أَعِدْ نظَراً إلى الزَمنِ النَضيرِ | |
|
| تَرَ الفَذَّ الوَحيدَ بِلا نَظيرِ |
|
وما أَن لاحَ وَضَّاح المحيَّا | |
|
| فقل إشراقُ بَدرٍ مُستَنيرِ |
|
وَقَد برَقَت أسرَّتُه سُروراً | |
|
| كَمثل وَميض برق مُستَطيرِ |
|
كأنَّ نهارَه والليل صِيغَا | |
|
| مِن الكافورِ والمِسكِ النَثيرِ |
|
وَقد لبِسَ الأصيلُ هناكَ دِرعا | |
|
| فَكأن علَيهِ رَدعاً في عَبيرِ |
|
وَما متعَ الضُّحى إلا حَبانا | |
|
| بِأَمتَعَ من مُحادَثة البَشيرِ |
|
|
| كإشراقِ الرياضِ عَلى الغَديرِ |
|
تَبارَكَ مَن كَساه سَنىً وَحُسناً | |
|
| وبارَكَ في الرواحِ وفي البكورِ |
|
تَبَرّجَ أو تَبَلَّج فاشرَأَبَّتْ | |
|
| لبَهجَتِهِ القُلوبُ مِن الصّديرِ |
|
وَشَعشَعَ مِن سَنَاه فاستَتَبَّتْ | |
|
| بَدائِع رُقْن من نَوْر ونُورِ |
|
رأيتُ بِها العَذارَى طالِعاتٍ | |
|
| شُموسا من سُموتٍ لِلخدورِ |
|
مُضَمّخَةَ الذَوائِبِ بِالغَوالي | |
|
| مُقَلّدَةَ الترائِب بالبخُورِ |
|
أُعَاطي ذِكْرَها صَحبِي فَتَهفو | |
|
| مَعاطِفُهم على حُكمِ السُرورِ |
|
وَيَستَشرِي ارتِياحُهُم كأني | |
|
| أصرّفُ بَينَهُم صَرْفَ الخُمورِ |
|
فبُشرَى ثُم بُشرَى ثُمَّ بُشرَى | |
|
| مُكرّرَةً عَلى كَرِّ العُصورِ |
|
نطَقْتُ عَنِ المَكارِمِ والمَعالي | |
|
| بِها وعَنِ المَنابِرِ والقُصورِ |
|
وَعن دُنيا مُهنَّأةٍ ودينٍ | |
|
| وَعن ذاتِ الصّليلِ وذي الصّريرِ |
|
بِمَيْمُونِ المَطالِعِ والمَساعي | |
|
| ومَأْمُون الستارِ أَو السُفُورِ |
|
هِلالاً حَلَّ مَنْزِلَة الثريَّا | |
|
| وَقَبَّل راحَة البَدْرِ المُنيرِ |
|
وَشِبْلاً يَهْصُر الآسادَ بأساً | |
|
| أَلَمَّ بغَابَة الأَسَد الهَصُورِ |
|
ونَجْداً يَسْتَخِفُّ الشمّ حِلْماً | |
|
| نَحا رضْوى وَحَطَّ عَلى ثَبيرِ |
|
وَمُزْناً يَسْتَهِلُّ نَدىً وجُوداً | |
|
| أَتى بَحراً يُطُمُّ عَلَى البُحورِ |
|
أميرُ الدَّهْر يومٌ فيه وافَى | |
|
| أبو يَحيَى الأمير ابنُ الأميرِ |
|
لدارِ المُلك صَار وسار يُمْناً | |
|
| فأسْعِدْ بالمَصيرِ وبالمَسيرِ |
|
يؤُمُّ بها إمامَ العَدْلِ يَحْيَى | |
|
| سرَاجاً كالسّريجِي الشّهيرِ |
|
لِيُوسِعَها التِزاماً والتثاما | |
|
| كَما ازْدَحم الحَجيجُ عَلى السُتورِ |
|
وأَكرَمُ زائرٍ نجْلٌ أقرَّت | |
|
| عُلاه عَيْن نَاجِلهِ المَزُورِ |
|
تجلَّى يَمْلأ الدُّنيا جَلالاً | |
|
| وأَكنافَ السهولَةِ والوُعورِ |
|
فَكَم مِن أَنْفُس لِهُداهُ مِيلٌ | |
|
| وَكَم مِن أعْينٍ لِسَناهُ صُورِ |
|
