طَلَعتْ عَليكَ معَ المساء صَبَاحا | |
|
| فوَشى بِمِشْيَتِها النسيمُ وَباحا |
|
ما في قِوَى الأرواحِ كتمان الشذى | |
|
| أفضحْ بِمَنْ يَستَكْتمُ الأَرواحا |
|
هَيْفَاءُ لم تنهَض بِخصْرٍ أهْيَفٍ | |
|
| إلا وَنَتْ رِدْفاً يَنُوءُ رَدَاحا |
|
خَصْراً إذا مَازال عَنْهُ وشاحُه | |
|
| ثَبتَتْ ذَوائِبُها علَيهِ وِشَاحا |
|
أعْدى شَمائِلها فَكادَت رقّةً | |
|
| تَسْري نَسيماً بُكْرَةً ورَوَاحا |
|
تَعِس المُفَنِّد هبّ يَلْحى في الهَوى | |
|
| ما لاحَ مِنْ رُشْدٍ لَهُ إذْ لاحا |
|
يَبْغِي لدَيّ مَع العلاقة سَلْوَةً | |
|
| أَرَأَيتَ مَحْظوراً يُعَدُّ مُبَاحا |
|
باللّهِ كَيْفَ يفيق مِن سَكرَاتِه | |
|
| مَنْ نَادم الأحْدَاق والأقْدَاحا |
|
ما ضَرّ قَاتِلَة النُفوسِ بِدَلّها | |
|
| أَلا تُقلدَ من سِواه سِلاحا |
|
لَم تُرسِل الطّرف المعلّم صَيدُها | |
|
| إلا استَباحَ الأصْيَد الجَحْجاحا |
|
بِأَبي التي نَهَدَتْ لِحَرْبِيَ ناهِداً | |
|
| في السِّلْم تَعْتَقِلُ الثدي رِماحا |
|
تُفاحَتانِ بِخُوطِ بَانٍ بَانَتا | |
|
| ما البانُ مِما يُثْمرُ التُّفاحا |
|
أَلِفَ التأوُّدَ عِطْفُها فَتَخالُه | |
|
| غُصْناً وإنْ لَمْ يَأْلَفِ الأدْواحا |
|
وَكأنّما سُقِيَ النَّعيم سُلافَةً | |
|
| فاهتَزَّ مِنْ طَربٍ لها وارْتاحا |
|
راضَت محاسِنُها الجَموحَ على الهَوى | |
|
| فانْساقَ حتّى ما أطاقَ جِماحا |
|
كمْ بارقٍ بَيْنَ العُذَيب وبارقٍ | |
|
| يبْدو لَزنْدِ صَبَابَتي قدّاحا |
|
هَجَع الخَليُّ بِهِ وبِتُّ مقلِّباً | |
|
| طَرْفاً إلى إيماضِهِ طَمّاحا |
|
كَلِفاً بأيّامٍ سَلَفْن خِلالَها | |
|
| خَلَّفْنَ ذِكْرَ عُهُودِها نَفّاحا |
|
إنّي لأجنَحُ للأوانِسِ كالدُّمى | |
|
| سَلِسَ العِنان ولا أخَافُ جُناحا |
|
وأقومُ في النّادي أُحَدِّث بالنّدى | |
|
| سَكِراً يُضَمِّخُ طِيبُه الأَمداحا |
|
لا يُنْفِدُ الأَرباحَ آمِلُ دَولَةٍ | |
|
| حَفْصِيَّةٍ رَأَتِ السّماحَ رباحا |
|
هَذي مَواهِبُها تُفاضُ على الوَرى | |
|
| كالغَيْثِ طَبَّق أجْبُلاً وَبِطاحا |
|
وإِذا صُراحُ المَدْحِ لاقَى رَبّها | |
|
| لاقى لُبَاباً في المُلوكِ صُراحا |
|
قَسَماً بِيَحيى المُرْتَضى لَقَدِ انْتَضى | |
|
| مِنْ بَأْسهِ مِثْلَ الصِّفاحِ صِفاحا |
|
وقَضى على العافي مُقيد جُودِهِ | |
|
| ألا يُسَرّحَ عَنْ ذَراهُ سَراحا |
|
ما أوْضَحَ البُرهانَ إنَّ له العُلى | |
|
| عادِية والسُّؤدَد الوَضّاحا |
|
حاطَ الهُدى بجِلادِهِ وجِهادِهِ | |
|
| فَكَبا لِمِعْطَسِهِ الضّلال وَطاحا |
|
لا تأْتَلي الأقْدارُ تُولِي قَدْرَهُ | |
|
| فَتْحاً إِذا ما حاوَلَ اسْتِفْتَاحا |
|
وَلهُ الجِيادُ بدت ظِباءً في الوَغَى | |
|
| وعَدَتْ لِتَقْتلِعَ العُدَاة رِياحا |
|
ما أصبَحَتْ عُرْساً ترنُّ قِيانُها | |
|
| إلا وأمْسَتْ مَأتَماً ونُواحا |
|
أمْضى من الماضين عزْماً صادِقاً | |
|
| يَسْتقْصرُ المَنْصورَ والسفّاحا |
|
لا غَرْوَ أن كَمُلَت أدِلّةُ فَضْله | |
|
| لمّا بدا فَضْلُ الكَمالِ وَلاحا |
|
فالبَدْرُ غاضَ بوَجْهِهِ إِشراقُه | |
|
| والبَحْرُ آضَ لِكَفّه ضَحْضاحا |
|
وافى لِما نَقَص المُلوكُ مُتَمِّماً | |
|
| فاستَعمَلَ الإصلاح والإسْجاحا |
|
الطولُ بَين يَمينِه وجَبينه | |
|
| ما نَعَّم الأشْباح والأرواحا |
|
قد ألْقَحَ الحَرْبَ العَوانَ فلم يدَعْ | |
|
| حَيّاً بأجْوازِ الفَلاة لَقاحا |
|
هَذا العُدا مُتلاقِيا فِئَة الهُدَى | |
|
| فَتَقَسّمُوا الأتراحا والأفراحا |
|
إنْ كانت الأيّام بُهْما قَبْلَه | |
|
| فَلَشَدّ مَا كُسيَتْ بِهِ إِفْصاحا |
|
أو لُحْن مَرْضَى لا شِفاءَ لِسُقْمِها | |
|
| فَالآن لما صحَّ رُحْن صَحاحا |
|
للّهِ أَضْحَى زَانَهُ بِبَهائِهِ | |
|
| كالشّمْسِ زَانَ شُعاعُها الإصْباحا |
|
عِيدٌ بإنْجازِ الوُعُودِ مُبَشِّرٌ | |
|
| مَا انْحَازَ مِنْهَا جَانِباً وانْزَاحا |
|
إنَّ الأمِيرَ وخُلّدَت أيّامُهُ | |
|
| وَسعَتْ سَعَادَتُه الوجودَ صَلاحا |
|
جُعِلَ الزمانُ بِه رَبيعاً كُلُّه | |
|
| فَجَعَلْت رَيْحَاناً حُلاه وَرَاحا |
|