طَلَّتْ نَجِيعِيَ أطْلاءٌ وأَطْلالُ | |
|
| بِحَيْثُ يُعْقَدُ إحْرَامٌ وَإِحْلالُ |
|
مَنازِلٌ كَانَت الأقْمارُ تَنْزلُها | |
|
| بِالخِيفِ خَفَّتْ بِهِمْ نُوقٌ وَأَجْمالُ |
|
جَرَّ البِلَى فَوْقَهُ أذْيَالَهُ وَجَرَى | |
|
| لِشُهْبِهِ بالأُفُولِ الرّاهنِ الفَالُ |
|
وَكَمْ عَزَيْتُ حَدِيثَ الآنِساتِ بِها | |
|
| ولِي إلى الأُنْسِ إغْذَاذٌ وَإرْقالُ |
|
أَيَّامَ لا كَدَرٌ في الصّفْوِ مُعْتَرِضٌ | |
|
| ولا لإِلْفٍ عَلى الإعْرَاضِ إِقْبَالُ |
|
يَا لَلْعَلاقَةِ نِيطَتْ بِي عَلَيَّ فَما | |
|
| يُغادِرُ كَسْفَ البَالِ بِلْبَالُ |
|
وللْعَوَاذِل عَنَّاني تَصَنُّعُهَا | |
|
| كَما تُعَنِّي الخُصُورَ الهِيفَ أكْفالُ |
|
هَيْهات أُعْذَلُ في بَيْتِ الهَوَى نَسَبي | |
|
| فَفيمَ يَكْثُرُ لُوَّامٌ وعُذَّالُ |
|
وكيفَ يُوجِدُنِي السّلْوانُ مَعْذِرَة | |
|
| وعُذْرَةٌ لِيَ أعْمَامٌ وأَخْوَالُ |
|
كَأنَّ قَلْبِي فَرَاشٌ في تَقَحُّمِهِ | |
|
| نَاراً لَهَا بِأَكُفِّ الغِيدِ إشْعَالُ |
|
أمَّا قَتُولُ التي أهْوى تَدَانِيَهَا | |
|
| فَدُونَها منْ سرَاةِ الحَيِّ أَقْتَالُ |
|
أُدِيرُ طَرْفِي إلى دَرَاتِها كَلِفاً | |
|
| ومِلْءُ قَلْبِيَ آمَالٌ وآجَالُ |
|
هي الثُّرَيَّا وَعيوقٌ يَحُفُّ بِها | |
|
| غَيْرَانَ يَكْفُلُ مِنْها الظَّبْيَ رِئْبَالُ |
|
غزَالةٌ كُلَّما أَغْزَتْ لَوَاحِظَهَا | |
|
| آبَتْ وأفْئِدَةُ العُشَّاقِ أنْفَالُ |
|
ظَلَّتْ تُقَلِّصُ عُمْري وَهْيَ في حُجُبٍ | |
|
| تَضْفُو عَلَيْهَا لِسُمْرِ الخَطِّ أظْلالُ |
|
تَعَجَّبَتْ منْ حَيَاتي إذْ رَأَتْ دَنَفي | |
|
| وَفِي يَدَيْهَا شِفَاءٌ لي وإبْلالُ |
|
مَعسولَةُ الرّيق لم أنْكِر وقد وُصِفَتْ | |
|
| أنْ قيلَ في قَدِّهَا الميَّالِ عَسَّالُ |
|
كَأنَّ أسْنَى اللآلي في تَرَائِبِهَا | |
|
| مِمّا تَلأَلأَ حُسْناً وَهْيَ مِعْطَالُ |
|
يُقِلُّ مِنها قَضِيبَ البَانِ مُعْتَدِلاً | |
|
| دِعْصٌ من الرِّدْفِ مِنْهار ومِنهَالُ |
|
مَكَثْتُ فِيهَا عَلى عَهْدِي وَما مَكَثَتْ | |