وَجاشَتْ مِنْ حَوالَيْهِ جُيوشٌ | |
|
| تَجُلُّ بِحارُهُنَّ عَن العُبورِ |
|
وَراياتٌ كأَفْئِدَة الأَعادِي | |
|
| إِذا خَفقت وأَجنحة الطيورِ |
|
تُخَبِّر ألسُنُ العَيِيَاتِ عنْها | |
|
| بِما يُعْيِي عَلَى اللسِنِ الخَبيرِ |
|
فَإنْ تُصْبِحْ لَها الدُّنيا طُرُوساً | |
|
| فَقَد صُفَّت عَلَيها كالسطورِ |
|
هُمامٌ صِيغَ مِن كَرَم وَمجدٍ | |
|
| وأُوتِيَ شيمتي خَيْرٍ وَخِيرِ |
|
تَقَحّم غَمْرة الأخْطارِ لَمّا | |
|
| سَما هِمَماً إِلى نَيْلِ الخَطيرِ |
|
وأنْكَرُ ما لَديهِ غِرارُ سَيْفٍ | |
|
| بِلا فَلٍّ ووَفرٌ في وُفورِ |
|
وآنقُ ما يَكُرُّ اللحظَ فيهِ | |
|
| نَجيعٌ حائِرٌ أثْناءَ مُورِ |
|
يزور الحَرْب مُرْتاحاً إلَيها | |
|
| ويَألفُ حِجْرَها دُونَ الحُجورِ |
|
بِآيَةِ مَا غَذَتْهُ وأَرْضَعَتهُ | |
|
| صَغيراً في حِجى الكَهلِ الكَبيرِ |
|
وَسَلَّتْ مِنْه صدْق الضّربِ عَضْباً | |
|
| مُبيراً كُلّ كَذّابٍ مُبيرِ |
|
وَقوراً والجبالُ تخرُّ مِمَا | |
|
| يُزَلزلُ جانِبَ الأرْضِ الوَقورِ |
|
كأنَّ علَيهِ نَذْراً أنْ يُوَافي | |
|
| رَجاها فَهوَ يُوفي بِالنذورِ |
|
يَجُرُّ جُيوشَها حالاً فَحالا | |
|
| ليَرتَفِعَ انتِصاباً لِلْهَجيرِ |
|
ويختارُ السُّروج على الحَشايا | |
|
| مِهاداً والحَديد عَلى الحَريرِ |
|
غَدَتْ تهراق أنْصُلُه دِماءً | |
|
| بِهامَةِ كلّ خَتَّارٍ فَخورِ |
|
وتَقذفُها مُهَنّدَةً ذُكورا | |
|
| وما قَذْفُ الرِّمَى شِيَمُ الذُّكورِ |
|
وَإنْ فجَرتْ أعادِيه انْتِقاضاً | |
|
| ولَجَّتْ في العُتوّ وفي النُّفورِ |
|
فَماءُ حديدِهِ لهُمُ طَهُورٌ | |
|
| يُصَبُّ عَلَيهِمُ بِيَد الطَّهورِ |
|
ألَمْ ترَ كيفَ حاطَ الشّرْقَ رِدءاً | |
|
| يَرى التّمكينَ مِنْ عَزْمِ الأمورِ |
|
ومَلَّ الغرْبُ غرْبَ ظُباه عَوداً | |
|
| ثَناهُ إِلى الغُروبِ عَن الغُبورِ |
|
تَولّى الناصِرِيّةَ مِنهُ أَوْلى | |
|
| وَلِيّ لِلإمارَةِ أوْ نَضيرِ |
|
وَرَدَّ جَلالةً في كُلِّ جُلَّى | |
|
| عَلى أدراجِها نُوَبَ الدّهورِ |
|
فَكَم جَبرَتْ لُهاهُ من كَسيرٍ | |
|
| وَكَم فكَّتْ ظُبَاهُ مِن أَسيرِ |
|
وَكَم خَطبتْ على الأسوارِ هامٌ | |
|
| رَماها الجِدُّ بالجَدِّ العثورِ |
|
تُحَذِّر مِن مُواقَعَةِ المَعاصي | |
|
| وَتَنْهَى عَن مُتابَعَة الغُرورِ |
|
تَجَهَّمَتِ البَشيرَ فلَمْ يرُعْها | |
|
| بِمُصْطَلَمَاتِها غَيرُ النّذيرِ |
|
وَإنْ غَرَّ الغُواةَ ذُرى جِبالٍ | |
|
| يُرَوْنَ بِها نُسوراً في وُكورِ |
|
