أَوائِل فَتْحٍ ما لَهُنَّ أَوَاخِرُ | |
|
| تَرَامَتْ بِها جُرْدٌ وَفُلْك مَواخِرُ |
|
فَتِلكَ تُؤَدّيها قِفارٌ بَسابِس | |
|
| وَهَذِي تُزَجِّيها بِحارٌ زَواخِرُ |
|
سَوابِحُ إلا أنَّ بَعْضاً حَوامِلٌ | |
|
| وبَعْضاً مِن الرَّكْضِ الحَثيثِ ضَوامِرُ |
|
يَعُمُّ الذي خُصتْ به منْ تهانِئ | |
|
| فَلا بَشرٌ إلا ازْدَهَتْهُ البَشائِرُ |
|
وَأسْنَى الفُتُوحِ الطَّالِعاتُ سَوَافِراً | |
|
| ولم تَتَلَثَّم بالقَتَامِ العَساكِرُ |
|
ولا دَلَفَتْ للحرْبِ أُسدٌ خَوادرٌ | |
|
| تَطيرُ بِها في النقعِ فُتخٌ كَواسِرُ |
|
يَجودُ بِها المِقْدار دونَ رَويَّةٍ | |
|
| وَيَفْتَنُّ سَبْقاً في البَديهَة شاعِرُ |
|
وَما الماءُ فَوّاراً بغيْرِ احْتِفارهِ | |
|
| كآخرَ تَفْرِي الأرْضَ عنْهُ المَحافرُ |
|
تَعَوَّدَ يَحْيَى المُرْتَضى دَرَك المُنى | |
|
| ولا هُزّ خَطِّيٌّ ولا سُلَّ بَاتِرُ |
|
فَلَوْ شاءَ ما التَفَّتْ عَلَيهِ مَيامِنٌ | |
|
| ولَوْ شاءَ ما التَفَّت عَلَيهِ مَياسِرُ |
|
وَمن حارَبَتْ عنه السُعودُ فَمَا لَهُ | |
|
| يُشاوِر آسادَ الوَغَى ويُسَاوِرُ |
|
تَظَاهَرَ شَرْعاً بالحُماةِ وإنَّما | |
|
| تُظَافِرُه أيّامُه وتُظَاهِرُ |
|
كآرائِهِ رَايَاتُهُ في عُلوُهِّا | |
|
| لَها خالِدُ الإقْبالِ إلفٌ مؤَازِرُ |
|
تُحاذِرُ أَمْلاكُ البَسيطَة صَوْلَهُ | |
|
| ويَأمَنُ مِنْ صَوْلاتِها ما تُحاذِرُ |
|
كَفاهُ اتِّصافاً بالْكِفَايَةِ أنّهُ | |
|
| مِن اللَّهِ مَنْصورٌ وللَّهِ ناصِرُ |
|
هُوَ القائِمُ الهادِي بأيْمَنِ طائِر | |
|
| فَمَا بِحِمَى الإِسْلام للشرْكِ طائِرُ |
|
أطَلّ على الآفاقِ وهيَ بَلاِقعٌ | |
|
| فعادَتْ مِنَ التّعميرِ وهيَ عَمائِرُ |
|
وسَاسَ الرّعايا والنفوسُ شَوارِدٌ | |
|
| تناكَرُ ضِغْناً والقُلُوبُ نَوافِرُ |
|
فَيَا حُسْنَ ما صاروا إلَيْه بِسعْيِه | |
|
| وتَحْسُنُ بالسّعْي الكريمِ المَصائِرُ |
|
تَصافَى بِما أوْلاه دَانٍ ونازِحٌ | |
|
| وأَثَّ على مَسْعاهُ بادٍ وحاضِرُ |
|
وحَفَّ بِهِ للسَّعْدِ جُنْدٌ مُجَنَّدٌ | |
|
| فَذَلَّتْ أعاريبٌ لَهُ وبَرابِرُ |
|
بِحَسْبِكَ في هوَّارَةٍ وزَنَاتَةٍ | |
|
| وقائِعُ هابَتْها سُلَيْم وعامِرُ |
|
تُعادُ إلى النَّحْر الوَحِيَّ قُدومُها | |
|
| بِما عَظُمَتْ آثارُها والجَرائِرُ |
|
سَيَحْمَدُ ما أبْلَى نَداهُ وبَأسُهُ | |
|
