أَرِقْتُ أُرِيقُ الدّمْعَ يَسْتَتْبعُ الدّما | |
|
| فَما لَبِثَ الكافورُ أن عَادَ عِنْدَما |
|
وأنْثُرُهُ وَرْدَا علَى الخَدِّ نَرْجساً | |
|
| فَتَرْنُو إِلَى نَوْرَيهِ للرّوْضِ مِنْهُما |
|
حَنيناً لِعَهْدِ المُنْحَنَى أنْبَأَ الضّنَى | |
|
| بِما قَرَّ في الأَحْنَاءِ مِنْهُ وَتَرْجَما |
|
وَذِكْرى كَسَقْطِ الزَّنْدِ رُدّدَ قَدْحُهُ | |
|
| بِسَقْطِ اللِّوَى تَثْنِي الخَلي مُتَيَّما |
|
تَهافَتُّ فِي أعْقابِها أَريحِيَّةً | |
|
| فَقالوا فَتىً فَضَّ الرّحيقَ مُخَتَّما |
|
ألَمْ يَقْتُلُوا عِلْماً يَقيناً تَحَرُّجِي | |
|
| فَكيفَ أَجَالُوا فيهِ ظَنَّاً مُرَجَّمَا |
|
كأنِّي ولا راحٌ سِواها مُدارَةٌ | |
|
| سُقِيتُ بِها الأَكْوَاب فَذّاً وتَوْأَما |
|
أَميدُ وَيَنْهانِي الحِجَى فأطيعُهُ | |
|
| كَما كَبَّتِ النَّكْبَاءُ غُصْناً مُنَعَّما |
|
وَقيذاً رَمانِي مِن جَآذِرِ رَامَةٍ | |
|
| مُصَادِفُ حَبَّاتِ القُلوبِ إِذا رَمى |
|
كأَنَّ له ثَأراً لَدى كُلِّ رامِقٍ | |
|
| فَيَنْضو لَه عَضْباً منَ اللَّحْظِ مِخْذَما |
|
من الهِيفِ بالصَّبِّ الشّجِيِّ مُهانِفٌ | |
|
| إِذا ما بَكَى وَجْداً لَدَيْهِ تَبَسَّما |
|
يَصولُ بِسُلْطَانٍ منَ الحُسْنِ قاهِرٍ | |
|
| ويَزْحَفُ في جَيْشِ الجُفونِ عَرَمْرَما |
|
أتَى شارِعاً في الحُبِّ ما شاءَ ناسِخاً | |
|
| عَلَى رَغْمِ أبناءِ الغَرَامِ ومُحْكِما |
|
فَحَرَّمَ مِنْ بذل الشِّفاءِ مُحَلِّلاً | |
|
| وحَلَّلَ مِنْ سَفْكِ الدِّمَاءِ مُحَرَّما |
|
كَلِفْتُ بِهِ مَلآنَ مِنْ صَلَفِ الصِّبا | |
|
| أُغازِلهُ ظَبْياً وأَخْشَاه ضَيْغَما |
|
وَمَا الحُبُّ إِلا ما طَوَيْتُ جَوانِحي | |
|
| عَلَيْهِ فَأبْدَتْهُ المَدَامِعُ سُجَّما |
|
أُلامُ عَلى لَيِّ العِنانِ إِلى اللِّوَى | |
|
| وأُعْذَلُ في حَوْمِ الجَنانِ علَى الحِمَى |
|
وحَيْثُ الِقبابُ الحُمْرُ بَيْضاءُ غادَةٌ | |
|
| عَقَدْتُ بِها حَبْلَ الهَوى فَتَصَرّما |
|
أُحَلأُ عَن سَلْسَالِهَا مُتَعَطِّشاً | |
|
| وأُحرَمُ مِنْ أَظْلالِها مُتَضَرِّما |
|
ولا ذَنْبَ إلا أنْ كَتَمْتُ عَلاقَتِي | |
|
| فَبَاحَتْ بِهِ نُجْلُ الكُلومِ تَكَلُّما |
|
كَشَمْسِ الضُّحَى أرْعَى بِها أنْجُمَ الدُّجَى | |
|
| وأهْجُرُ مِنْ جَرَّائِها البيضَ كالدُّمَى |
|
تَعَلَّقْتُ مِنْها للْمَحاسِنِ رَوْضَةً | |
|
| تَكَمَّنَ فيها مُرْسَلُ الشّعْرِ أَرْقَما |
|
خَلِيلَيَّ لا أهْوَى الخَلِيَّ مِنَ الهَوَى | |
|
| يُفَنِّدُ عُشَّاقاً ويُسْعِدُ لُوَّما |
|
حُرِمْتُ وِصالَ الغِيدِ إنْ كُنْتُ لَم أَبِتْ | |
