حَسْبُ الوُجُودِ على التأْييدِ بُرْهانا | |
|
| فَتْحٌ أعَزَّ من التَّوحِيدِ ما هانا |
|
إنْ حَجَّبَ الكُفْرَ جَهْمَ الوَجْهِ عابِسَه | |
|
| فَإِنَّهُ أطْلَعَ الإيمانَ جَذْلانا |
|
وكَم تَمَلْمَلَ مِنْ حَيْفٍ ومَنْ جَنَفٍ | |
|
| لِجَاعِلٍ نَصْرهُ المَشْرُوعَ خذْلانا |
|
ألَمْ يَسُمْه غُرابُ الغَرْبِ يا أَسَفا | |
|
| ما عادَ فيهِ جُمانُ الدَّمْعِ مرْجانا |
|
مُسْتَبْصِراً في عَمىً أَبْلَى الأَذَانَ أذىً | |
|
| مِمَّا استَجَدَّ نَواقيساً وصُلبانَا |
|
ومُسْخِطاً باضْطِهادِ النَّاسِ رَاحمَهُم | |
|
| فَكيفَ يأمُلُ عِنْدَ اللَّهِ رِضْوَانَا |
|
لا وِزْرَ أثْقَلُ مِنْ وِزرٍ تَحَمَّلَهُ | |
|
| إذ خَفَّ لو خَفَّ يَوْمَ الفَصْلِ مِيزانا |
|
لَم يَثْنِ غَيّاً إلى رُشْدٍ أَعِنَّتَهُ | |
|
| لا بَلْ تَعَلَّقَ أَصْناماً وأَوْثانا |
|
أَدالَ مِنْ عُلَماءِ الوَحْي يُجْزِؤُهُمْ | |
|
| بِحَبْرَةِ الشِّرْك أحْبَاراً ورُهْبانا |
|
إِذا هُمُ هَيْنَمُوا أَصْغَى لَهُم طَرَباً | |
|
| يَخالُ ذلِكَ أَوْتاراً وَأَلْحَانَا |
|
وَالحالُ شاهِدَةٌ أنْ لَيْسَ مُعتَقِداً | |
|
| حُكْمَ الكِتَابَيْنِ إِنْجيلاً وَقُرْآنَا |
|
بَيْنَ الخَنا وَالخَنازِير اسْتَقَرَّ إِلى | |
|
| أَنْ زُلْزِلَ الدِّين أساساً وأَرْكانا |
|
يَقْضِي التَّحَرُّجُ في تَشْبيهِ سُحْمَتِهِ | |
|
| تَنْزِيه أصْحَمَةٍ عَنْهَا ولُقْمَانَا |
|
يَكْسُومُ والأَشْرَم المَأثومُ أبْرَهَةٌ | |
|
| أَحرَى لِمَنْ يَتَحَرَّى فيهِ عِرْفانَا |
|
والوَغْدُ لَن تَقْفُوَ الحُبْشانُ رايتَهُ | |
|
| فَلِمْ تَباهى بِهَا أبناءُ باهانا |
|
وهَبهُمُ ردءه فَما الذي دَرَؤوا | |
|
| عَنه غَداة تَردى الخِزي إِدمانا |
|
قَدْ أبْطَلَ الحَقُّ ما قالوهُ بُهْتانا | |
|
| وَهَدَّمَ العَدْلُ ما شادُوهُ بُنْيانا |
|
كَفَّارَةُ الدّهْرِ فيهِ ما انْتَحاهُ بِهِ | |
|
| أَيَّانَ لَمْ يُرَ في الكُفَّارِ لَيَّانا |
|
لَو أَنَّ طائِفةَ التوحيدِ إخْوَتُه | |
|
| لم يَرْضَ شِرْذِمَةَ التثليث إخْوَانا |
|
نَعَمْ وإنْ عُدَّ مِنْها في ذُؤابَتِها | |
|
| فإنَّ دودانَ تَعْيير لِعَدْنانا |
|
بُعْداً لَهُ مِنْ غُرابٍ قائدٍ رَخَماً | |
|
| مِلْءَ المَلا تَعِدُ الديَّانَ عُدْوانا |
|
أَضْرَى بَنِيه عَلى ضُرِّ العِباد فَقُلْ | |
|
| في زُمْرَةٍ هَدَجَتْ لِلظُّلْمِ ظِلْمَانا |
|
وَما دَرَى أَنَّ سَيْفَ اللَّهِ آكِلُهُمْ | |
|
| إذَا هُمُ اسْتَلَمُوا عُرْيانَ غُرْثَانا |
|
