قَضَى صادِقُ الآثارِ في أمْرِكَ الأَرضَى | |
|
| بِأنْ تَمْلِكَ الدُّنْيَا وأَنْ تَرِثَ الأَرْضَا |
|
وأَجْرَى إِلى إسْعَادِكَ الماءَ والثَّرَى | |
|
| فَدُونَكَ بَسْطاً لِلْبَسِيطَيْنِ أَوْ قَبْضَا |
|
يُجَالِدُ عَنْكَ السَّعْدُ والجَيْشُ وَادِعٌ | |
|
| ويُنْضِي عِداك الجُهْدُ والسَّيْفُ لا يُنْضَى |
|
وَما يَفْتَأُ التَّمْكينُ يفتَحُ ما دَنَا | |
|
| وَما شَطَّ جَوَّاباً لكَ الطُّول والعَرْضا |
|
كأَنَّ علَى الآفَاقِ نَذْراً بِوَقْفِهَا | |
|
| عَلَيْكَ فَبَعْضٌ في الوَفَاءِ تَلا بَعْضا |
|
أَطاعَتْكَ إفْرِيقِيَّة فَكَفَيْتهَا | |
|
| عُصاةً علَى إتْلافِهَا ائْتَلَفوا هُضَّا |
|
وَكانَتْ غِيَاضاً بِالعِدَى فَأَعَدْتها | |
|
| رِياضاً يَرِفُّ النَّوْرُ أثْنَاءَهَا غَضَّا |
|
ولَمَّا أَجَبْت النَّاصِرِيَّةَ نَاصِراً | |
|
| وجُبْتَ إلَى البَطْحَاءِ بَيْدَاءَها رَكْضَا |
|
دَعَتْكَ تِلِمْسَانٌ فَلَبَّيْتَ صَوْتَهَا | |
|
| مُجِيراً ونابُ الجَوْرِ يُوسِعُهَا عَضَّا |
|
وَأَلْحَفْتهَا نُعْمَاكَ وَهْيَ مُطِيعَةٌ | |
|
| رِدَاءً قَشِيبَا لا دَريساً وَلا رَحْضَا |
|
فَحِينَ جَرَتْ في النَّكْثِ مِلْءَ عِنَانِها | |
|
| وجَرَّتْ إلى أرْجَائِهَا الضُّرَّ والرَّضَّا |
|
طَلَعْتَ عَلَيْهَا مالِئاً سَعَةَ المَلا | |
|
| كَتَائِبَ ما أَضْرَى حُمَاةً وَما أرْضَى |
|
وَقُدْتَ إلَيْهَا كُلَّ ألْيَسَ قائِدٍ | |
|
| لأَعْلاقِهَا حَوْزاً وأَغْلاقِها فَضَّا |
|
ولَيْسَ يُسرِّي عَن فُتُوحِكَ يَوْمُهَا | |
|
| وأنَّى وهَذِي أرْضُهُم تَشْتَكِي الأَرْضا |
|
أبَحْتَ حِماها قادِراً وحَمَيْتَه | |
|
| فَغَادَرْتَ حُبَّ الغَدْرِ في صَدْرِها بُغْضا |
|
وخَلَّفْتَ جَيْشَ الرُّعْبِ في أَخَوَاتِهَا | |
|
| يُقِضُّ عَلَيْهِنَّ المَضاجِعَ مُنْقَضَّا |
|
فَلَمْ تَسْكُنِ الأَقْطَارُ مُذْ رَجَفَتْ بِهِ | |
|
| ولم تَهْجَعِ الأبْصار مُذْ بَزَّها الغَمْضَا |
|
تَوَغَّلْتَ فيها فاتَّقَتْكَ وُلاتُها | |
|
| بِطَاعَتِهَا تَسْتَدْفِعُ الهَدَّ والهَضَّا |
|
وَما اسْتَنْهَضَتْ عَلْياكَ لِلصَّفْحِ والرِّضَى | |
|
| وَإنْ عَظُمَ الإِجْرام إِلا وَفَتْ نَهْضَا |
|
كَذا المَلأُ الحَفْصِيُّ إنْ قَدِرُوا عَفَوْا | |
|
| فلا ذُعْرَ يَسْتَقصِي ولا عُذْرَ يُسْتَقْضَى |
|
نَجَا ابْنُ خَلاصٍ بِالخُلوصِ وَلَوْ ثَوَى | |
|
| عَلَى ضِدِّهِ لا نفلّ جَمْعاً ولا نفضّا |
