![]()
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
![]() |
أزهارُ الرجوع |
لم يعدْ للصباحاتِ الباكرةِ ألقاً، |
ولم يبقَ للقطاراتِ |
إلا رائحةَ الدُخان، |
ولهاثَ المسافرين، |
وتلكَ الأزهارُ القابعة |
في زوايا الشوارع |
بدأت تذبلُ بين أيدي البائعات |
دون أن تجرؤَ على الانتحاب. |
إحساسٌ بالتشتت، |
ورغبةٌ في التلاشي. |
أحرفُ الأبجدية |
لا تقدر على التعبير، |
وكل محاولاتها |
لنظمِ كلمةٍ فهي غيرُ مجديةٍ. |
في مُدُنِنَا |
تكبرُ الأزمةُ، |
وتتغربُ العلاقةُ.. |
تُنتشلُ الصداقاتُ |
من آبارٍ عميقةٍ ناضبة. |
يختلطُ القلقُ بالأزمةِ، |
وينغمسُ الجسدُ |
في زحامِ الحركة. |
آهٍ يا زمنَ الريف! |
لم تَعُدْ كما كنتَ، |
وقد تطاولتْ يداكَ نحوَ الأفق. |
مواسمُ الأمطارِ |
والأرضُ الخصبةُ انتهت، |
وتمددتِ السهولُ الجرداءُ |
تنتظرُ وتنتحب. |
وبدأتْ أشجارث الزيتون |
تفقد ضوءَها، |
والزهورُ البرِّيَة |
لم تَعُدْ تَشعُرُ بالألفة |
فهي تنتحرُ من الوحدة، |
وبينَ الرِّيفِ والمدينة |
تتقطَّع المسافاتُ بحواجزٍ من الكآبة، |
وتنثرُ الأشواكَ في النفوس. |
لمن تنتمينَ |
أيَّتُها الأرضُ الموغلةُ في التَّوحُدِ؟ |
تتساقطُ أشلاؤك في الضباب. |
لا مجالَ للموتِ بعد اليوم، |
ولا فرارَ من لقاءِ الأحبَّة. |
هاهنا تنفلقُ الأصابعُ |
وتلتصقُ بشقوقِِ الأحجارِ الصغيرة، |
وتنحني الظهورُ |
لتلتقطَ ثمارَ النُّزوح. |
هنا تعشقُ الكتبُ المدرسيَّة |
الطرقَ الملتويَّة، |
وعبرَ رُكام الحديدِ والمكعباتِ الإسمنتيَّةِ |
تقبعُ بذورُ التواصلِ مع الأرض. |
آهٍ يا زمنَ التسميَّات! |
لم تَعُدِ النكبةُ كلمةً، |
ولم تَعدِ النكسةُ رمزاً. |
لم يَعُدِ الرئيسُ كلمةً، |
ولم يَعُدِ الملكُ رمزاً. |
هنا... في بطونِ الأمهات |
يحملُ الجنينُ حجراً، |
ويُولدُ مقاوماً. |
أواريَ أوجاعي |
بين خبايا حُزني، |
وأنتمي إلى التراب. |
يخفق قلبي بفلسطين، |
وأتنفسُ أزهارَ الرجوع. |