|
| بِرَمْلَةَ مُغْرىً أوْ بِخَوْلَةَ مُغْرَمَا |
|
وخِلْتُ عُهودَ الحُبِّ إنْ رُمْتُ سَلْوَةً | |
|
| لِساناً مُبيناً أو ضَمِيراً تَجَمْجَما |
|
رَعَى اللَّهُ دَهْراً خَوَّلَ الأمْنَ والمُنى | |
|
| أيَادِيَ أَوْحَتْ في دُجَى العُسْرِ أنْجُما |
|
حَدانِي إلَى نَيْلِ السَّعَادَةِ مُقتَنىً | |
|
| وبَوّأنِي دَارَ الإمارَةِ مَعْلَمَا |
|
فَلِلْغَايَةِ القُصْوَى سَمَوتُ تَشَرُّفاً | |
|
| وبِالعُرْوَةِ الوُثْقَى اعْتَصَمْتُ تَحَرُّما |
|
وشِمْتُ بِساطَ العِزِّ إذ قُمْت ماثِلاً | |
|
| بِه وتَسَلَّمْتُ الفَخَارَ مُسَلِّما |
|
أَما وإِمامٍ ما رَمَيْتُ بِنَظْرَةٍ | |
|
| لِحَبْوَتِهِ إِلا رَأيْتُ يَلَمْلَما |
|
تَجَلَّى لنا مِن حُجْبِهِ البَدْر نَيِّراً | |
|
| وحَفَّ بِنَا منْ نَيْلِهِ البَحْرُ خِضْرِما |
|
مُباركَةٌ أزْمَانُهُ وَبَنَانُهُ | |
|
| تَسُحُّ نَعِيماً لا يَشُحُّ وأنْعُما |
|
فَقُلْ في الرّبيعِ النَّضْر بِشْراً ومَبْسَماً | |
|
| وقُلْ في الصَّباحِ الطَّلْقِ نَشْراً ومَيْسَما |
|
تَعَجَّبُ مِنْهُ الطَّامِياتُ إذا حَبا | |
|
| وتَنْكُل عَنْهُ الضَّارِياتُ إذا حَمَى |
|
إلَى المُرْتَضَى يَحْيى ونَاهيكَ مَنْتَهىً | |
|
| لِحَضْرَتِهِ العَلْيا وناهيكَ مُنْتَمَى |
|
سَمَا بالمُلوكِ الصِّيد هَمٌّ أَحَلَّها | |
|
| سَمَاءَ التَّرَقِّي مِنْ لَدُنْه تَهَمُّما |
|
تُنَبِّهُ مِنْهُ في مُسهدِ خَطْبِها | |
|
| سَليلَ أبي حَفْصٍ وَتَهْدَأُ نُوَّما |
|
مُجيلُ قِداح الفَوْزِ في السِّلْمِ والْوَغَى | |
|
| لِيُبْرِمَ مَنْقوضاً ويَنْقُضَ مُبْرَما |
|
مُطِلاً عَلى الدّنيا بأوضَح غُرّة | |
|
| هِي الصّبح في لَيْلِ الحَوَادِثِ مُظْلِما |
|
تَأَلَّمَ للدّينِ الشَّعاعِ فَلَمَّهُ | |
|
| أرَقَّ عَلَيْه مِنْ ظُباهُ وَأَرْحَما |
|
فَإنْ نَظَمَ التَّوْحِيدَ عقْداً مُنَثَّراً | |
|
| فَقَدْ نَثَرَ التَّجسيمَ عَقْداً مُنَظَّما |
|
كَأنَّ سِرَاجاً ساطِعاً في جَبِينِه | |
|
| إِذا مُسْرَجٌ في الحَرْبِ سَاعَدَ مُلْجَما |
|
يُديرُ رَحاها بَاسِماً متهَلِّلاً | |
|
| بِرَأْدِ ضُحاها عَابِساً مُتَجَهِّما |
|
وأكْثَرَ ما نَلْقاهُ جَذْلانَ ضاحِكاً | |
|
| إِذا ما بَكَى الخَطِيُّ في كَفِّه دَما |
|
نَطوفُ بِمَثواه المُقَدَّسِ كَعْبَةً | |
|
| فَيَمْحو خَطايانا مجلاً مُعَظَّما |
|
ونَرْوِي أَحاديثَ الفُتوحِ مَدارُها | |
|
| عَلَيْهِ صِحاحاً عَنْ قَناهُ مُحَطَّما |
|
أَحالَ عَلى أعْدَائِهِ حَالَ دَهْرِهِم | |
|
| عَجَاجاً وَراياتٍ وَنَصْلاً ولَهْذَما |
|
فَراحَ عَلَيْهِمْ أدْهَم الليل أشْهباً | |
