لِمَنْ وَقْعَةٌ بالغَرْب ضَعْضَعَت الشَّرْقَا | |
|
| أَراقَتْ نَجيعَ المَارِقِينَ فَما يَرْقَا |
|
وَأَزْجَتْ مِن النَّقْعِ المُثَارِ سَحَائِباً | |
|
| تَأَلَّقَ مَصْقُولُ الحَديدِ بِهَا بَرْقَا |
|
مُطَبِّقَةً عَرْضَ البِلادِ وطُولَها | |
|
| فَلا وَجْهَ إِلا واجَهَتْهُ وَلا أُفْقَا |
|
كأنَّ شِيَاتِ البُلْقِ تَحْمِل شِرَّةً | |
|
| لِقَلْبِيَ بلْ أوْضَاحُها تُشهِر البُلْقَا |
|
تَطَاوَحَ فيها مَنْ بَغَى كَيْفَما انْبَغَى | |
|
| وَحاقَ الرَّدَى إِلا بِمَنْ دَافَعَ الحَقَّا |
|
فَمِنْ أَصْيَدٍ جيداً لفيهِ مُجَدَّلٍ | |
|
| وَمِن أشْوسٍ طَرْفاً وَمنْ أهْرَتٍ شَدْقَا |
|
أُسُودُ ولَكِنَّ الأُسُودَ حَقيقَةً | |
|
| سُقاتُهُمُ صَرْفَ المَنِيةِ والزّنْقَا |
|
أَدَارُوا عَلَيْهِم كُلَّ حَمْرَاءَ ضُمِّنَتْ | |
|
| بَشَاشَةَ مَنْ يَسقِي وإِجهاشَ مَنْ يُسْقَى |
|
عُصاةٌ أَطَاعَ اللَّهَ فيهِمْ مُبيرُهُم | |
|
| فَحَصَّهُمُ قَدّاً وَعَنَّتَهُم دَقَّا |
|
أَخامِسُ تَنمِيهِم زَنَاتَةُ لِلوَغَى | |
|
| وحُقَّ عَلَى الأَغْصَانِ أَن تُشْبِه العِرْقَا |
|
تَرَى بِهِم مِنْ قَامَةٍ واستِقامَةٍ | |
|
| رُدَيْنِيَّةً ذُبْلا وهِنْدِيةً دُلْقَا |
|
ومنْ عَجَبٍ أنْ ليْسَ تُعْديهُمُ الظُّبَى | |
|
| فَما منْهُمُ مَنْ لانَ طَبْعاً وَلا رَقَّا |
|
غِلاظٌ فِظَاظٌ ما لعُذْرَةَ عِذْرَةٌ | |
|
| لَدَيْهِمْ إِذَا هُمْ أحْدَثوا مَوْتَهُم عِشْقَا |
|
وَأَخْرَقُ خَلقِ اللَّهِ حتَّى إِذا رَدَوا | |
|
| لِسَقي الرَّدى أَقْرَانَهُمْ بَهَروا حِذْقا |
|
أتَتْهُمْ جُنودُ اللَّهِ تَصْمُدُ صَمْدَهُمْ | |
|
| فَحَقَّ عَلَيْهِم صَبْحَةَ السَّبْتِ ما حَقَّا |
|
دَنَتْ غَمَراتُ المَوْتِ منْ يغْمُرَاسِنٍ | |
|
| فأَحْفَلَ كالخَرْقَاءِ يَعْتَسِفُ الخَرْقَا |
|
وَمنْ خُبْثِهِ يَوْمَ الهياجِ سَليقَةً | |
|
| تَسَلُّقُهُ مِنْ بَيْنِ آسَادِهِ سَلْقَا |
|
رَمَاهُ فأَصْمَاهُ بِأَقحَافِ رَأسِهِ | |
|
| إِمامُ هدىً لقَّى الضلالة ما لَقَّى |
|
وأَعْدَمَهُ المُلكَ الذي اعْتَادَ غَضْبَهُ | |
|
| فَرَاجَعَ تَحْتَ الذَّلَّةِ المِلْكَ والرِّقَّا |
|
وواثقَهُ صَفْحاً وَمنْحا بِمَا غَدا | |
|
| يُوثِّقُ الاسْتِمْسَاكَ بِالعُروَةِ الوُثْقَى |