فَإِنْ يَكُنْ قَطَعَ الإدْبَارُ دَابِرَهُمْ | |
|
| فَعَنْ مُوَاصَلَةٍ للطَّوْلِ طُغْيانا |
|
كَذَلِكَ الظّلْمُ مَذْمُومٌ عَوَاقِبُهُ | |
|
| يَكْفِيكَ مَا أعْقَبَ العُدْوَانُ عُدْوانا |
|
وكُلّ مَنْ حَسِبَ الأقْدَارَ في سِنَةٍ | |
|
| فَاحسِبْه وهْوَ مِنَ الأَيْقَاظِ وَسْنانا |
|
حَتَّى إذَا العَطَبُ اسْتَحيَا سَلامَتَه | |
|
| أفَاءهُ يَبْتَغِي بَغْياً تِلِمْسانا |
|
وكانَ مِنْ قِيلِهِ هِيَ التُّرَاثُ لَهُ | |
|
| ما بالَهُ جَهِلَ التَّصحِيف لا كانا |
|
ظَمْآنُ رَاحَ لأُفْقِ الشَّرْق مُلْتَهِما | |
|
| لَكِنْ غَدَا بِنَجِيع الجَوْفِ رَيَّانا |
|
فَانْظُرْ إلَيْهِ أخِيذَ اللَّهِ عَنْ أسَفٍ | |
|
| أرْدَاه واسْمَعْ بِهِ قَدْ خَانَ خَزْيانا |
|
بوَجْدَةٍ أظْهَرَ الوَجْدُ الحِمَامَ عَلى | |
|
| حَيَاتِه فَنَضاها عَنْه غَضْبانا |
|
واسْتَقْبَلَ القَلْعَةَ الشَّمَّاءَ فَاقْتَلَعَتْ | |
|
| رُوحاً لهُ خَبُثَتْ رُوحاً وَجُثْمَانا |
|
لمَّا رَأَتْهُ المَنايا مَعْدَماً شيَماً | |
|
| كَسَتْهُ مِنْ دَمِهِ المَطْلُولِ عِقْيَانا |
|
حَتَّى الجَوَادُ الذِي قَدْ كانَ يَعْصِمُهُ | |
|
| أرْداهُ يَقْصِمُهُ بُغضاً وإِهْوانا |
|
سَقْياً لِعَوْدٍ أعادَتْهُ المَنُونُ له | |
|
| عَصَا الكَليم فَلَم يُمْهِلْهُ ثُعْبانا |
|
وَلا تَعُدَّ صَعيداً خَانَهُ زَلَقاً | |
|
| وافٍ مِنَ المُزْنِ مَهْمَا خانَ أَو مانَا |
|
ما بَيْنَ مُنَتَقِمٍ مِنْهُ وَمُلْتَقِم | |
|
| لَهُ أُصيبَ حَسيرَ الطَّرْفِ حَسْرانا |
|
ثُمَّ اسْتَباحَتْهُ وَاسْتَاقَتْ كَرَائِمَه | |
|
| أعْوَانُ صِدْقٍ تَرَى الأَقْدَارَ أَعْوَانا |
|
لاقَى الرَّدَى بِأبي يَحْيَاهُم فَغَدا | |
|
| لَقىً وعَهْدِي بِهِ كالليْثِ شَيْحانا |
|
والْفلُّ مِن بَيْتِهِ أَوْدى البَيَاتُ بِهِمْ | |
|
| عَلى يَدَيْ أيِّدٍ كالعَضْبِ يَقْظَانا |
|
سَمَا لَهُ وابْنُهُ فِيهِمْ يَحُضّهُمُ | |
|
| سُمُوَّ مُغْرىً بِنَيْلِ الثَّأرِ هَيْمَانا |
|
فاحْتَزَّ هَامَهُمُ وابْتَزَّ حَامَهُمُ | |
|
| مُلْكاً أبَى اللَّهُ أَنْ يُحْمَى وَسُلْطَانا |
|
أَصْلاً وفَرْعاً طَوَاهُمْ دَهْرُهُم حَنقاً | |
|
| كالرِّيحِ تَقْصِفُ أدْواحاً وأَغْصانا |
|
كَأَنَّني بِهِمُ سُفْعاً وجُوهُهُم | |
|
| تَبْدُو عَلى صَفَحاتِ السُّورِ خِيلانا |
|
تُخُرِّمُوا بِابْنِ عَبْدِ الحَقِّ واصْطُلِمُوا | |
|
| وَقَبْلَها ما اسْتُبِيحُوا بِابْنِ زَيَّانا |
|
أعَاجِمٌ أَلسُناً لَكِنْ مَنَاسِبُهُم | |