|
وَحَيْهَلا بالجُمْهورِ مِنْ أهلِ سَبْتَةٍ | |
|
| لِبَيْعَةِ رِضْوَانٍ رَأَوْا عَقْدَهَا فَرْضَا |
|
تَوَلَّتْهُمُ فيها السُّعودُ فأَحْرَزوا | |
|
| مَكَانَهُم رَفْعاً وعَيْشَهُمُ خَفْضا |
|
وَطالَعَهُم مِنْ غَيْرِ نَصْرِك ما ثَنَى | |
|
| مُقَاوِيَهُمْ شَحْنَا وَمُقْوِيهُمْ بَضَّا |
|
وَمِنْ قَبْل ما اسْتَسقَتْكَ أنْدَلُسٌ فَلَمْ | |
|
| تَجِدْ جُودَك الفَيَّاضَ غَيْضاً ولا بَرْضَا |
|
بِفَتْحِ رِبَاطِ الفَتْحِ تَرْتَبِطُ المُنْى | |
|
| ويَحْظَى بها مَنْ باتَ نارَ الوَغَى يَحْظَى |
|
وَأجْدِرْ بِفَاسٍ أنْ تُرَاجِعَ رُشْدَها | |
|
| وَقَد رَحَضَتْ مَرَّاكشٌ غَيَّهَا رَحْضا |
|
أَمَا أَنَّهُ مِنْ رُوبِها غَزْوُ رُومِها | |
|
| فَلَوْ سَنِيَتْ أَغْرَاضُهَا شَدَّتِ الغُرْضَا |
|
كَأَنَّا بِها قد شايَعَتْهَا عَزَائِمٌ | |
|
| صِحاحٌ لأَشْياعٍ بِوَجْدِهِم مَرْضَى |
|
قُصَارَاهُمُ أَن يَقْصُروا الطَّرْفَ والحَشَى | |
|
| علَى الجَمْرِ مَشبوباً أو الدَّمْع مُرْفَضَّا |
|
فَحَيَّوْكَ مِنْهَا بالخِلافَة حَيْثُ لَمْ | |
|
| يَدَعْ جَذُّ أعْراق الخِلافِ لَها نَبْضَا |
|
تَشَيّعَتِ الأَمْصار فيك فَزَحْزَحَتْ | |
|
| عُداتَك عَنْ أَعْلَى مَنَابِرِها رَمْضَا |
|
وأَيْنَ بأَصْنَافِ العَوَالِمِ كُلِّهَا | |
|
| من القَائِمِ الأَرْضَى أوِ الصارِمِ الأَمْضَى |
|
عنِ الخائِضِ الهَيْجَاء في نُصْرَةِ الهُدَى | |
|
| بِضَربٍ وطَعْنٍ لَيْسَ مَشْقاً ولا وَخْضَا |
|
وَحِيدُ بَنِي التَّوْحِيدِ فَضْلاً كأَنَّما | |
|
| مَهَارَتُهُ عِلماً طَهَارَتُه عِرْضا |
|
أَلا إنَّ يَحْيَى في الأَئِمَّةِ مَحْضُهُمْ | |
|
| فَلا غَرْوَ أنْ يَسْتَخْلِصَ الكَرَمَ المَحْضَا |
|
مُبَارَكُ إبرامٍ ونَقْضٍ مُؤَيَّدٌ | |
|
| إذَا حاوَلَ الإبْرَامَ أوْ حَاوَلَ النَّقْضَا |
|
يُفِيضُ عَلَى المُلاكِ مُسْتَبْسِلاً نَدىً | |
|
| وَيَبْطِشُ بالأَمْلاكِ مُسْتَبْسِلاً عَضَّا |
|
مَتَى شَحَّ صَوْبُ القَطْرِ سَحَّ أنَامِلاً | |
|
| وَإنْ غاضَ صَرْفُ الدَّهْرِ مُعْتَدِياً أَغْضَى |
|
وَما اسْوَدَّ وَجْهُ الخَطْبِ إلا سَمَا بِهِ | |
|
| لِيَجْلُوَهُ طَلْقَ الأَسِرَّةِ مبيضَّا |
|
فَيا عِزّةَ العِانِي إِلى رُكْنِهِ أَوَى | |
|
| وَيا ثَرْوَةَ العَافي إلَى فَضْلِهِ أَفْضَى |
|
مَناقِبُهُ غَنَّى القَريضُ بِوَصْفِها | |
|
| وَهَيْهَاتَ جَلَّتْ أن يُوَفِّيَهَا قَرْضَا |
|