عَبَر البَحْرَ يَؤُمّ الأبْحُرا | |
|
| آمِناً في ورْدِهِ أن يَصْدُرا |
|
وامتَطَى اللجّة خَضْراء بِما | |
|
| ألِفَ العَيْشَ لَدَيْهِم أخْضَرا |
|
خاضَ صَدرَ الهَوْل جَهْماً عابِساً | |
|
| يَنْتَحيهِم ضاحِكاً مُسْتَبشِرا |
|
وَسَما للغايَةِ القُصْوى عَلَى | |
|
| خَطِرٍ أحزَرَ عنهُ الأخْطَرا |
|
أثْرَةٌ أظْفَرَه الصّبْرُ بِها | |
|
| وَأخُو الصّبْر حرٍ أن يَظْفَرا |
|
يَا لَهُ مُعتَزِماً مُعْتَزِلاً | |
|
| عِيشةَ الخَفضِ ولِذاتِ الكَرَى |
|
جَدَّ مَجبولاً على رَفضِ الوَنى | |
|
| فتَرى منهُ فَتىً مَا فَتَرا |
|
أسْأَرَتْ منهُ الفلاذَا سَوْرَة | |
|
| لِلْجَوارِي كالمَذاكِي ضمَّرا |
|
طَامِحَ الهِمّة لا مُقْتَصِداً | |
|
| في تَرَقِّيهِ وَلا مُقْتَصِرا |
|
قُلباً في حَالتَيْهِ حُوَّلاً | |
|
| طَعِمَ الشّهْدَ وَذاقَ الصّبرا |
|
للمَوامِي والطّوامِي مَوجُها | |
|
| ما مَضَى مِن عُمُر أو غَبَرا |
|
لا يُبَالي كَيفَما بَاشَرَها | |
|
| غَيْرُهُ من يَتَوَقّى الغِيَرا |
|
إنْ يَكُنْ زَحزَحَ عَنْهُ وَطَناً | |
|
| فلَقَدْ أمكَنَ مِنْهُ وَطَرا |
|
يَا لَسَاحاتٍ ثَواهُنّ العِدى | |
|
| فَبَدا المَعْرُوفُ مِنْها مُنكِرا |
|
راحَ مَن آمنَ عَنْها راحِلاً | |
|
| وَغَدا يَحْتَلها مَنْ كَفَرا |
|
فَغَرَ الشرْكُ عَلَيْها فَمَهُ | |
|
| لَيْتَهُ أُلْقِمَ فِيها الْحَجَرا |
|
أَزَمَاتٌ طَعَنَتْ عَنْها بِهِ | |
|
| عَزَماتٌ تَتَلَظّى سُعُورا |
|
ضَايَقَتهُ في الذَّرى ثُمّ سَمتْ | |
|
| بأمانيهِ إلَى شُمّ الذُّرى |
|
فَلَهُ البُشْرَى بِمَرْمَاهُ الذي | |
|
| أنْجحَ السّيْرَ عَلَيْهِ والسُرى |
|
وبِمَرْقاه إِلى مَرْتَبَةٍ | |
|
| هَوَتِ الأنْجُم عَنْها مَظْهرا |
|
حَسْبُهُ مَعْلُوةً خِدْمَتُهُ | |
|
| لِلأمِيرِ ابْن إِمَام الأُمَرا |
|
زَكَرِياءَ بن يَحْيَى المُرْتَضَى | |
|
| ابْن عَبْد الواحدِ بن عُمَرا |
|
نَسَبٌ أبْهرُ مِن شَمسِ الضُّحى | |
|
| ليسَ ماءُ المُزْنِ منْهُ أطْهَرا |
|
وأَبٌ يخْلُفُهُ ابنٌ في العُلى | |
|
| كالجَنَى يعْقُبُ بَعْدُ الزّهَرا |
|
|
| يكْشِفُ الغَيَّ ويَجْلو السَّرَرا |
|
قَد أفاءَ بهِمُ ظِلُّ المُنى | |
|
| وَصَفا مِنْ شرْبِها ما كَدَرا |
|
تَخِذَ الناسُ علاهُم سُنَناً | |
|
| وَتَلا الدّهرُ حُلاهُم سُوَرا |
|
فَلَهُم مِن عِزّة أن يَفْخَروا | |
|
| وعَلى حُسَّدِهِم أن تُقْصِرا |
|
فَلَهُ البُشْرَى بِمَرْمَاهُ الذي | |
|
| أنْجحَ السّيْرَ عَلَيْهِ والسُرى |
|
وبِمَرْقاه إِلى مَرْتَبَةٍ | |
|
| هَوَتِ الأنْجُم عَنْها مَظْهرا |
