ
أولى بِمُصْحَفِ ذِي النُّورَيْنِ عُثْمانا
يَا قَاصِلاً فَاصِلاً بِالْحَقِّ لا رِيباً
أبْقَيْتَ فيها وَلا رَيبْاً لِمَنْ دَانا
ورُبَّمَا أُشْبِهَ الأَمْرانِ عِنْدَهُمُ
فَلاحَ وَضَّاحُ هَذَا الفَتْحِ فُرْقانا
طارَتْ حَماماً بِهِ الرُّكْبانُ ناعِيَةً
مِنَ المَغَارِبَةِ البَاغِينَ غِرْبانا
وَكَمْ حَرَصْتَ بِهِمْ أنْ يُصْلِحوا فَأَبَوْا
وَأنْ يُطِيعُوا فَلَجُّوا فيكَ عِصْيانا
أرْبِحْ بِهِمْ صَفْقَةً لَم يَعْدُ مُؤْثِرُها
بِمَا اسْتَثَارَ مِنَ الهَيْجَاءِ خُسْرَانا
خَلِيفَةَ اللَّهِ دُمْ للدِّين تَنْصُرُهُ
ما أطْلَعَ الأُفْقُ أَقْماراً وَشُهْبانا
واعْطِفْ عَلى فِئَةٍ فاءَتْ مُؤَبِّلَةً
أَمْناً بِما رَجَعَتْ رُشْداً وَإِيمانا
وَاصْرِفْ عِنانَكَ عَن مَرَّاكش ثِقَةً
بِالنُّجْحِ فيها إِلى مِصْرٍ وبَغْدانا
ما آلُ أيُّوبَ والآثارُ ناطِقَةٌ
مِنْ آلِ يَعْقوبَ إقْدَاماً وَإِمْكانا
لهَؤُلاءِ عَلَيْهِم فَضْلُ بَأسِهِمُ
وَقَد قَرَضْتَهُمْ قَتْلاً وخِلْعانا
بالأَيْدِ والكَيْدِ تَضْطَرُّ العِدى أَبَداً
إلَى إبادَتِهِمْ سُحْماً وغُزَّانا
واللَّهُ حَسْبُكَ لا الأَفْرَاسُ عادِيَةً
بالرِّيحِ ضَبْحاً ولا الفُرْسَانُ شُجْعانا
وَصرْتَ جَوْرَ الليالِي غَيْرَ مُتَّئِدٍ
تَمْحُو إساءَتَهَا عَدْلاً وإِحْسَانا
وَسرْتَ بالحَقِّ فِينا سالِكاً سنَناً
لَم يَعْدُهُ مِنْ عَدِيّ منْ تَوَلانا
عِلْمِي بِآلِ أبِي حَفْصٍ يُعَلِّمُنِي
مَدائِحَ ابْن حُسَيْنٍ آلِ حَمْدَانا
وَصِدْقُ حُبِّيَ لا سُلْوانَ يُكْذِبُهُ
فِيهِمْ وَإِنْ أَتْبَعَ الهِجْرانُ هِجْرَانا
عَسَى وعَلَّ وَلِيَّ العَهْدِ يَشْفَعُ لِي
فَأَسْتَعِيدَ مِن التَّقْريبِ ما بَانا
هُمْ دَوْحَةُ الشَّرَفِ العِدِّ التِي جَعَلَت
تَطُولُ عَن طُولِهَا المُفْتَنِّ أَفْنَانا
وَهْوَ المُبَارَكُ مِنْهُمُ غُرَّةً وَسَنىً
وَسِيرَةً فِي رعايَاهُ وآسَانا
لَهُمْ أواصِلُ بالتَّعْبيرِ مِن كَلِمِي
ما لا يُقَاطِعُ أَسْمَاراً وَرُكْبانا
بِدْعاً يَراها وَلا فَخْرَ البَدِيع كَما
يَرودُ مُهْرَقَها البُسْتِيُّ بُسْتَانا
أَبَى لِيَ الشِّعْرُ إِلا ما أُنَمِّقُهُ
فَهاكَ في آب مِنها زَهْرَ نِيسَانا
تِسعونَ بَيْتاً قِراها في قِرَاءَتِها
لَمَّا أَلَمَّتْ بِبَابِ الجُودِ ضِيفَانا
أقْسَمْتُ أُنْشِدُها ما ظِلْتُ أُنْشِئُها
إِن لَم يُحَنِّثْن فيها الحِنْثُ أيْمَانا
لا أرْتَضِي القَصْدَ في التَّقْصيدِ مُمْتَدِحاً
بَلْ أقْتَضِي القَصَّ إسْرَافاً وَإِمْعَانا
فَإِنْ أُجَوِّدْ فَمَا زَالَتْ سَعَادَتُهُم
تَهْدِي وَتُهْدِي إِلى ذِي العِيِّ تِبْيانَا
وَإنْ أُقَصِّرْ فَلا ذَنْبٌ لِمُجْتَهدٍ
يَكْبُو الجَوَادُ إِذا مَا طَالَ مَيْدَانا
بُشْرَاكَ بُشْرَاكَ يا مَلْكَ المُلُوكِ بِهِ
فَتْح الفُتُوحِ وَبُشرَانَا وبُشْرَانَا
تاللَّهِ يَرْتَابُ أرْبَابُ البَصَائِرِ فِي
سُفُورِهِ لكتَابِ النُّجْحِ عُنْوانَا
تَأَنَّقَ السَّعْدُ في إِهْدائِهِ فَبَدَتْ
حُلاهُ تبْهرُ أَلْبَاباً وأَذهانَا
واخْتَارَهُ الدَّهْرُ بِشْراً في أسِرَّتِهِ
فَاخْتَالَ في حُلَلِ السَّرّاءِ مُزْدَانا
مَوْلاكَ ناصِرُ سُلْطَانٍ حَمَاكَ بِهِ
وَأَنْتَ نَاصِرُنا حَقّاً وَمَوْلانا
ابن الأبار القضاعي البنلسي
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الاثنين 2007/06/11 09:20:32 مساءً
إعجاب
مفضلة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com