|
| لِلْحُبِّ حَالٌ وَلِلْمَحْبُوبِ أَحْوالُ |
|
والسَّيْفُ والرُّمْحُ لا أرْجُو دفاعَهُمَا | |
|
| إذا تَمَرَّسَ بي قلْبٌ وخلْخَالُ |
|
لَولا اتِّصالي بِسُلْطَانِ الأميرِ لَقَدْ | |
|
| لاقَتْ بِهَا القدّ آرابٌ وَأَوْصَالُ |
|
مَلْكٌ تَمَهَّدَتِ الدّنْيَا بِدَوْلَتِه | |
|
| وَقَد تَحَيَّفَهَا للْحَيْفِ زِلْزَالُ |
|
وَأَلْبَسَتْها السَّنى الوَضَّاحَ غُرَّتُهُ | |
|
| فأصْبَحَت في بُرودِ الحُسنِ تَختالُ |
|
عَلَى حَفَائِظِهِ حِفْظُ الوُجودِ وَإِنْ | |
|
| آدَتْهُ للْحَرْبِ أوْزَارٌ وأثْقَالُ |
|
مُؤَيَّدٌ كُلَّما حَلَّتْ كَتَائِبُه | |
|
| بِسَاحَةٍ آذَنَ الأعْمَارَ تَرْحالُ |
|
سَرَتْ سَرَايَاه في أرْضِ العِدَى فَغَدا | |
|
| لِلْحُزْنِ فِيهِنَّ إحْزَانٌ وإسْهَالُ |
|
آراؤُهُ كالسَّنَى مَرْآه نَيِّرَةٌ | |
|
| أَضْحَتْ مَفاتِيحَ والآفَاقُ أقْفَالُ |
|
مَهْما أطَلَّتْ عَلى التَّجْسيمِ رَايَتُهُ | |
|
| فَلِلْفُتُوحِ عَلى التَّوحيدِ إِطْلالُ |
|
هَدى إِلى السَّمْحَةِ البَيْضاءِ في زَمَنٍ | |
|
| أبْنَاؤُهُ في الخُطُوبِ السُّودِ ضُلالُ |
|
فَقَدْ شَفَى الدينَ والدّنيا مُهَنَّدُهُ | |
|
| كَما شَفَى مِن صَدَى الإمْحالِ هَطَّالُ |
|
وَقَدْ أَذَلَّتْ مُلوكَ الأَرْضِ عِزّتُهُ | |
|
| وقَوَّمَتْهُمْ قَناهُ عِنْدَمَا مالُوا |
|
أَينَ الجَبَابِرَةُ اسْتَوْلَوْا إلَى أَمَدٍ | |
|
| فَاسْتَأصَلَتْهُمْ عَوالِيهِ بِما صَالُوا |
|
آلَتْ قِوَاءً مَغانِي آلِ غانِيَةٍ | |
|
| بِهِ وغَالَتْهُمُ لِلدَّهْرِ أَغْوالُ |
|
وَصُدَّتْ الصِّيدُ مِنْ عُجْمٍ ومِنْ عَرَبٍ | |
|
| بِسَطْوِ سُلْطَانِهِ فَالكُلُّ أَجْفالُ |
|
وَتِلْكَ عَادَتُه دامَتْ سَعَادَتُهُ | |
|
| يَغْشَى بِها سَوْرَةَ الأَبْطَالِ إبْطَالُ |
|
عَادُوا عَبَادِيدَ عِبْدَاناً لِشِدَّتِهِ | |
|
| وَهُمْ إِذا تُحْسَنُ الأَحْسابُ أقْيالُ |
|
أَعْجِبْ بِهِمْ طُلَّقاً لَكِنْ تمسِّكُهُمْ | |
|
| مِنَ الْمَهَابَةِ أَقْيَادٌ وَأَغْلالُ |
|
جَلَّتْ جَرَائِمُهُمْ عَمَّنْ تَغَمَّدَهَا | |