|
| وأَضْحَى إلَيْهِم أشْهَبُ الصّبْحِ أدْهَما |
|
لَه راحَةٌ يُعْدي مُقَبِّلَ ظَهْرِها | |
|
| نَدَى بَطْنِهَا حَتَّى يَفيضَ تَكَرُّما |
|
وإلا فَما لي باتَ مالِي مُجَمَّعاً | |
|
| وَأَصْبَحَ في أيْدِي العُفاةِ مُقَسَّما |
|
يُفيدُ فُنونَ العِلْمِ والْحِلمِ والنَّدَى | |
|
| وأَحْظَى المَوَالي عِنْدَهُ مَن تَعَلَّما |
|
إمامَ الهُدى نَاضَلْتَ عَنْ دَعوةِ الهُدَى | |
|
| وقُمْتَ بِما آدَ الوَشيحَ المُقَوَّما |
|
لَكَ الدّيْن والدّنْيا لَكَ المَجْدُ والعُلَى | |
|
| تُعافِي مُنِيباً أو تُعَاقِبُ مُجْرِما |
|
تَطَلَّعْتَ في عيدِ الأَضاحِي مُيَمِّماً | |
|
| ومازِلْتَ في كُلِّ النَّواحِي مُيَمَّما |
|
وَسَمْتَ مُحَيَّاهُ الجَميلَ بِسِيمَةٍ | |
|
| صَنائِعِ إِجْمالٍ فَلِلَّهِ مَوْسِما |
|
وأَسْرَفْتَ ما أسْرَفْتَ فيهِ تَطَوّلاً | |
|
| فَأعْلَنَهُ ثَغْرُ الثَّناءِ تَرَنُّما |
|
تَمُدُّ مُلوك الأرْضِ أعْيُنُها إلى | |
|
| يَدَيْكَ تُرَجِّي ما سَحَابُكَ مُثجِما |
|
وَتَرْكَبُ ظَهْر البَرِّ والْبَحْرِ جُنَّحاً | |
|
| مَرَاكِبُها طَوْراً إلَيْك وعُوَّما |
|
فَمِنْ مُعْرقٍ لاقَى بِبَابِكَ مشْئماً | |
|
| وَمِنْ مُنْجِدٍ لاقَى بِبابِكَ مُتْهِما |
|
وَهذِي مُلوكُ الرّومِ تُشْخِصُ رسْلَها | |
|
| بِسِلْمِكَ تَبْغِي للسَّلامَةِ سُلَّما |
|
بِطاغِيَةِ الكُفَّارِ أبْرَح ذِلَّةٍ | |
|
| تُجَشِّمُهُ مِنْ حَمْلِهَا مَا تَجَشَّما |
|
تَوَهَّمَ أنّ البَدْرَ يَحْميهِ ظِلُّهُ | |
|
| وهَيْهَاتَ مَا للْكُفْرِ دُونَكَ مُحْتَمَى |
|
وأيْقَنَ أنَّ الأمْرَ مُؤْتَمَنٌ بهِ | |
|
| فَحادَ إِلى الإيقانِ عَمَّا تَوَهَّما |
|
تَصَوّرَ تَجْهِيزَ الأَساطيلِ نَحْوَهُ | |
|
| فَحَيْعَلَ بِالْمَنْجَاةِ مِنْهَا وهَلْمَمَا |
|
وأفْصَحَ يَثْنِي خاطِباً في خِطَابِهِ | |
|
| وما انْفَكَّ لَوْلا السَّيْفُ أعْجَمَ طِمْطِما |
|
فَها هُوَ إنْ لَمْ يَحْظَ مِنْكَ بِذِمَّة | |
|
| تَعَلَّقَهُ ظُفْرُ المَنَايَا مُذَمَّما |
|
وأَخْلِقْ بِهِ ألا يَعِزَّ مُتَوَّجاً | |
|
| إِذا لَمْ يَنَلْ مِنْكَ الأَمانَ مُعَمَّما |
|
سَيَأتِي برَأسِ الكافرِ الكافِرُ الذي | |
|
| يَطُمُّ عَلَيْهِ المُنْشَآتُ إذا طَما |
|
وَيُغْزَى جَنابٌ طَالَ بِالْغَزْوِ عَهْدُهُ | |
|
| ويُفْتَحُ باب كانَ للْكُفْرِ مُبْهَما |
|
فَدُمْ أيُّها المَولى مُعاناً مُؤَيَّداً | |
|
| مَتَى رُمْتَ مَغْنىً حازَهُ السَّيْفُ مَغْنَما |
|
وسُلَّ عَلى العَادِينَ سَيْفَكَ مُنْدِماً | |
|
| وَسُحّ عَلى العافِينَ سَيْبَكَ مُنْعِما |
|