يَقَرُّ بِعَيْني أنَّ قَلْبِيَ ما قَرّا | |
|
| نِزاعاً إلى مَنْ لوْ سَرى طيْفُها سِرّا |
|
قُصارَايَ قَصْرُ النفسِ فيها عَلى الهَوى | |
|
| هَواناً وقَتلُ الصّبرِ في إثرِها صَبرا |
|
وَقَوْلي عَلى قُرْبِ المَزارِ وبُعْدِه | |
|
| سَلامٌ وإن حيّيْتُ منْ ربعِها قَفرا |
|
عَفَاهُ وَما أَعْفاهُ إزْماعُها النّوى | |
|
| فأصبَحَ إِلا من طَوافي بِها صِفْرا |
|
وَعَهدِي به يَنْدى نَعيماً ونضْرَةً | |
|
| فَيُولي الصَّبا نشراً ويُوفي الضُّحى بِشرا |
|
ألَمْ يَكُ لِلآمالِ كَعْبَةَ حِجِّها | |
|
| وكان لذي الأوْجالِ في حِجرِهِ حِجرا |
|
جَديرٌ بِلَثْمي واسْتِلامي جِدارُهُ | |
|
| وَركناه عُرْفا عدّه الحبُّ أَوْ نُكْرا |
|
فَلا عيدَ مَا لم تُسعِدُني بعَوْدَةٍ | |
|
| وأنّى يَؤُمُّ القَصْرَ من يَمم القَبْرا |
|
فَتَاةٌ أفَاتَتْهَا الليالِي غَوادِراً | |
|
| وَغادَرْنَني مِنْ بعْدِها مُغْرماً مُغْرَى |
|
أُسِرُّ هَواها ثُمَّ أَجْهَرُ مُفْصِحاً | |
|
| بِهِ والهَوى ما خامَرَ السرّ والجَهْرا |
|
مِنَ العُفرِ إلا أنَّ في العفر خدْرَها | |
|
| فَيا للردَى كَمْ أندُبُ العُفر وَالعفرا |
|
إِذا أتْبعتْ ألحاظها الكسْرُ فِتْنَةً | |
|
| تَضلُّ بِها الأَلبابُ فاحتَسِبِ الجَبْرا |
|
سَلاهَا وقَلبي ما سَلاهَا بِحالَةٍ | |
|
| وَفاءً تَحلاه لِمَ اخْتارَت الخَتْرا |
|
جَرَتْ بارِحاتُ الطَّيْر لا سانِحاتُها | |
|
| بِما جَرّ فيها للتّباريحِ ما جَرَّا |
|
تَعَهّدَها كَرُّ الجَدِيدَيْنِ بالبِلَى | |
|
| فَيَا كَرْبَ نَفسي المُسْتَهامَة ما كَرَّا |
|
نَعِمنا فُواقاً رَيثَما فَوّقَا لَنا | |
|
| سِهَاماً أصابَتْنا بِما قَصَمَ الظَّهْرا |
|
وَما كانَ إِلا للرّحيلِ إيابُها | |
|
| كَذا القر يَا للناسِ لا يُنْسِئُ القَفْرا |
|
كَفيلٌ بِشُكري ذِكرُها فَكأنَّما | |
|
| تُدارُ عَلى المُشتاقِ أنباؤُها خَمْرا |
|
ومِن سَدَرٍ أضْلَلْتُ فِيها مَرَاشِدي | |
|
| أبَاحِثُ عَن أتْرابِها الضَّالَ والسِّدْرا |
|
وأَذكُرُ بالرَّوْضِ الأرِيضِ وَما حَوَى | |
|
| تَنَفّسها والقَدَّ والخَدَّ والثَّغرا |
|
دَعاني وأَعْلاقَ العلاقَة إنَّما | |
|
| دَعاني لَها أنّي تَخَيَّرْتُها ذُخْرا |
|
فُطورٌ بِقَلْبي مِن هَواها مَنَعْنَنِي | |
|
| وأُنْسِيتُ عِيدَ النّحر أن أَذْكُر الفِطْرا |
|
وَعِنْدِي الْتَقى الضِّدَّانِ ماءٌ ومارِجٌ | |
|
| وَسَلْ كَبِدي الحَرَّى تُجِبْ مُقْلتِي العبرَى |
|
بَرَمْتُ بِهَجْرِ دَاوَل الوَصْل بُرْهةً | |
|
| وقَد أبْرَمَتْ لِلْبَيْنِ مَا حَبّبَ الهَجْرا |
|
هَلِ العَيْشُ إِلا أن أغازلَ غَادَةً | |
|
| يُحَاسِن مَرْآها الغَزالَةَ والبَدرا |
|
وَأسكُنُ مِنها قاطِفاً ثَمَر المُنى | |
|