|
| جَلالُ مَلْكٍ لهُ في البرِّ إِيغالُ |
|
فيهِ أنَاةٌ وإِمْهالٌ بِهِ شَرُفا | |
|
| وَلَيْسَ مِنْهُ مَعَ الإمْهالِ إِهْمالُ |
|
يَعْفُو وَيَصْفَحُ في ذاتِ الإلهِ كَما | |
|
| يَسْخُو ويَسْمَحُ والمِفضالُ مِفْصَالُ |
|
أمَّا أَبو زَكَرِياءَ الإمامُ عَلى | |
|
| وَفْقِ المَعالي فَقَوّالٌ وَفَعَّالُ |
|
لِلْبَأسِ والجُودِ في يُمْناه حُكْمُهُما | |
|
| ضَرْبٌ وَطَعْنٌ وإِحْسَانٌ وَإِجْمَالُ |
|
كأنَّمَا سُمْرُهُ والصَّولُ يُرْسِلُهَا | |
|
| عَلى العِدَى بِرَحىً لِلمَوْتِ أَصْلالُ |
|
مَا صَابَ لِلْمَلْك مُذْ قَامَتْ صَوائِبُهُ | |
|
| سَهمٌ ولا صَامَ خَطِّيٌّ وقُصَّالُ |
|
نامَ الأَنَامُ عَلى فَرْشِ الأَمَان بِما | |
|
| أَغْرَاهُ بالسُّهْدِ تَجْوَابٌ وتَجْوَالُ |
|
لابُدَّ للضِّدِّ مِنْ ضِدٍّ يُمَيِّزُهُ | |
|
| وَهَلْ يَقِرُّ مَعَ الإِيضَاحِ إِشْكَالُ |
|
وَرَوْضَةُ الحَزْن لَمْ يَبْهَجْ تَضَاحُكُها | |
|
| حَتَّى سَجَا لِغَوادِي المُزْنِ إعْوَالُ |
|
مُبَارَكٌ لَم يَزَلْ يَتْلُو أَباهُ أبَا | |
|
| مُحَمَّدِ بنِ أبي حَفْصٍ ولَمْ يَالُ |
|
عَمَّ البَريَّةَ مِنْ أسْرَارِ سِيرَتِه | |
|
| لِنِعْمَة اللّهِ إتْمَامٌ وإِكْمَالُ |
|
كَانَ الزّمَانُ بَهيماً قَبله فبَدَا | |
|
| عليهِ لِلحُسْنِ أوْضاحٌ وأَحْجالُ |
|
كُلُّ الفُصولِ رَبِيعٌ في إِيالَتِهِ | |
|
| والأرْضُ رَبْعٌ لِمَا يُولِيهِ مِحْلالُ |
|
ساوَتْ أَعاصِرُهُ طِيباً عَنَاصِرُهُ | |
|
| فالدَّهْرُ أَجْمَعُ أَسْحارٌ وآصالُ |
|
يا ربَّ أضْحَى وفِطْرٍ للوُجودِ بهِ | |
|
| يَحُجُّ ذو حِجَّةٍ فيهِ وشَوَّالُ |
|
رَحْبُ الخُطَى في المَجَالِ الضَّنْكِ مُتَّئِدٌ | |
|
| والهَامُ تُقْطَفُ والآجَالُ تُغْتَالُ |
|
أَنْبَاؤُهُ في العُلى والمَجْدِ سائِرَةٌ | |
|
| كأَنَّهَا لانْعِدامِ المِثْلِ أمثَالُ |
|
تَفَجَّرَ العِلْم مِنْ عَلْيا شَمائِلِهِ | |
|
| كَما يَسُحُّ بِوَسْطِ الرّوْضِ سِلْسالُ |
|
وانْهَلَّ سَيْبُ العَطايا مِن أَنامِلِهِ | |
|
| كَما ألجَّ مِنَ الأَمْطَارِ أَسْيَالُ |