|
فَأَيْنَ الذِي كانَ ادَّعَى مِنْ زَعَامَةٍ | |
|
| لِمَعْشرِهِ يَا شدَّ مَا اجْتَنَبَ الصِّدْقَا |
|
قُصَارَاهُمُ أنْ خوَّدُوا في نَجَائِهمْ | |
|
| رِئالا يَجوبونَ الشَّقيقَةَ والبَرْقَا |
|
وَأَنْ لَفَظُوا حَتَّى السِّلاح تَخَفُّفا | |
|
| فَكَمْ ذابِلٍ مُلْغىً وَكَمْ صارِمٍ مُلْقَى |
|
لَعَمرِي لَقَدْ هانُوا وَكانُوا أَعِزَّةً | |
|
| وَمَنْ ذا يُقَاوِي السُّمْر والبيض والزُّرْقَا |
|
وفَرُّوا وَكانَ الكَرُّ مِنْهُم سَجِيَّةً | |
|
| وَمَنْ ذا يُطيقُ الطَّعْنَ والضَّرْبَ والرَّشْقَا |
|
بِأَرْجُلِهِم وَافَوا مَوارِدَ حَيْنهم | |
|
| فَبُعْداً لَهُم بُعْداً وَسُحْقاً لَهُمْ سُحْقَا |
|
وَمِنْ دُونِهم بِالسَّمْهَرِيةِ خَنْدقُوا | |
|
| فَعَبَّدت الأَسْيافُ نَحْوَهُمُ طُرْقَا |
|
وَفي الفَيلَقِ الجَرَّارِ جاؤُوا سَفاهَة | |
|
| فَجَرَّ عَلَيهم ذَلِكَ الفَيلَقُ الفَلقَا |
|
لَقَدْ خَسِروهَا صَفْقةً يَومَ فتَّحَت | |
|
| عَلَيْهِم سُيوفُ الحَقِّ ما أَشَّبُوا صِفقَا |
|
وقُطَّتْ بإِتْيانِ الجَرَائِمِ هامُهُمْ | |
|
| نَكَالاً كَما قَطَّت يَدُ الجَارِمِ العِذْقَا |
|
هُو اليوْمُ أَضْحَى مُكْفَهِراً عَصَبْصَباً | |
|
| وأَمْسَى بِسِيمَا الفَتْحِ مُسْتَبْشِراً طَلْقَا |
|
تَرَاكَمَ في جوِّ السَّماءِ عَجَاجُهُ | |
|
| سَحَاباً هَمَتْ منْهُ دِمَاءُ العِدَى وَدْقَا |
|
ومُدَّت بِحارٌ للحَديدِ فَلَمْ تَؤُلْ | |
|
| إلَى الجَزْر إِلا وَالطغَاةُ بِهِ غَرْقَى |
|
وَهَلْ سَكَنَتْ فَاسٌ وَسَبْتَةٌ بَعْدَهُ | |
|
| أَم اصطَكَّتَا كالخَافِقِين لهُ خَفْقَا |
|
لَقَدْ بَاتَ أَهْلُوها بِلَيْلَةِ مَاخِضٍ | |
|
| وَقَدْ عَضَّلَتْ وَضْعاً وَمَا فَتَرَتْ طَلْقَا |
|
وَهَلْ أَخَذَتْ رُومُ الجَزيرَةِ حِذْرَهَا | |
|
| مِنَ الفَتْكَةِ النَّكْراءِ تَمْحَقُهُمْ مَحْقَا |
|
أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ العَوائِقَ دُونَهُم | |
|
| قَلائِلُ فِي عُقْبَى إِبادَةِ مَنْ عَقَّا |
|
وأَنْ سَوفَ يُرضِي اللَّه خاسِفُ أَرْضِهِم | |
|
| بِكُلِّ صَدُوقِ البَأْسِ مُعْتَقِدٍ صِدْقَا |
|
بِفَتْحِ تِلمسَانٍ علَى الشِّركِ عنْوَةً | |
|
| أَشَقَّ بِحُكمِ القَسْرِ مِنْهُ علَى الأَشْقَى |