| إلى سَكنٍ كالرّيمِ لم يَرمِ الفِكرا |
|
غلبتُ عليها منْ رَداها بِأغلَب | |
|
| فَما بِيَدي مِنها الغداةَ سِوى الذكرى |
|
ولَوْ أنَّ ما لا يُستَطاعُ أعادَهَا | |
|
| تَجشّمتُ أمراً في إعادَتِها إمْرَا |
|
ولُذْتُ بِيَحْيى المُرْتَضَى أسْتَعينُهُ | |
|
| فأحْدقُ بي أنجادُه جَحْفلا مُجرى |
|
أحَقُّ مُلوكِ الأرْضِ رَأياً وَرايَةً | |
|
| بِفَوْز ونَصر لاعَدا الفوْزَ والنّصْرا |
|
إلَيْهِ انتَمَى فَضْلُ الأئِمَّة وانتَهى | |
|
| مَساعِيَ لِلدُّنْيا تُقَدَّمُ لِلأخْرى |
|
فَمنْ يكُ زانَ الأمرُ والنّهيُ حالَه | |
|
| فتِلكَ حُلاه زَانَتْ النّهْيَ والأمْرا |
|
جَريئاً حريا بِالْخِلافَة مُجْمعاً | |
|
| عليْهِ فبُشرى الدّين بالأجرأ الأحرَى |
|
حَبَا وحمَى طوْلاً وَصَوْلاً تَكَافَآ | |
|
| فَما أسأرتْ عَلْياه عُسراً ولا ذُعرا |
|
إذا دَعَت الحَرْبُ العَوانُ بِعَزْمهِ | |
|
| ولبَّى صَداها فارْقُب الفتكَةَ البِكْرا |
|
تَسَنّى لَه في البَرِّ والبَحْرِ ما نَوى | |
|
| سَعَادَةُ جدٍّ أخْدمَ البَرَّ والبَحْرا |
|
فمَا ينْهرُ الليْلُ النّهار إذا مضَى | |
|
| لِبُغْيَتِه قُدْماً ولا السَّنةُ الشّهرا |
|
تُفاتِحُه الأعْوامُ بالفَتحِ خِدْمَةً | |
|
| وَيَسبقُ في مَرْضاتِهِ العَجُزُ الصّدْرا |
|
وللّهِ حَوْلُ الأرْبَعِينَ فلَمْ يَزَلْ | |
|
| بِه حالِياً بُشْرى تظاهره بُشرى |
|
تَرَى أوَّلاً مِنْهُ يُنافِسُ آخِراً | |
|
| وحسْبُ الليالي ما يُطوِّقُها فَخْرا |
|
فإن دَوَّخَتْ فيهِ العِنَادَ جيادُهُ | |
|
| فقَد نَسَفَتْ فيهِ سَفائِنُه الكُفرا |
|
سَوابِحُهُ عَمَّ الأعادِيَ عَدْوُها | |
|
| بَوَاراً وأسمَى السَّعْي ما انتَظَم البَرَّا |
|
فَمِنْ مُقْربَاتٍ جَاستِ السَّفْعَةَ الغَبرا | |
|
| ومِن مُنْشآتٍ جَابَت الأبْحُرَ الخَضْرا |
|
سَمتْ لأسَاطِيلِ النّصارَى فقُهْقِروا | |
|
| لِتَصْويبِها مسْتيقِنين بِها القَهْرا |
|
وَرَامَتْ ليوثَ الروم فُتخاً كَواسِراً | |
|
| فَما وَجَدُوا نَصراً وَلا عَدِمُوا هَصرا |
|
أَراقَتْ عَلَى الدأماءِ حُمْرَ دمائِهم | |
|
| فَراقَت شَقيقا في البنَفسج مُحْمرّا |
|
عَلى القِدِّ والقَيد التَقَت ثَمَّ هَامهُم | |
|
| وَأَيديهمُ لا تُنكِر القَتل والأَسرا |
|
ولَيْسَ لِداء الشرْك أسْوٌ سِواهُما | |
|
| لدَى المِحرَب الماضِي إذا شَرُّه اسْتَشرى |
|
نَتائِجُ مَولىً قَدّم البرّ والتقى | |
|
| وَأجْرى إلى ما سَوْفَ يُجزى بِه الأجْرا |
|
بِغُرّته انْجَابَتْ غَياهِبُ دَهْرِهِ | |
|
| وأطْلعَتِ الأيّام أوْجُههَا غُرّا |
|
دَنا قارِياً لمّا تَباعَدا راقِياً | |
|
| فيا رفْعة المَرْقى ويا سَعَة المَقرى |
|
إيالَتُه فَضْلٌ عَلَينا ونِعْمَةً | |
|
| وعيشته فيناهي النعْمَة الكُبرى |
|