أعمَى البَصيرَة مَنْ تَقدَّمه الهَوى | |
|
| وحِجَاه بِالرّأي الرّشيد بَصيرُ |
|
سَلْ عَنْ مَغازِيه البِلادَ وأَهْلَها | |
|
| يُنْبِئْك عن سَرْدِ الفُتوحِ خَبيرُ |
|
أرْبَتْ طَواِئفُه على مَا قَبْلَها | |
|
| والغُنْمُ في خَوْض الخطار خَطيرُ |
|
تَتَنَعَّمُ الأسماعُ والأبْصارُ في | |
|
| سُلْطانِهِ فَبِشَارَةٌ وَبَشيرُ |
|
عُزِبَتْ إِلى عُمَرَ الُفتوحُ وعَزمُه | |
|
| لا يأتَلِي أوْ يُفْتَحَ المَعْمورُ |
|
مَاذا يحَبِّرُ أو يُحَرّرُ مادِحٌ | |
|
| والعِزُّ أقْعَسُ والمَقَامُ كَبِيرُ |
|
جُمِعَتْ تَفاريقُ العُلى في واحدٍ | |
|
| ألْقَى أزمتَهُمْ لَه الجُمْهورُ |
|
وَرِثَ الهُدى والنورَ عَن آبائِهِ | |
|
| أسْنَى الْمَواريثِ الهُدى وَالنورُ |
|
ما يَزْدَهِي ملْكٌ وسُلْطَان بِهِ | |
|
| إلا تَخايَلَ مِنْبَرٌ وَسَريرُ |
|
جَرَّ الكَتائِبَ رَافِعاً رَايَاته | |
|
| فَتَكَافأَ المَرْفوعُ والمَجْرُورُ |
|
مِنْ كُلِّ مُثقلةِ الخُطَى رَجراجَةٍ | |
|
| تَرْتَجُّ مِنها الأرْضُ وهيَ وَقُورُ |
|
مَلأتْ مَناديحَ المَلا فَكَأنَّها | |
|
| طِرْسٌ عَلَيْه مِن الصُّفوفِ سُطورُ |
|
فَتَكاثَفَتْ أُمَماً تَلوحُ فَعِنْدَها | |
|
| يَخْفَى صُعُودٌ وسْطَها وحُدورُ |
|
مَنْ يَعْتَبِر يَدلُله في الدُّنيا عَلى | |
|
| حَشْرِ القِيامة جَمْعُها المَحْشورُ |
|
وكأنَّهم وكأنَّ سُبَّقَ خَيْلِهم | |
|
| وَسْط العَجَاج ضَراغِمٌ وصُقورُ |
|
ألِفَ الإمَامُ لِقَوْدِها غُبْرَ الفَلا | |
|
| فلَها رَواحٌ نَحْوَها وبُكورُ |
|
وَشَرى الحَدائِقَ بالوَدائِق مُوقِناً | |
|
| أنَّ اقْتِناءَ البِرّ لَيْسَ يَبُورُ |
|
فَأَعَزُّ مَسْكونٍ لَدَيْهِ سُرَادِقٌ | |
|
| وأَحَبُّ مَصْحوبٍ إليهِ هَجِيرُ |
|
إنْ يُدْمِنِ السّفَرَ البَعيد مَطارِحاً | |
|
| فَلأوْجُهِ البُشَراءِ عَنْهُ سُفورُ |
|
أيَجُوزُ أنْ يُرْتَابَ في إظْهَارِه | |
|
| ولهُ المَلائِكُ والمُلوكُ ظَهيرُ |
|
لِبَني أبي حَفْصٍ أبيهِ مَقارِمٌ | |
|
| في نَصْرِهِ تأثِيرُها مَأثُورُ |
|
قَوْمٌ إِذَا وَرَدوا الوَغى لم يَصْدُروا | |
|
| إلا إذا شُفِيَتْ هُناك صُدُورُ |
|
هَزلتهُم العَلْيا لأنْ سَمِنَتْ بِهِمْ | |
|
| فِيها وُحوش جُوّعٌ وَطُيورُ |