|
| تُنْمَى إِلى العَرَبِ العَرْباءِ قَحْطَانا |
|
مُتُونُ خَيْلِهِمُ أوْطَانُهُم وَكَفَى | |
|
| عِزّاً بِثاوِي مُتُونِ الخَيْلِ أَوْطَانا |
|
نَادَوْا بِطَاعَةِ يَحْيَى فَاسْتَجَابَ لَهُمْ | |
|
| نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ إِسْرَاراً وإِعْلانا |
|
سَافَتْ رِيَاحُ المَنَايَا مِنْ سُيُوفِهِمُ | |
|
| سُفْيانَ فَانْهَزَمَتْ يَا وَيْحَ سُفْيانا |
|
والمَعْقِلِيُّونَ لَولا أنَّهُمْ عَقَلُوا | |
|
| نَجَاءهم مَا نَجَوْا شِيباً وشُبَّانا |
|
للَّهِ صيدٌ زنَاتِيُّونَ تَحْسَبُهُم | |
|
| أُسْداً إِذا افْتَرَسُوا الأَقْرَان سِيدَانا |
|
أَحلَّهُمْ رُتَبَ الأَمْلاكِ جَدُّهُمُ | |
|
| في خِدْمةِ القائِمِ الحَفْصِيِّ عُبْدانا |
|
صالُوا صُقوراً بِخِزَّازٍ جَثَتْ فرقاً | |
|
| وَطَالَما صَرْصَرَتْ في الحَرْبِ عِقْبانا |
|
سُرْعانَ مَا أَسْلَمَ الكُفَّارُ فَاقْتُسِمَتْ | |
|
| حُمُولُ حامِلِهِمْ لِلْحَيْنِ سُمَّانا |
|
عَلى الأَقاصِي مُغِيراً عَمَّ مَصْرَعُهُ | |
|
| هَلا علَى الحرَمِ الأَدْنَيْنَ غَيْرانا |
|
هَذِي بَنَاتُ أَبِيهِ فِي ظَعائِنِهِ | |
|
| يُبْدِينَ لِلسَّبي إجْهاشاً وإِذْعَانا |
|
وَذاكَ ما أُودِعَتْ غَصْباً خَزَائِنُهُ | |
|
| يَحُوزُهُ وارِث الدَّولاتِ قُنْيَانا |
|
إنَّ الإمَامَ ابْنَ فَاروقِ الهُدى عُمَرٍ | |
|
| أولى بِمُصْحَفِ ذِي النُّورَيْنِ عُثْمانا |
|
يَا قَاصِلاً فَاصِلاً بِالْحَقِّ لا رِيباً | |
|
| أبْقَيْتَ فيها وَلا رَيبْاً لِمَنْ دَانا |
|
ورُبَّمَا أُشْبِهَ الأَمْرانِ عِنْدَهُمُ | |
|
| فَلاحَ وَضَّاحُ هَذَا الفَتْحِ فُرْقانا |
|
طارَتْ حَماماً بِهِ الرُّكْبانُ ناعِيَةً | |
|
| مِنَ المَغَارِبَةِ البَاغِينَ غِرْبانا |
|
وَكَمْ حَرَصْتَ بِهِمْ أنْ يُصْلِحوا فَأَبَوْا | |
|
| وَأنْ يُطِيعُوا فَلَجُّوا فيكَ عِصْيانا |
|
أرْبِحْ بِهِمْ صَفْقَةً لَم يَعْدُ مُؤْثِرُها | |
|
| بِمَا اسْتَثَارَ مِنَ الهَيْجَاءِ خُسْرَانا |
|
خَلِيفَةَ اللَّهِ دُمْ للدِّين تَنْصُرُهُ | |
|
| ما أطْلَعَ الأُفْقُ أَقْماراً وَشُهْبانا |
|
واعْطِفْ عَلى فِئَةٍ فاءَتْ مُؤَبِّلَةً | |
|
| أَمْناً بِما رَجَعَتْ رُشْداً وَإِيمانا |
|
وَاصْرِفْ عِنانَكَ عَن مَرَّاكش ثِقَةً | |
|
| بِالنُّجْحِ فيها إِلى مِصْرٍ وبَغْدانا |
|
ما آلُ أيُّوبَ والآثارُ ناطِقَةٌ | |
|
| مِنْ آلِ يَعْقوبَ إقْدَاماً وَإِمْكانا |
|
لهَؤُلاءِ عَلَيْهِم فَضْلُ بَأسِهِمُ | |
|
