أُسَلِّمُ لِلْمَقدورِ ثُمَّ أسَلِّمُ | |
|
| ويَظْعَنُ جُثْمانِي وقَلْبي مُخَيِّمُ |
|
تَجَاذَبَهُ أمْرَانِ مُرَّانِ فاعْجَبَا | |
|
| غَرَامٌ صُراحٌ واعْتِزامٌ مُصَمِّمُ |
|
بِعَيْشِكُما لا تُثْقِلاهُ مَلامَةً | |
|
| فَمَا خَفَّ حَتَّى طالَ منْهُ تَلَوَّمُ |
|
وَلا تُوئِسَاهُ مِنْ نَجَاحِ رَجائِهِ | |
|
| فَلِلدَّهْرِ فِي عُقْبَى العُبوسِ تَبَسُّمُ |
|
وَإنَّ لَهُ بالنَّاصِرِيَّةِ نَاصِراً | |
|
| يَفُلُّ خَميسَ البُؤْسِ وَهوَ عَرَمْرَمُ |
|
وَتَمضِي كَما تَمْضِي السُّيوفُ سُيوبُهُ | |
|
| فَتَنْكُلُ عَنْهُ النَّائِباتُ وتُحْجِمُ |
|
بِرَغْمِيَ أزْمَعْتُ المَسِيرَ عَنِ العُلَى | |
|
| وَصَرْفُ الليالي لِلْمُحِبيِّنَ مُرْغِمُ |
|
فَما حَسَدَ التَّبْريحَ إلا تَلَهُّفٌ | |
|
| وَلا غَبَطَ التَّوْديعَ إِلا تَنَدُّمُ |
|
دَعانِي لِتَرْحالي اضْطِرارٌ وَلَمْ يَزَلْ | |
|
| يُحَلِّلُ مَا أضْحَى عَلَى المَرْءِ يَحْرُمُ |
|
ولَوْلا أُطَيْفَالٌ طَواهُم طَواهُمُ | |
|
| فَأعْظَمُ مَا يَبْقَى جُلودٌ وَأَعْظُمُ |
|
أَسَا في الأَسَى عادَتهم والدَتُهم | |
|
| فَمَا مِنْهُمْ إلا يَتِيمٌ وَأَيِّمُ |
|
هُمُ أبَداً هَمِّي فَلَيْلِي ألْيلٌ | |
|
| بِمعْجزَتِي عَنْهُمْ ويَوْمِيَ أيْوَمُ |
|
جَوَانِحُهُم تَذْكُو لَهيباً وتَلْتَظِي | |
|
| وأعْيُنُهُم تَهْمِي نَجيعاً وتَسْجُمُ |
|
تَخَالُهُمُ في شَجْوِهِم وانْتِحَابِهِمْ | |
|
| حَمَاماً عَلى أفْنَانِهَا تَتَرَنَّمُ |
|
وَزَجَّيْتُ أيَّامي وَرَجَّيتُ فُرْجَةً | |
|
| ولَمَّا يَسِرْ مُسْرىً بِرَحْلِي ومُلْجَمُ |
|
كَفانِي الرّضى والإذْنُ زاداً لِطيَّتِي | |
|
| هُما لِيَ مَغْنىً حَيْثُ كُنْتُ وَمَغْنَمُ |
|
وَكَمْ رُمْتُ في دارِ الخِلافَةِ أُيِّدَتْ | |
|
| قَرَاراً فَأعْيَا والْمَوَاهِبُ أسْهُمُ |
|
وكَمْ لُحْتُ مَصْدُوداً يُلَوِّحُنِي الصَّدى | |
|
| وبَحْرُ نَداها مُزْبِدُ المَوْجِ خِضْرِمُ |
|
فَإِنْ آنَ لي مِنْ بَعْد فيها تَأَخُّرٌ | |
|
| فَقَدْ كَانَ لِي مِنْ قَبْل فيها تَقَدُّمُ |
|
عَلى أَنَّنِي مِنْهَا إليَهْا تَنَقُّلي | |
|
| ليُفْرَجَ بَابٌ في التَّكَسُّبِ مُبْهَمُ |
|
ألَيْسَ وَلِيُّ العَهْدِ قِبْلَتِيَ التي | |
|
| أوَجِّهُ وَجْهِي نَحْوَها وأُيَمِّمُ |
|
عَسَى لانْتِقَالِ الحالِ نَادَتْنِيَ المُنَى | |
|
| فَلا مِرْيَةٌ أَنِّي مُنادىً مُرَخَّمُ |
|
وحَسْبِي بِهِ أَنْ يَنْعَمَ المَلِكُ الرّضى | |
|
| ومازِلْتُ في شَتَّى أَيادِيهِ أنْعَمُ |
|
خِطابٌ مِنَ الخَطْبِ الجَليلِ مُؤَمِّن | |
|
| وطِرْسٌ عَلى الرّأْيِ الجَميلِ مُتَرْجِمُ |
|
إِمَامَ الهُدْى عَطْفاً ورُحْمَى ورِقَّةً | |
|
| فَشَأنُ المَوَالِي أنْ يَرِقُّوا ويَرْحَموا |
|
وفِي مَوْرِدِي كَانَ التِفَاتُكَ وَاصِلِي | |
|
| أَفِي مَصْدَرِي حاشاهُ حاشاهُ يَصْرِم |
|
وقَدْ حَكَمَ المَجْدُ المُؤَثَّلُ والعُلى | |
|
| بأَنَّ الذِي يَرْجُو نَدَاكَ مُحَكَّمُ |
|
يَقيني هُوَ الَمَأمُولُ فِيكَ مُحَقَّقٌ | |
|
| وفِي سَائِرِ الأَمْلاكِ ظَنٌّ مُرَجَّمُ |
|
ويَا أَيُّها المَوْلَى عَلَيْكَ تَحِيَّةٌ | |
|
| مُؤَبَّدَةٌ عن طِيبِها الرَّوْضُ يَنْسَمُ |
|
بَقِيتَ تَرَى البُقْيا وكُلٌّ مِنَ الوَرَى | |
|
| بِشُكْرِكَ مُغْرىً أو بِحُبِّكَ مُغْرَمُ |
|