|
حَسْبُهُ مَعْلُوةً خِدْمَتُهُ | |
|
| لِلأمِيرِ ابْن إِمَام الأُمَرا |
|
زَكَرِياءَ بن يَحْيَى المُرْتَضَى | |
|
| ابْن عَبْد الواحدِ بن عُمَرا |
|
نَسَبٌ أبْهرُ مِن شَمسِ الضُّحى | |
|
| ليسَ ماءُ المُزْنِ منْهُ أطْهَرا |
|
وأَبٌ يخْلُفُهُ ابنٌ في العُلى | |
|
| كالجَنَى يعْقُبُ بَعْدُ الزّهَرا |
|
|
| يكْشِفُ الغَيَّ ويَجْلو السَّرَرا |
|
قَد أفاءَ بهِمُ ظِلُّ المُنى | |
|
| وَصَفا مِنْ شرْبِها ما كَدَرا |
|
تَخِذَ الناسُ علاهُم سُنَناً | |
|
| وَتَلا الدّهرُ حُلاهُم سُوَرا |
|
فَلَهُم مِن عِزّة أن يَفْخَروا | |
|
| وعَلى حُسَّدِهِم أن تُقْصِرا |
|
لا يَنالُ الفَوْزَ إلا رَاشِدٌ | |
|
| حَجَّ شَرْعاً بَيْتَهُم واعْتَمَرا |
|
بَيْت عَلْيَاءَ سَمَتْ أَطرْافُه | |
|
| وَرَسَتْ بَيْنَ الثرَيَّا والثَّرَى |
|
أَوْطَنَ التوْحيدُ منهُ مَشْعَراً | |
|
| وتَبنَّى الهَدْيُ مِنْهُم مَعْشَرا |
|
لهمُ المجْدُ الذِي لا يُمتَرَى | |
|
| فيهِ والحَقُّ الذِي لا يُفْتَرى |
|
سَلّم الأَمْلاكُ لَمَّا عَلِمُوا | |
|
| أنَّ كل الصّيد في جوْفِ الفَرا |
|
أعْظَمُ الأمّةِ وِزْراً نَاكِبٌ | |
|
| عنهُمُ لَم يَعتَمِدْهم وَزَرا |
|
صَفْوَةُ العالَمِ رَاقوا فِطَناً | |
|
| تُبْرِزُ الأخفَى وَرَقَّوا فِطَرا |
|
مِنْ وُلاةٍ شرّفَ اللّه بِهِم | |
|
| دَهرَهُم مذْ أُوجِدوا والبَشَرا |
|
لَوْ أَباحُوا لِلسُّهى أن يَرْتدِي | |
|
| نُورَهُم أخْفَى سَناهُ القَمَرا |
|
زُرْ ذَراهُمْ تَجِدِ اليَوم ضُحىً | |
|
|
وانتَجِعْهُم مُوسِراً أو مُعسِراً | |
|
| تَرِد الجُود زُلالاً خَصِرا |
|
كيْفَ يَخشَى عائِلٌ تَهلكَةً | |
|
| وأَبو يَحيَى مُعيلٌ لِلوَرى |
|
مَلِكٌ يَدعُو نَداه الجَفلَى | |
|
| حينَ لا تَدعُو الملوكُ النَّقَرى |
|
نَصَر الإحْسانَ والعَدْلَ بهِ | |
|
| مَن قَضَتْ أقْدارُهُ أنْ يَنْصُرا |
|
أرْوَعٌ طلقُ المُحيَّا لم يَزَل | |
|
| يَنشُرُ الأمنَ ويَطوي الحذَرا |
|
كُلَّما فَتّحَ ذكراً بِاسْمِهِ | |
|
| مادِحٌ فتّقَ مِسْكاً أذْفَرا |
|
أطْلَعَتْ منهُ الليالي بُورِكَتْ | |
|
| في سَماءِ المَجدِ بَدْراً نَيِّرا |
|
أحْرَزَ السؤْدَدَ عَنْ آبائِهِ | |
|
| واقْتَفَاهُم أكْبَراً فَأكْبَرا |
|
فَجّرَتْ يُمْناهُ ينبوعَ النَدى | |
|
| فجَرَى يَروِي الصَّدَى ما فَجَّرا |
|
ما رُسوخُ الطّوْد ما جُوْدُ الحَيا | |
|
| ما حُسامُ الهِنْدِ ما لَيْثُ الشَّرى |
|
إنْ حبَا في مجْلِس أَو احتَبى | |
|
| أَو يُرى في مأزَق أو انْبَرى |
|
باذِلٌ والغَيثُ فيها باخِلٌ | |
|
