ذَكَرْتُ بَلْجاءَ بالإصباحِ مُنبلِجا | |
|
| وَقَدْ تنفّس عنْ أنفاسِهَا أرَجا |
|
وَما نَسِيتُ بإهزاجِ الحمامِ ضُحىً | |
|
| جرْس الحُليّ وَلا وسواسَهُ الهَزِجا |
|
غَداةَ زارَتْ وَللخَلْخالِ من خَرَسٍ | |
|
| ما للوشاحِ من الإفْصاحِ مُعْتَلِجا |
|
نَجْديّة أتْهَمت تَقْضي مَناسِكَها | |
|
| فَلم تدَعْ يَوْمَ طافَتْ للحَجيجِ حِجَى |
|
وَضّاحَةٌ بَلَجاً نَفّاحةٌ أرجا | |
|
| حَسّانةٌ فَلَجاً فتّانَةٌ دَعَجا |
|
تَفوتُ كُلّ فَتَاةٍ في محَاسِنِها | |
|
| بِما تفُتُّ بهِ الأرْوَاح والمُهجَا |
|
فالخصْرُ يُنْهضُها ظَمآنَ مُندمِجاً | |
|
| والرِّدف يُنْبِضُها رَيَّانَ مُنْتَفجا |
|
ضِدٌّ لِغُرّتِها بادٍ بطُرّتِها | |
|
| للّهِ رَأْدُ الضُّحى يَغْشاهُ جُنحُ دُجى |
|
كَلفْتُ لِلْحُسنِ فيها بِالغرامِ فَما | |
|
| قَرّ المَلام عَلى سَمعِي ولا وَلَجا |
|
قَد عَلّمَتني الغَواني أن أدينَ لَها | |
|
| ولَيسَ يجْهدُ عوُدٌ يحملُ الغُنُجا |
|
حُبّي صُرَاحٌ فلا أبْلَلْتُ منْ دَنَفٍ | |
|
| إنْ شِيبَ يوماً بِسُلْوان وَإن مُزِجا |
|
هَذي التّباريحُ لَم تَبرَح محرّمَةً | |
|
| عِلاج ما شَفّني مِنها وَما لَعَجا |
|
لاَ أرْتَضي غَدْر ساجِي الطَرْف غَادَرَني | |
|
| أَرْعَى النجومَ إذَا الليْلُ البَهيم سَجَا |
|
حَمَى القَرارَ فُؤادِي وَالكَرَى بَصرِي | |
|
| وأزعَجَتْه دَواعي البَيْنِ فانزَعَجا |
|
طَفِقْتُ ألهج فيه بالنسيبِ وإن | |
|
| عَهِدْته باجتِنابي مُولَعاً لَهِجا |
|
كأنّه الزّمنُ العَادِي عَلى أدَبي | |
|
| يَسومُني الصّبرَ فيما شَجّني وَشَجا |
|
إذَا اسْتَرحتُ إليهِ زادَني وَصَبا | |
|
| كأنّ ذاك على مِنوالِ ذَا نُسِجا |
|
يا شِدّةُ اليأسِ إن يُئِّست فيك فَقَد | |
|
| أضحَى رَجاءَ وَلِيِّ العهد لي فرَجا |
|
سَلِيلُ يَحيى بنُ عبدِ الواحِدِ بنِ أبي | |
|
| حَفص بن يَحيى فَيا للسؤْدَدِ اتشَجا |
|
مَلْكٌ تَبَحْبَحَ في العَلياءِ مُقْتَفِياً | |
|
| مَا سَنَّ آباؤه فيها ومُنْتَهجا |
|
بيْنَ السماحِ وبَينَ البأسِ مُنقَسمٌ | |
|
| فالعَالَمونَ عَلى خَوْفٍ لَهُ وَرَجا |
|
سِرُّ المَكَارِم يَبْدو في أسِرّتِه | |
|
| وعادَة الشمسِ ألا تَعدُو الوَهَجا |
|
يَأبى وأسْعدهُ عَنْهُ مُقَاتِلَةٌ | |
|
| أن يخلعَ الدِّرعَ حتَّى يلْبسَ الرَّهَجا |
|
لا يَحْسبُ الحرْبَ إلا رَوْضَةً أُنُفا | |
|
| ماجَتْ دِماءُ الأَعادِي وسطَها خُلُجا |
|
كالمُشتَري أسعُداً لكِن مَكانَتُهُ | |
|
| فَاتَتْ مَدى زُحَل يا شَدّ ما عَرَجا |
|
مُدّتْ عَن البَحرِ من يُمناهُ قاذِفَةٌ | |
|
| بِكُلِّ عارِفَةٍ جُسْمَى وَلا حرَجا |
|
حَسبُ الخِلافَةِ تَفْويضٌ لذِي حَسب | |
|
| مُؤَثّلٍ سَبقَ الأحْقَابَ والحِجَجَا |
|
مُخاصِماً عَنه بِالبيضِ الحِدادِ وَمَنْ | |
|
| يَخصِمْ بِألسُنِها في لُجة فَلَجا |
|
عَليهِ أن يُثلجَ الدّينُ الحَنيفُ بهِ | |
|
| قَلبا وَلولا صليُّ الحربِ ما ثَلِجا |
|
هادٍ لِقَصْدِ أبيهِ المُرْتَضى عَلَماً | |
|
| لِجَبر ما انهاضَ أو إِصْلاح ما مَرِجا |
|
للّهِ مَشْرُوعُ آثارٍ تَقَبّلَهَا | |
|
| هُداهُ فاعْتدها أهلُ الهُدى حُجَجا |
|
مُطَهّراً من بينِهِ كُلَّ مَن طَهُرتْ | |
|
| أعْرَاقُه وَتَرقّتْ في العُلى دَرَجا |
|
يَمْشي لإعْذارِهِ ثَبْتاً وخاتِنُهُ | |
|
| يَظَلُّ مُرْتَعِشاً بالذُّعرِ مرْتَعِجا |
|
كأنَّما اعتادَ صَبْراً لِلكُلوم فَلَمْ | |
|
| يَجْزَع لأحْلامِ آسِيهِ وَلا نَشَجا |
|
يَحْلُو بأفْواهِهم إيلامُهُم كَرَماً | |
|
| وَقَد يَمُرُّ لِسِرّ فيهمُ انبَلَجا |
|
مُفَهّمونَ مِن الحُسنى عَواقِبهَا | |
|
| فَما يَزيغونَ عَن مِنهاجِها عِوجا |
|
وَكَمْ تَمامٍ يَكُونُ النقْصُ أَوَّله | |
|
| قَطُّ الذُّبالِ يُوَفّي ضَوْؤُهُ السرُجا |
|
خِفْ من نَداهُم إذا قَبّلت أنمُلَهُم | |
|
| فَربَّما زَخَرَتْ أيْمانُهُم لُجَجَا |
|
وَلا يُؤَمِّنكَ من إقدامِهِم صِغَرٌ | |
|
| فالسقطُ مِن شَأنِهِ أن يُحرِقَ الحَرَجا |
|
هُمُ المُلوكُ وَأَبناءُ المُلوكِ فَلا | |
|
| زالَ الزّمانُ بهِم يزدانُ مُبْتَهِجا |
|