بِيني ثَلاثاً سَلْوَةَ الأَيَّامِ | |
|
| أوْدَى الحِمامُ بِنَاصِرِ الإسْلامِ |
|
وَدَعا دِعَامَتَهُ إِلى تَعْوِيضِها | |
|
| تَأْسِيسُهُ بالتُّرْبِ دَارَ مُقَامِ |
|
ودَهى الوَرَى مِنْ ثُكْلِ هَادِيهِم بِما | |
|
| أعْيَا عَلَى الأفْهامِ والأَوْهامِ |
|
هَذِي الشُّجونُ الجُونُ قَدْ أخَذَتْ عَلى | |
|
| وَفْدِ العَزَاءِ مَطَالِع الإلْمَامِ |
|
وَتَفَاضَتِ الأجْفَانَ حُمْرُ دُموعِها | |
|
| فَمِنَ القُلوبِ عَلى الخُدودِ دَوامِ |
|
مَا رَاعَهُم إلا نَعِيّ وُجودِهِ | |
|
| فِي حَيْثُ لا أَمْنٌ منَ الأعْدامِ |
|
فَلَوِ الْتَفَتَّ لَقُلْتَ شُرْبُ مُدَامِ | |
|
| ولَوِ اسْتَمَعْتَ لَقُلْتَ سِرْبُ حَمَامِ |
|
أَنْوَارُهُ هامُوا لَها فَذَكَرْتُ مَا | |
|
| نَسِيَتْ نَوَارٌ مِن هَوىً وهُيَامِ |
|
تَاللَّهِ لَوْ قَتَلُوا عَلَيهِ نُفُوسَهُمْ | |
|
| أسَفاً لَمَا وَفَّوْا قَضاءَ ذِمامِ |
|
خَطْبُ الخُطُوبِ أباحَ مُحْتَكِماً حِمَى | |
|
| مَلِكِ المُلوكِ فَطاحَ دُونَ مُحامِ |
|
أَنَّى ومِنْ أيْنَ اسْتَدارَ لَهُ الرَّدَى | |
|
| والجَيْشُ مِلْءُ عَمائِرٍ ومَوامِ |
|
فِيهِ الكُماةُ إذا هُمُ اعْتَقَلوا القَنا | |
|
| وافَوْك بِالآسادِ والآجامِ |
|
أصْماهُ رَامٍ كَمْ ثَنَى عَنْهُ العِدَى | |
|
| صَرْعَى يُنَاضلُ دُونَهُ ويُرامِي |
|
نُورُ الوُجودِ أُتِيحَ مِنْ إِطْفائِهِ | |
|
| مَا ألْبَسَ الدُّنْيا مَسوحَ ظَلامِ |
|
سَيْفُ الهُدى أوْدى بِهِ سَيْفُ الرَّدَى | |
|
| قَدْ يَفْتِكُ الصّمْصامُ بِالصّمْصَامِ |
|
مَا لِلنُّجُوم طَوالِعا مَا للْجِبا | |
|
| لِ رَواسِياً ما لِلبِحارِ طَوامي |
|
لِمْ لَمْ تَغُرْ لِمْ لَمْ تَزُلْ لِمْ لَمْ تَغُض | |
|
| مِنْ شِدَّة الحَسَراتِ وَالآلامِ |
|
في بُونَةٍ بانَتْ حَياةُ المُرْتَضَى | |
|
| يَحْيَى وقِيدَ إِلى الثَّرى بِزِمَامِ |
|
وهُناكَ خُطَّ ضَريحُهُ سَقْياً لَه | |
|
| هَلا بأفْئِدَةٍ عَلَيهِ حِيامِ |
|
لَمَّا ثَوَى دَارَ السَّلامِ تَرَحَّلَتْ | |
|
| عَنَّا مَحَاسِنُ دَهْرِنَا بِسَلامِ |
|
لا طِيبَ في الأَسْحارِ والآصالِ مُذْ | |
|
| طَابَ الثَّرَى مِنْهُ بِخَيْرِ إِمامِ |
|
عَطَلَتْ ظُهُورُ الأَرْضِ مِنْ تِلْكَ الحُلَى | |
|
| إذْ حُلِّيَتْ مِنْها بُطُونُ رِجامِ |
|
كانَ الزَّمانُ يَضِيقُ عَنْهُ جَلالَةً | |
|
| فَإِذَا بِهِ في تُرْبَةٍ وسلامِ |
|
هَبْ عَيْنُهُ ذَهَبَتْ بِيَوْمِ حِمَامِهِ | |
|
| ما ذَاهِبٌّ أثَرٌ لَهُ بِحِمَامِ |
|
سَلْ عَنْ ظُباهُ مَشارِقاً ومَغارِباً | |
|
| تُنْبِئْكَ عَنْ إغْمَادِها في الْهامِ |
|
وانْظُرْ إليهِ مُسالِماً ومُحَارِباً | |
|
| تَجِدِ الهِدَايَةَ أُسْوَةَ الإلْهَامِ |
|
غَلَبَتْهُ صادِمَةُ المَنُونِ وطَالَما | |
|
| هابَتْهُ أغْلَبَ مَاضِيَ الإقْدامِ |
|
وانْجَابَتِ الحَرَكاتُ عَنْ إسْكانِهِ | |
|
| ما بَيْنَ أجْداثٍ وبَيْنَ رِمَامِ |
|
وَاهاً وآهاً لَوْ شَفَى تَرْدَادُهَا | |
|
| مِنْ زَفْرَةٍ مَشْبُوبَةٍ كضِرَامِ |