| سَنةً شَهْباء تُزْجِي العِبَرا |
|
تُطْفِئُ الأجْوادُ فيها نارَها | |
|
| وَهو في الهَضْبِ يَشُبّ العَنبَرا |
|
وَإِذا ما شَرِيَ الشّرُّ فَلَم | |
|
| يَقْتَصِر حتّى يجُزّ القَصَرا |
|
حَسَمَ الأوْجالَ شَهْماً بَطلا | |
|
| وَفَرى الأحوالَ عَضْباً ذَكَرا |
|
أسْعَدُ الأملاك جَدّاً لا يَني | |
|
| أو يَفوتَ النيرات الزُّهُرا |
|
وأمَدُّ الناسِ في البَأسِ مَدىً | |
|
| وَالرّدى عَن نابِهِ قدْ كَشَرا |
|
نَعَّمَ السّمع بِما شَيّدَه | |
|
| مِن مَعالٍ وأَقَرّ البَصَرا |
|
ليسَ يَرْجو مَن عَصَى مُعْتَصِماً | |
|
| مِنْ عَواليهِ ولا مُعْتَصَرا |
|
هذِه الأحْياءُ قَد دَوّخَها | |
|
| فَسَلِ البِيضَ بِها والسُّمُرا |
|
زَارَها لَيْثاً مَهيباً زَأْرُهُ | |
|
| لا يُهابُ الليْثُ حتّى يَزْأَرا |
|
مُهْدِراً مِن دَمِها مَا حَقَنت | |
|
| ودَم المرَّاق يَمْضي هَدَرا |
|
غَادَر الغَدْر وَمن دانَ بهِ | |
|
| لِلعَوالي والعَوافي جَزَرا |
|
وثَنَى للذُّلِّ والإذعانِ مَنْ | |
|
| عنَّ في سُلْطانِهِ واستَكبَرا |
|
أوْحَدٌ تَخْدُمُه أيّامُه | |
|
| وتُواليهِ نَهَى أوْ أَمَرا |
|
خَلَعَ الحُسْنُ عَلى دَوْلَتِهِ | |
|
| حُلّة تَخْتَالُ فيها سِيَرا |
|
واقتَفاها مِن أبِيه سُنَناً | |
|
| سارَ في الناسِ بها أوْ سِيَرا |
|
وَكَفَاه أنّ في حَضْرتِهِ | |
|
| باهَرَتْ نُورَ الهُدى نارُ القِرى |
|
بَابُهُ مُبتَدأ الخَيْر الذِي | |
|
| صَدَّقَ الخُبْر لَدَيْهِ الخَبَرا |
|
أبَداً لا تَتَعَدّى قَرْعَهُ | |
|
| زُمَرٌ لِلْفَتْحِ تَتْلو زُمَرا |
|
يَا وَلِيَّ العَهْدِ فيما طَالَمَا | |
|
| نَافَسَ الدّينَارُ فِيهَا المِنْبَرا |
|
هاكَ مَا حَبّرْتُهُ مِنْ مِدَحٍ | |
|
| جِئْتُ عَن تَقصيرِها مُعْتَذِرا |
|
وَهيَ الإمْرَةُ أَعيا وَصْفُها | |
|
| نُظِمَ الحَمْدُ لَها أونُثِرا |
|
قَدْ تحَرَّمْتُ بِها مُستَنصِراً | |
|
| أوْ تَشَيّعْتُ لَهَا مْسْتَبشِرا |
|
مِنَنٌ كيفَ يُقَضَّى حقُّها | |
|
| ولَهَا القَدْرُ الذي لنْ يُقْدَرا |
|
وَهَنيئاً أوْبَةٌ مَيْمُونَةٌ | |
|
| ألْبَسَتْنا مِنْ حُبُورٍ حِبَرا |
|
وفُتُوحٌ يَمّمَتْ حَضْرَتَكم | |
|
| أُوَلٌ تَقْدُمُ مِنها أُخَرا |
|
ذُخِرَتْ وِتْراً وشَفْعاً لَكُمُ | |
|
| فاقْتَضُوا مِنْ غُرِّها ما ذُخِرا |
|
هَذِه أنْدَلُسٌ قَد أصْبَحَت | |
|
| وَكَفَى بالشّرْقِ عَنها مُخبِرا |
|
فتَسوّغْها عَلى حُكمِ المُنى | |
|
| آثِراً مِنْ حَقها أن تُؤْثِرا |
|
دُمْتَ والدُّنيا بِسُلْطانِكُمُ | |
|
| طَلْقَةٌ والدّين مَشدُودُ العُرى |
|