فَلَيْسُوا في حُصون بَل سُجونٍ | |
|
| وَلَيْسُوا في قُصور بَلْ قُبورِ |
|
وَسُكّانُ الجَنوبِ وَجانِبَيْها | |
|
| سَيُسحِتُهُم بِه عَصْفُ الدّبورِ |
|
وَلَوْلا أنّها رَكدتْ رِياحٌ | |
|
| لباءَتْ مِنهُ باليومِ العَسيرِ |
|
وَزاغَتْ زُغبَةٌ ثُمَّ استَقَامتْ | |
|
| فقَد عادَتْ بِعَفْوٍ مِنْ قَديرِ |
|
وَشاد نَجاةَ شدَّادٍ خُضوعٌ | |
|
| وَفي أَعمارِهِم حَتْمُ الدُّثورِ |
|
وزَانَ زَناتَةً أنْ لم يَشُقْها | |
|
| شِقاقٌ جامِعٌ وِزْراً لزورِ |
|
وبَيْنَ الزاغِبينَ وبَينَ زُغْبٍ | |
|
| تَحَوَّل عُرْفُها نحْوَ النّكيرِ |
|
ورُبَّ مُسَوَّد لِبَني سُوَيْدٍ | |
|
| مَقود بِالجَرائرِ فِي جَرِيرِ |
|
وَجبْت مِن بَني الجَبارِ أودَى | |
|
| عَلَى صُغْرٍ بِلَهْدَمِهِ الطّريرِ |
|
وَضَحَّى بالعُصَاةِ بَنِي تَميم | |
|
| ضُحى يَوْم عَبُوسٍ قَمْطَريرِ |
|
أَدارَ عَلَيْهِمُ كَأسَ المَنَايا | |
|
| فَما اسْطاعُوا بِها رَدَّ المُديرِ |
|
تَجَرَّعَها لَهَاهُم وهي صَابٌ | |
|
| بِمَا رَغِبَتْ عن الشهْدِ المَشُورِ |
|
وَفي سَحقِ ابن إسحاق اعْتِبار | |
|
| ومَا أفْضَى إِلَيهِ مِن الثبورِ |
|
مَحاهُ وكانَ ذا دَهْي طَويلٍ | |
|
| بِأبْتَرَ مِنْ صَوارمِهِ قَصيرِ |
|
وَإِنْ هوَ لَمْ يُباشِره ضرَاباً | |
|
| فخِيفَتُهُ طَوتْه إلى النشورِ |
|
وَكَم غَشِيَ الوَغى ولَه زَئيرٌ | |
|
| فبُدِّلَ بالزّفيرِ من الزَئيرِ |
|
وَطارَ إِلى غِمار المَوْتِ صَقْراً | |
|
| فَحُطَّ إِلى البُغاثِ عَن الصُّقورِ |
|
سُيوفُ بَني أَبي حَفْصٍ نَفَتهُ | |
|
| وَقادَتْهُ إِلى سُوءِ المَصيرِ |
|
وَلَوْلاهَا لَسَعَّرَها حُرُوباً | |
|
| كَما اضْطَرَمَتْ علَيْهِ لَظَى السَّعيرِ |
|
عُداتك في يدَيك وَإن تَناءَتْ | |
|
| فَلِمْ تسْتنَّ في طُرُقِ الغُرورِ |
|
إليكَ تَفِرُّ مِنْكَ بِلا ارْتِيابٍ | |
|
| كَأعجازٍ تُرَدُّ عَلى صُدورِ |
|
وَلِيَّ العَهدِ دَعوةَ مُسْتَجيبٍ | |
|
| لِدَعْوتِهم وَقَوْلةَ مُسْتَجيرِ |
|
جَرَى بِكُمُ القَريضُ إِلى مَداهُ | |
|
| وَجَرّرَ ذَيْلَ مُختالٍ فَخورِ |
|
وآلَى الشعرُ لا يَألُو سُمُوّا | |
|
| بِمَدْحِكُمُ عَلى الشِّعرى العبورِ |
|
وَإِني كُلَّما غَفَلُوا ونَامُوا | |
|
| أسَامِر في الثّناءِ ابْنَيْ سَميرِ |
|
وَأسْنَى البَذْل من مَوْلَىً جَوادٍ | |
|
| إصَاخَتُهُ إلى عَبْدٍ شكورِ |
|
تملّ شَباب مُلكِكَ في سُرورٍ | |
|
| وسرْوُك والعُلى مِلْءُ السّريرِ |
|
وَدُمْ للدّين والدُّنيا أَميراً | |
|
| وَما غَيْرُ المُهَنَّدِ مِنْ وَزيرِ |
|