|
أتْهِمْ وَأنْجِدْ يَا نَجِيبُ فَقَد قَضَى | |
|
| نَحْباً أَخُو الإنْجَادِ وَالإتهامِ |
|
كَيْفَ احْتِسَابِي ما ألمَّ وَإنَّمَا | |
|
| حَسَنَاتُ صَبْرٍ فيهِ كالآثَامِ |
|
لا تَحْسِبُوني صَاحِياً مِنْ خَمْرَةٍ | |
|
| لِلْحُزْنِ فِيهَا العَالَمُونَ نَدَامِي |
|
أمِنَ الوَفَاءِ وَفَاتُهُ وَحَيَاتُنا | |
|
| أُفٍّ لِكُفَّارٍ يَدَ الإِنْعامِ |
|
سَوْأَى مِنَ الأَحْدَاثِ وَافَتْ بَعدَها | |
|
| حُسْنَى لهَا فِي اللَّهِ حسنُ مَقَامِ |
|
لَمَّا انْتَأى مَلأَ الهُدَى أثْنَاءَها | |
|
| فَكَفَى عَظَائِمهَا اكْتفَاءَ عِظامِ |
|
يَا فَوْزَهُم بِخِلافةٍ تَعْنُو لهَا | |
|
| خُلَفَاءُ بَيْتَيْ هَاشِمٍ وَهِشَامِ |
|
وتَدُومُ في الأَعقَابِ ليسَ لِحُكْمِها | |
|
| نَسْخٌ مدَى الأَحْقَابِ والأَعْوَامِ |
|
أرْضَوْا إمَامَهُمُ فَأَمْضَوْا عَهْدَهُ | |
|
| وَوَفَوْا لأَنْفِ الْبَغْيِ بِالإرْغَامِ |
|
قَسَماً بِهِ لَوْلا إمَارَةُ نَجْلِهِ | |
|
| لَغَدَا الهُدَى نَثْراً بِغَيْرِ نِظَامِ |
|
أتَرَاهُ كُوشِفَ بالذِي هُوَ كَائِنٌ | |
|
| فَاعْتَامَهُ مِنْ جَوْهَرٍ مُعْتَامِ |
|
وَأقَامَهُ للنَّاسِ يَجْمَعُهُمْ عَلَى | |
|
| سُلْطَانِهِ وَرَآهُ خَيْرَ قِوَامِ |
|
دَهَمَتهُمُ دُهْمُ الخُطوبِ فَشَدَّ ما | |
|
| جَلَّى دُجَاهَا مِنْهُ بَدْرُ تَمَامِ |
|
لَمَّا ارْتَضَاهُ نَضَاهُ عَضْباً حاسِماً | |
|
| غُدِرَ العِدَى مِنْ رَأْيهِ بِحُسَامِ |
|
أَوْلى ذِمَامٍ بالرِّعَايَةِ عِنْدَهُ | |
|
| مَا لَمْ يُجَاوِزْهُ سُؤالُ مُضامِ |
|
للَّهِ زَحْفُ خَمِيسهِ بِزَعِيمِهِ | |
|
| تَحْتَ اللوَاءِ لعُبَّدِ الأَصْنَامِ |
|
مِنْ كُلِّ مورد رُمْحَهُ أَدرَاعَهُم | |
|
| فَتَرَى بِهِ ألِفاً مُخالِطَ لامِ |
|
رَجَفَتْ بلادهُمُ لِبَيْعَتِهِ التِي | |
|
| مَرَّتْ بهَا الأرْوَاحُ في الأجْسَامِ |
|
وعَنِ القُلوبِ تَفَقَّأَتْ أضْلاعُهُم | |
|
| فَكأَنَّها الأزْهَارُ دُونَ كِمَامِ |
|
لمُحَمَّدٍ وُعِدَتْ رعَايَا أحمَدٍ | |
|
| ألا تَزَالَ زَوَاهِرَ الأَيَّامِ |
|
وكأنَّ بِشْراً سَاطِعاً إشْرَاقُهُ | |
|
| في وَجْهِهَا مِنْ وَجْهِهِ البسَّامِ |
|
مَلِكٌ نَمَتْهُ في المُلوكِ عِصَابَةٌ | |
|
| هِيَ مَفْخَرُ الأسْيَافِ والأقْلامِ |
|
بُشْرَى الأَنامِ بِدَوْلَةٍ حَفْصِيَّةٍ | |
|
| مَنْصُورَةِ الرَّايَاتِ والأَعْلامِ |
|
أبَداً تُوافِي مِنْهُمُ بأئِمَّةٍ | |
|
| زُهْرِ المَنَاقِبِ رُجَّحِ الأَحْلامِ |
|
في يَوْمِهِم أحْيَوْا خَليفَةَ أمْسهِم | |
|
| شَبَهاً بِهِ في النَّقْضِ والإبْرَامِ |
|
تِلْكَ الشَّمَائِلُ كَالشَّمائِلِ قَد سَمَتْ | |
|
| بِأَبِي غَمَام مُقْلِعٌ بغَمَامِ |
|
يا خَجْلَتِي لِلْفِكْر أقْعَدَهُ الأسَى | |
|
| عَنْ نَهْضَةٍ بحقُوقِها وقِيامِ |
|
كُنْتُ المُطيلَ مُهَنِّئاً ومُعَزِّياً | |
|
| لَكِنْ كفانِيها أبُو تَمَّامِ |
|
تِلْكَ الرّزِيَّةُ لا رَزِيَّةَ مِثْلُها | |
|
| والقسْمُ لَيْسَ كَسَائِر الأقْسامِ |
|