تُناضِلُ عَنْ دينِ الهُدى وتُدافِعُ | |
|
| كَأنَّكَ في الهَيْجا أبُوكَ مُدافِعُ |
|
وتَثْبتُ يَوْمَ الرَّوْعِ في حَوْمَةِ الوَغَى | |
|
| كَأنَّكَ ثَهْلانٌ بِها أَوْ مُتَالِعُ |
|
وَتَغزُو العِدَى في عُقْرِها مُتَتابِعاً | |
|
| وحَسْبُكَ غَزْوٌ في العِدَى مُتَتابِعُ |
|
فَتُلْفِي دِيارَ المُشْرِكِينَ ولَم تَزَلْ | |
|
| أَواهِلَ قَدْ أصْبَحْنَ وَهيَ بَلاقِعُ |
|
وَما هُمْ ولا البُلْدان إِلا وَدَائِعٌ | |
|
| وَعَما قَرِيبٍ تُسْتَرَدّ الوَدَائِعُ |
|
تَقَدَّمَك الرُّعْبُ الذِي ما لَهُمْ بهِ | |
|
| قَرارٌ ولا في العَيشِ مِنْهُم مَطامِعُ |
|
فَضَاقَ عَلَيْهِم أفْقُهُمْ وهوَ واسِعٌ | |
|
| وأَكْثَبَ مِنْهُم حيْنُهُمْ وهوَ شاسِعُ |
|
وَلاذُوا بِأَعْلَى الرَّاسِياتِ تَوَقُّعاً | |
|
| لِما سَوْفَ يَغْشاهُم وَما حُمَّ واقِعُ |
|
فَلَمْ تَألُ هَدّاً أَرْضَهُم واسْتِبَاحَةً | |
|
| تُجَاذِبُهُم أطْرَافَهَا وتُنازِعُ |
|
يَمِيناً بِما قَدَّمْتَ مِن حَسَنٍ لَقَدْ | |
|
| حَمَيْتَ ذِمارَ الدِّينِ والدِّينُ ضائِعُ |
|
وَقُمْتَ بِأَعباءِ الإِمارَةِ نَاهِضاً | |
|
| تُجالِد عَنها مَنْ عَتا وَتُقارِعُ |
|
فَلا صامِتٌ إِلا بِشُكْرِكَ نَاطِقٌ | |
|
| وَلا خالِعٌ إِلا لأَمْرِكَ خَانِعُ |
|
ولَيْسَ بِأُفْقِ الشِّرْكِ إِلا مُبادِرٌ | |
|
| بِطَاعَتِهِ يَرْجُو القَبُولَ مُسارِعُ |
|
وقَدْ عَلِمَ الإيمانُ أَنَّكَ حاصِدٌ | |
|
| بِمُنْصُلِكَ الماضِي لِما الكُفْرُ زارِعُ |
|
وأَنَّك لِلْمَنْكورِ مُذْ كُنْتَ خَافِضٌ | |
|
| وأَنَّكَ لِلْمَعروفِ مُذْ كُنْتَ رافِعُ |
|
بَسَطْتَ مِن الأَنْوارِ ما تُقْبَضُ الدُّنَى | |
|
| إذَا انْصَرَمَتْ آمَادُها وهوَ قاطِعُ |
|
عُنِيتَ بِما يُعْنَى بِهِ كُلُّ خَاشِعٍ | |
|
| فَلِلَّهِ بَرٌّ مِنْكَ للَّهِ خاشِعُ |
|
صَلاةٌ وَصَوْمٌ واحْتِسابٌ وَخَشْيَة | |
|
| وَعَدْلٌ وإِحْسَانٌ لَها الغَزْو سابِعُ |
|
وَفِي كُلِّ حالٍ لا تَزال مُوَفَّقاً | |
|
| تُوَاصِلُ في مَرْضاتِهِ وتُقَاطِعُ |
|
يَسُرُّ بَنِي العَبَّاس خَلْعُكَ مَنْ غَدَا | |
|
| لِدَعْوَتِهِم مِنْ قَبْلِهَا وهوَ خالِعُ |
|
وَكَوْنُكَ في أبْناءِ سَعْدٍ مُشايِعاً | |
|
| لآل رَسولِ اللَّهِ فِيمَنْ يُشَايِعُ |