| صُفوفُ البَرايا يَوْمَ تُبلَى السَّرائِرُ |
|
رَبِيعاً ثَنَى الأزْمانَ فالظلُّ سَجْسَجٌ | |
|
| يَفيءُ على الضّاحين والرَّوْضِ ناضِرُ |
|
لَقَدْ شادَ رُكنَ الحقِّ منه حُلاحِلٌ | |
|
| وشَدَّ عُرَى الإيمانِ منْهُ عُراعِرُ |
|
تَكفُّ سطاهُ الليثَ والليثُ هاصِرٌ | |
|
| وتَكفِي لهاهُ الغَيثَ والغَيثُ هاجِرُ |
|
أمدُّ الوَرَى في كلِّ صالِحَةٍ يَداً | |
|
| وحَسْبكَ خافٍ مِنْ ثناهُ وظَاهِرُ |
|
تَبَحْبَحَ في العَليا فَطَابَتْ شَمائِلٌ | |
|
| مُقَدَّسةٌ مِنْهُ وطَابَتْ عَناصِرُ |
|
مُكِبٌّ على خوْضِ الخِطارِ وإنَّما | |
|
| يَنالُ خَطِيراتِ الأُمورِ المُخاطِرُ |
|
يَمِيدُ ارْتِياحاً كلَّما غنّتِ الظُّبى | |
|
| ومُدَّتْ مِنَ النّقْع المُثارِ سَتائِرُ |
|
كعادَتِه إن قَام يَشْعُرُ نَاظِمٌ | |
|
| بِأمْداحِهِ أو قامَ يَخْطُبُ ناثِرُ |
|
تَقَاصَرَ عَنْهُ مَنْ تَطاوَلَ قَبْلَهُ | |
|
| وأينَ مِن الشمسِ النجومُ الزَّواهِرُ |
|
خِلافَتُهُ أوْدَت بِكُلِّ مُخالِفٍ | |
|
| فَلا ثائِرٌ إِلا غَدا وهو بائِرُ |
|
كأَنَّ عَلَيْهِ لِلْمقادِر رَغْبَةً | |
|
| فَما قامَ إلا أقْعَدَتْهُ المَقَادرُ |
|
بِها نَسَخَ الرُّشْدُ الضَّلالَةَ ماحِياً | |
|
| وَهلْ تَثْبُتُ الظَّلماءُ والصُّبحُ باهرُ |
|
تَحَرَّى وَلِيُّ العَهْد فِيه سَبيلَهُ | |
|
| يُقَاسِمُه أعبَاءَها ويُشَاطِرُ |
|
لئِن ظلَّ يوْمَ الحرْبِ للسيْفِ شَاهِراً | |
|
| لَقَدْ بَاتَ لَيْل السلم والطّرْفُ سَاهِرُ |
|
أبَى سُؤْدَداً إلا الحَزَامةَ سِيرَةً | |
|
| يُرَاوِحُها ثَبْتَ الحِجى وَيُباكِرُ |
|
سَجَايَا كِرامٍ أوْرَثوه كِرامَها | |
|
| فبَعْضُ مَساعيهِ العُلى والمَآثِرُ |
|
لَكَ الخَيْرُ أنْ شَرَّفتَهُ بولادَةٍ | |
|
| فَما تَلِدُ الأخيارَ إلا الأخايِرُ |
|
وإنْ تَتَعَهَّدْ بالخِلافَة ناظِراً | |
|
| إليهِ فقَدْ قرّتْ بذاكَ النَّواظِرُ |
|
هُوَ النُّور حَقاً والهُدى شدّ ما اقْتدَى | |
|
| بِها حَائِدٌ ضَلَّ السبيلَ وحَائِرُ |
|
حَبَتْ وَسْمَها دُونَ الأئِمة واسمَها | |
|
| إمَاماً إذا سَمّتْهُ تُزْهَى المَنابِرُ |
|
تَحَلَّى منَ الإخْباتِ أزْينَ حِلْيَةٍ | |
|
| لِتَنْعَم أبْصارٌ لها وبَصائِرُ |
|
فلا جامحٌ إلا لِعَلْياه جَانِحٌ | |
|
| ولا صَائِلٌ إلا لِمَثْواه صَائِرُ |
|
هَنيئاً مَريئاً لِلْمرِيَّة أنْ أَوَتْ | |
|
| إلَى مَظْهَر تَنْحَطُّ عنْهُ المَظاهِرُ |
|