| وَقَد قَرَضْتَهُمْ قَتْلاً وخِلْعانا |
|
بالأَيْدِ والكَيْدِ تَضْطَرُّ العِدى أَبَداً | |
|
| إلَى إبادَتِهِمْ سُحْماً وغُزَّانا |
|
واللَّهُ حَسْبُكَ لا الأَفْرَاسُ عادِيَةً | |
|
| بالرِّيحِ ضَبْحاً ولا الفُرْسَانُ شُجْعانا |
|
وَصرْتَ جَوْرَ الليالِي غَيْرَ مُتَّئِدٍ | |
|
| تَمْحُو إساءَتَهَا عَدْلاً وإِحْسَانا |
|
وَسرْتَ بالحَقِّ فِينا سالِكاً سنَناً | |
|
| لَم يَعْدُهُ مِنْ عَدِيّ منْ تَوَلانا |
|
عِلْمِي بِآلِ أبِي حَفْصٍ يُعَلِّمُنِي | |
|
| مَدائِحَ ابْن حُسَيْنٍ آلِ حَمْدَانا |
|
وَصِدْقُ حُبِّيَ لا سُلْوانَ يُكْذِبُهُ | |
|
| فِيهِمْ وَإِنْ أَتْبَعَ الهِجْرانُ هِجْرَانا |
|
عَسَى وعَلَّ وَلِيَّ العَهْدِ يَشْفَعُ لِي | |
|
| فَأَسْتَعِيدَ مِن التَّقْريبِ ما بَانا |
|
هُمْ دَوْحَةُ الشَّرَفِ العِدِّ التِي جَعَلَت | |
|
| تَطُولُ عَن طُولِهَا المُفْتَنِّ أَفْنَانا |
|
وَهْوَ المُبَارَكُ مِنْهُمُ غُرَّةً وَسَنىً | |
|
| وَسِيرَةً فِي رعايَاهُ وآسَانا |
|
لَهُمْ أواصِلُ بالتَّعْبيرِ مِن كَلِمِي | |
|
| ما لا يُقَاطِعُ أَسْمَاراً وَرُكْبانا |
|
بِدْعاً يَراها وَلا فَخْرَ البَدِيع كَما | |
|
| يَرودُ مُهْرَقَها البُسْتِيُّ بُسْتَانا |
|
أَبَى لِيَ الشِّعْرُ إِلا ما أُنَمِّقُهُ | |
|
| فَهاكَ في آب مِنها زَهْرَ نِيسَانا |
|
تِسعونَ بَيْتاً قِراها في قِرَاءَتِها | |
|
| لَمَّا أَلَمَّتْ بِبَابِ الجُودِ ضِيفَانا |
|
أقْسَمْتُ أُنْشِدُها ما ظِلْتُ أُنْشِئُها | |
|
| إِن لَم يُحَنِّثْن فيها الحِنْثُ أيْمَانا |
|
لا أرْتَضِي القَصْدَ في التَّقْصيدِ مُمْتَدِحاً | |
|
| بَلْ أقْتَضِي القَصَّ إسْرَافاً وَإِمْعَانا |
|
فَإِنْ أُجَوِّدْ فَمَا زَالَتْ سَعَادَتُهُم | |
|
| تَهْدِي وَتُهْدِي إِلى ذِي العِيِّ تِبْيانَا |
|
وَإنْ أُقَصِّرْ فَلا ذَنْبٌ لِمُجْتَهدٍ | |
|
| يَكْبُو الجَوَادُ إِذا مَا طَالَ مَيْدَانا |
|
بُشْرَاكَ بُشْرَاكَ يا مَلْكَ المُلُوكِ بِهِ | |
|
| فَتْح الفُتُوحِ وَبُشرَانَا وبُشْرَانَا |
|
تاللَّهِ يَرْتَابُ أرْبَابُ البَصَائِرِ فِي | |
|
| سُفُورِهِ لكتَابِ النُّجْحِ عُنْوانَا |
|
تَأَنَّقَ السَّعْدُ في إِهْدائِهِ فَبَدَتْ | |
|
| حُلاهُ تبْهرُ أَلْبَاباً وأَذهانَا |
|
واخْتَارَهُ الدَّهْرُ بِشْراً في أسِرَّتِهِ | |
|
| فَاخْتَالَ في حُلَلِ السَّرّاءِ مُزْدَانا |
|
مَوْلاكَ ناصِرُ سُلْطَانٍ حَمَاكَ بِهِ | |
|
| وَأَنْتَ نَاصِرُنا حَقّاً وَمَوْلانا |
|