|
وأَنَّكَ أَرْيٌ لِلمُحالِفِ نافِعٌ | |
|
| وأَنَّكَ شَرْيٌ لِلْمُخَالِف ناقِعُ |
|
وللَّهِ مِنْ أبْناءِ سَعْدٍ عِصَابَةٌ | |
|
| إِذا غابَ كَهْلٌ مِنْهُمُ قام يافِعُ |
|
ملُوكٌ بِهَا ليلٌ كِرام أَعِزَّةٌ | |
|
| لَهُمْ شِيَمٌ مَرْضِيَّةٌ ومَنَازِعُ |
|
ليُوثٌ إِلَى حَرْبِ الأَعادِي دَوالِفٌ | |
|
| نُجومٌ بِآفاقِ المَعالي طَوالِعُ |
|
إِذَا بَطَشَتْ يُمْناكَ يَوْماً فَإِنَّهُم | |
|
| لِرَاحَتِها العُلْيا هُناكَ أَصابِعُ |
|
أَيَرْجو النَّصارَى في زَمانِكَ نُصْرَةً | |
|
| وَقد كَثُرَتْ فِيهِمْ لَعَمْرِي الوَقائِعُ |
|
فأَعْيُنُهُم بَعدَ الهُجوع سَواهِدٌ | |
|
| وأَعْيُنُنا بعد السُّهاد هَوَاجِعُ |
|
وكَيْفَ يَرُومُ الرُّومُ طُولَ تَمَتُّعٍ | |
|
| وأنْتَ رَدَاهَا والمَواضِي القَوَاطِعُ |
|
وجُنْدٌ كُماةٌ لا العُداةُ أَوَامِنٌ | |
|
| بِأَسْيافِهِمْ وَلا الوُلاةُ جَوازِعُ |
|
إِذا وَقَفُوا قُلْتَ الهِضَابُ الفَوارِعُ | |
|
| وإِنْ زَحَفُوا قُلْتَ الرِّياحُ الزّعازِعُ |
|
تَحُفُّ بِزَيَّانِ الأَمِيرِ كَأَنَّهُ | |
|
| فُؤَادٌ وَهُمْ فَوْق الفُؤَادِ أَضالِعُ |
|
أَميرٌ كَسَوْهُ بِالجَميلِ لأَنَّهُ | |
|
| جَميلٌ حَميدٌ كُلُّ ما هُوَ صانِعُ |
|
بإِمْرَتِهِ ازْدانَ الزَّمانُ وَأَصْبَحَتْ | |
|
| مُوَدَّعَةَ الآمالِ وَهْيَ رَواجِعُ |
|
لِرَايَتِهِ السَّوْداءِ في كُلِّ مَشْهَدٍ | |
|
| قِيَامٌ بِنَصْرِ الحَقِّ أبْيَضُ نَاصِعُ |
|
ثُغُورُ ثُغُورِ المُسْلِمِين بَوَاسِمٌ | |
|
| بِهِ وَرِقابُ المُشْرِكين خَواضِعُ |
|
يُفيضُ عَلَيها الخَيْرَ والشَّرُّ دائِمٌ | |
|
| ويَقْبِضُ عَنْهَا الجُهْدَ والجُهْدُ شَائِعُ |
|
فَتَدْبيرُهُ في حالَةِ السِّلْمِ نَاجِعٌ | |
|
| وَتَشْميرُهُ في حالَةِ الحَرْبِ نَافِعُ |
|
أَميرَ العُلى أَرْجُو ومِثْلُكَ سامِحٌ | |
|
| أميرَ العُلى أَدْعُو ومِثْلُكَ سامِعُ |
|
وأَشدُو بِما طَوَّقْتَنِي مِنْ صَنائِعٍ | |
|
| جِسامٍ كَما تَشْدُو الحَمامُ السَّواجِعُ |
|
فَيَصْدَعُ مِنِّي بِاعْتِمادِك صَادِحٌ | |
|
| ويَصْدَحُ مِنِّي بِامْتِدَاحِكَ صادِعُ |
|
وَدُمْ رَحْمَةً لِلعالَمينَ وَعِصْمةً | |
|
| عَدُوُّكَ مَصْروعٌ وبَأْسُكَ صارِعُ |
|