|
كأنَّ آلاءهُ آلَتْ فَما حَنِثَتْ | |
|
| أنْ يُمْتَطَى نَحْوَهُ الدَّأْمَاءُ والآلُ |
|
فكُلّ يومٍ يَؤُمُّ الوَفْدُ حَضْرَتَه | |
|
| تَرمِي إلَيهَا بِهِم فُلْكٌ وأَجْمالُ |
|
دَلَّتْ عَلَيْهِ المُنَى آثارُ أنْعُمِه | |
|
| كمّاً تَدُلُّ عَلَى المُسْتَقْبَلِ الحالُ |
|
أَسْمَى لآبائِهِ في المَكْرُمَاتِ بُنىً | |
|
| طالَتْ ذُؤابَتُها عزّاً كَما طالُوا |
|
فَهُمْ بِأُفْقِ المَعالي أَو بِغَايَتِهَا | |
|
| أَهِلَّةٌ بَهَرَتْ نُوراً وَأَشْبالُ |
|
مِنْ كُلِّ مُعْتَمَدٍ في المَجْدِ مُتَّحِدٍ | |
|
| تَسْمُو بِهِ لِلسَّماءِ الذاتُ والآلُ |
|
يَفُتُّ في عَضُدِ البَأساءِ مِنْهُ فَتىً | |
|
| عَلَيهِ للكَرَمِ الوضَّاحِ سِرْبالُ |
|
يَلْتاحُ بَدْراً أبو يَحْيَى الأمِيرُ وَهُمْ | |
|
| إزَاءهُ كالنّجومِ الزُّهْرِ أمْثالُ |
|
قَد رُتِّبُوا في نِظَامِ المُلْكِ أرْبَعَةً | |
|
| كَما يُرَتَّبُ نَظْمَ العقْدِ لأالُ |
|
أَنالَهُمْ رُتَبَ العَلْيا وَخَوَّلَهُمْ | |
|
| مَلْكٌ لِمَا أعْجَزَ الأَمْلاكَ نَيَّالُ |
|
مَوْلايَ أَنْتَ مَآلُ العالَمينَ وفِي | |
|
| تَقْبِيلِ كِلْتا يَدَيْكَ الجَاهُ وَالمالُ |
|
خُذْها بِذِكْرِكَ فيها مِدْحَةً عَذُبُتْ | |
|
| كَما تُدارُ خِلالَ الرّوْضِ جِرْيَالُ |
|
لا شُغْلَ لِلعَبْدِ إلا شُكْرُ سَيِّدِهِ | |
|
| وَإِنْ عدَتْهُ مِنَ الأَيَّامِ أَشْغَالُ |
|
لَوْلا جِبِلَّتُكَ العُلْيَا عَشيرَتُهَا | |
|
| لَكانَ لِلشِّعرِ إِكْدَاءٌ وإِجْبَالُ |
|
بكَ اسْتَقَلَّ قَريضِي بَعْدَ كَبْوَتِه | |
|
| وكُبَّ لِلْفَم والكَفَّيْنِ إقْلالُ |
|
وآبَ ماضِي شَبابي وانْثَنَتْ جِدَتي | |
|
| وَثَابَ يَنْعُمُ في نَعْمَائِك البالُ |
|
وَظِلَّكَ الوارِفَ اسْتَغْشَيْتُهُ وإلى | |
|
| ذرَى طَفيلٍ أَوَى مِنْكَ الأُطَيْفالُ |
|
حَتَّى المَدَائِحُ مِنْ جَدْواكَ لي هِبَةٌ | |
|
| مِنِّي كِتابٌ ومن عَلْيَاكَ إِمْلالُ |
|
فِضْ أيُّهَا البَحْرُ مَعْرُوفاً ومَعْرِفَةً | |
|
| تَعْلَم وَتَرْوِ صَدى هِيمٍ وجُهَّالُ |
|