|
أَحَاطَ بِها أَهْلُ الحِفَاظِ وأَحْدَقُوا | |
|
| إِحاطَةَ أَنصَارِ النُّبُوَّةِ بِالبَلْقَا |
|
وَشَدُّوا عَلَيها شَدّةً أَذْعَنُوا لَها | |
|
| وَمِنْ عادَةِ الإِيمَانِ أَنْ يمحُوَ الفِسْقَا |
|
مَسَاعِرُ حَرْبٍ يَرْكُضونَ إِلَى الوَغَى | |
|
| مُقَابَلةَ الأَعْراقِ تُشْبِهُهُم عِتْقَا |
|
إذا مَشَقُوا الأَقْرانَ أَبْقَتْ رِماحُهُمْ | |
|
| فُوَيْقَ ثِيَابِ السَّرْدِ مَا يَصِفُ الشَّقَّا |
|
كأَنَّ علَيهِم لِلعَوافي بِقَبْضِهِمْ | |
|
| نُفوسَ عُدَاةِ الحَقِّ أَنْ يَبْسطُوا الرِّزْقَا |
|
لَقُوها بِسَطوٍ فَضَّ أَغَلاقَها لَهُمْ | |
|
| وَمَلَّكَهُم أَعْلاقَهَا الجدَّ والدِّقَّا |
|
وَسَارُوا إِلَيْها واثِقِينَ بِفَتْحِها | |
|
| كأَنَّ سَطِيحاً يُنْبئُ الجَيْشَ أَو شِقَّا |
|
رَمَتْ للإمَامِ المُرْتَضَى بِقِيَادِها | |
|
| فأَحْرَزَها عِلْقاً وأوْسَعَها عِتْقَا |
|
سَلا عَنْ سَلا مذْ ظلَّها العَارِضُ الذِي | |
|
| أَطَلَّ عَلَى مَرَّاكش يحْمِلُ الصعْقَا |
|
وَأَسْرَفَ أَهْلوهَا مَعَاصِيَ أَوْبَقَت | |
|
| فَما زَادَ أَنْ أَغْضَى حَنَاناً وأَنْ أَبْقَى |
|
كَأَنَّ مَشيدَ السُّورِ شَاءَ انْهِدَادَهُ | |
|
| ليظْفَر بالأَشْقَى عَلَى يَدِهِ الأَتْقَى |
|
وَإِلا فَكَيفَ انْهَالَ مِنْ كُل جانِب | |
|
| كَما انْهَالَت الكُثْبَانُ وانهَارَتْ الأَنْقَا |
|
أَليْسَ الذِي رَدَّ القَنَابِل والقَنَا | |
|
| وَما رَتَقَتْ فَتْقاً وَلا فَتقَتْ رَتْقَا |
|
أَلا إنَّما الأَيْدُ الإلَهِي جَاءَها | |
|
| فَلا شِقَّ إِلا انْهَدَّ بالهَوْلِ وانْشَقَّا |
|
وَفَتَّح مِنْ أبْوابِها كُلَّ موصَدٍ | |
|
| فَلا كِسْرَ إِلا انحَطَّ بِالصَوْلِ وانْفَقَّا |
|
لأَلْسِنَةِ النِّيرَانِ فيها بَلاغَةٌ | |
|
| وَإنْ هِيَ لَمْ تَفْهَمْ حُروفاً وَلا نُطْقَا |
|
وَيا نَبْعَ أَمْواهِ الحَديدِ خِلالَها | |
|
| بِما ضَاقَ عَنْهُ كُلَّ مُنْفَسِحٍ فَهْقَا |
|
تَلاقَتْ بِها الأَضْدادُ دُونَ تَنَافُرٍ | |
|
| ومَنْ أُعْطِيَ التَّوْفيقَ لَمْ يُمْنَعِ الوَفْقَا |
|
أَحادِيثُ فَتْحٍ ضَمَّخَ الجوَّ طيبُها | |
|
| فَمَا تَفْتأُ الآفَاقُ تُوسِعُهُ نَشْقَا |
|
يُفَاخِرُ فيهِ السَّبتَ يَوْمُ عرْوبَة | |
|