|
هُمْ شَمَّرُوا إذ أسْبَلَتْ أضْدادُهُم | |
|
| شَتّانَ ما الإِسْبَالُ والتشمِيرُ |
|
وَطَريرُ هِنْديَّاتِهم مُتَفَلِّلٌ | |
|
| وصَحيحُ خُطّيَّاتِهمْ مَكْسورُ |
|
تَصِفُ الصّباحَ طلاقةً صَفَحاتُهُم | |
|
| وطَلاقَةُ اليَوْمِ الأغَرِّ بُسُورُ |
|
في عُقْرِها زاروا العُداة لِعقْرِها | |
|
| فارْتَاحَ زُوّار وطَاحَ مَزورُ |
|
تَخِذُوا الحِفَاظَ شِعارَهم ودِثارَهُم | |
|
| لِيَبينَ عن مجدٍ بَنوْهُ دَثورُ |
|
لا يَعْرِفونَ الذُّعرَ يَوْمَ كَريهةٍ | |
|
| والمَوْتُ مِن كرَّاتِهِم مَذْعورُ |
|
كَثروا الوَرَى أيْداً بِيُمنِ مُؤَيِّد | |
|
| حَظُّ الكَرى مِنْ طرْفِهِ مَنُزورُ |
|
لِلسِّلْمِ والهَيْجاء غَيْثٌ ديمَةٌ | |
|
| مِنْهُ ولَيْثٌ لِلطغاةِ هَصورُ |
|
لم يُبْقِ لِلأَمْر العَلِيّ قِيامُه | |
|
| ثَأراً فَمَنْ ذا بَعد ذَاك يَثُورُ |
|
تَتَقَبّلُ الأمْلاك مُلْهَمَ رَأيِهِ | |
|
| فيما يُدَبِّرُهُ لَهُمْ تَدْبيرُ |
|
ولَقد تناهَى في التُّقَى فَتَشاهَرَتْ | |
|
| حِجَجٌ نوافِلَ طَوْلهِ وشُهورُ |
|
عُلِّقتُه حَفْصيّ العلاقَة بِالعُلى | |
|
| والخَيْرُ مِلْءُ وُجودِه والخيرُ |
|
وكأنَّما رَمَضانُ في رَمْضَاء مِنْ | |
|
| أسَفٍ لإزْماعِ الوَدَاع تَفورُ |
|
تَفْطِيره الصُّوّامَ عِدْلُ أجُورهِم | |
|
| ولَه إلى تِلكَ الأجورِ أُجورُ |
|
إمّا عُلُومٌ تُسْتَفَادُ لَديهِ أوْ | |
|
| أَعْمالُ بِرّ قَصْدُها مَبْرُورُ |
|
يَهْنِيهِ عِيدٌ بالبَشائِرِ عائِدٌ | |
|
| وافاهُ يُومي نَحْوَها ويُشيرُ |
|
حَضَرَ المُصَلَّى وَهْوَ مَشْهودٌ بِمَن | |
|
| تَتَزَيَّنُ الدُّنيا به مَحْضورُ |
|
قَد رَفَّهُ التعزيرُ والتَوقيرُ إذْ | |
|
| قَدْ حَفّهُ التَهليلُ والتَكبيرُ |
|
تَضْفُو عَلَيهِ مِن السَّكينَة بُرْدَةٌ | |
|
| جَيْبُ الطَّهارَةِ فَوْقَهَا مَزْرُورُ |
|
وتُمِدُّ نورَ الشّمْسِ مِنه غُرّةٌ | |
|
| يَرْتَدُّ عنها الطّرْفُ وهْوَ حَسيرُ |
|
ثمَّ انثَنى وثَناؤُهُ مُتَضَوِّعٌ | |
|
| كالرَّوْض نَمَّ شَذاهُ وهْوَ مَطيرُ |
|
سَمْحاً لأفْواه المُلوكِ بِراحَةٍ | |
|
| لَثَمُوا أنَامِلَها وَهُنّ بُحُورُ |
|
وَالناسُ مِن داعٍ له ومؤَمنٍ | |
|
| لا زَايلَتْهُ سَعَادَةٌ وظُهُورُ |
|