| وَما كانَ إِلا مِنْ نَتَائِجِهَا حَقَّا |
|
تَنَاذَرتِ الصُّهْبُ السبَال وَحاذَرَت | |
|
| وَقائِعَ في السودِ الكُبُودِ أَتَتْ نَسْقَا |
|
يَبُثُّ هُناكَ السَّيْفُ للرُّمْحِ بَثَّهُ | |
|
| فَتُبْصِرُ مُنْفلاً يُحادِثُ مُنْدَقَّا |
|
دَرَوْا أَنَّ خَيْلَ اللَّهِ تَنْهَدُ نَحْوَهُم | |
|
| لِتُوبِقَهُم قَتْلاً وتُوثِقَهُم رِبْقَا |
|
وَتَغْزُوَهُمْ في عُقْرِ دَارِهمُ فَلا | |
|
| تَرَى غَيْرَ عَقْرَى مِنْ كَتَائِبِهِمْ حَلْقَى |
|
إذَا لَقِيَتْ أُسْدُ الغيَاضِ الرَّدَى فَقُل | |
|
| ذِئَابُ الغَضَا مِنْ صَائِلِ البَأْسِ مَا تَلْقَى |
|
تَبَارَكَ مَنْ أَحْيَا الدِّيَانَةَ والدُّنَى | |
|
| لدَوْلَةِ يَحْيَى المُرْتَضَى وَهَدَى الخَلْقَا |
|
وَأَطْلَعَ مِنْ أَبْنَائِهِ زُهْرَ أَنْجُم | |
|
| يُنَافِسُ في أنْوارِها المَغْرِبُ الشَّرْقَا |
|
تَلا زَكَرِياءَ الأميرُ مُحَمَّدٌ | |
|
| وَبَرَّزَ إبْراهيمُ بَعْدَهُما سَبْقَا |
|
وَجاءَ أَبُو بَكْرٍ أَخِيراً بِأَوَّلٍ | |
|
| مِنَ الفَضْلِ يَسْتَوْلِي علَى شَأْوِهِمْ لحْقَا |
|
كَفَاهُ وَلِيّ لِعَهْد كَافِي أَبِيهِمُ | |
|
| فَمِنْ باسِلٍ ذِمرٍ يَلِي بَاسِلاً دَرْقَا |
|
نَرَاهُ بِهمْ في كلِّ غَيْبٍ ومَشْهَدٍ | |
|
| رَغَائِبَ تُعْطَى أَوْ ضَرَائِبَ لا تُعْقَى |
|
هُمُ وَصَّفُوه العَزْمَ والحَزْمَ والتُّقَى | |
|
| وَهُم وَرَّثُوهُ الهَدْيَ والخُلْقَ والخَلْقَا |
|
إِمامٌ حَوَى فَضلَ الأَئِمَّةِ قَبْلَهُ | |
|
| وزَادَ إلَيْهِ العِلْمَ والحِلْمَ والرِّفْقَا |
|
إِلَى العَدْلِ والإِحْسَانِ يَهْدِي ويَهْتَدِي | |
|
| فَتَأتَمُّ بالفَارُوقِ منْهُ ولا فَرْقَا |
|
تَسَمَّى بلَفظٍ لِلْحَيَاةِ ولِلْحَيَا | |
|
| فَيَا شَرَفَ اسْمٍ منْهُما صِيغَ واشْتُقَّا |
|
تَسُحُّ النَّدَى عَذْباً فُرَاتاً يَمِينُهُ | |
|
| لِعَافِيهِ لا مِلحاً أُجَاجاً وَلا طَرْقَا |
|
فَهَنَّأتِ الأَيَّامُ أَوْبَةَ غَانِمٍ | |
|
| أَطَلَّ كَوَبْلِ الغَيْثِ أصْبَحَ يُسْتَسْقَى |
|
وآلَتْ علَى الدِّينِ الحَنيفِ إيَالَةً | |
|
| سَمَا الحقُّ فيها مَظْهَراً والهُدَى مَرْقَى |
|
وَلا زَالَت الدنْيا بجَدْوَاهُ رَوْضَةً | |
|
| وأبْنَاؤُها تَشْدُو بأمْدَاحِهِ وُرْقَا |
|