لِلحُبِّ في تِلكَ القِبابِ مَرادُ | |
|
| لَو ساعَفَ الكَلِفَ المَشوقَ مُرادُ |
|
لِيَغُر هَواكَ فَقَد أَجَدَّ حِمايَةً | |
|
| لِفَتاةِ نَجدٍ فِتيَةٌ أَنجادُ |
|
كَم ذا التَجَلُّدُ لَن يُساعِفَكَ الهَوى | |
|
| بِالوَصلِ إِلّا أَن يَطولَ نِجادُ |
|
أَعَقيلَةَ السَربِ المُباحَ لِوِردِها | |
|
| صَفوُ الهَوى إِذ حُلِّىءَ الوُرّادُ |
|
ما لِلمَصايِدِ لَم تَنَلكِ بِحيلَةٍ | |
|
| إِنَّ الظِباءَ لَتُدَرّى فَتُصادُ |
|
إِن يَعدُ عَن سَمُراتِ جِزعِكَ سامِرٌ | |
|
| في كُلِّ مُطَلَّعٍ لَهُم إِرعادُ |
|
فَبِما تَرَقرَقَ لِلمُتَيَّمِ بَينَها | |
|
| غَلَلٌ شَفى حَرَّ الغَليلِ بُرادُ |
|
أَنا حينَ أُطرِقُ لَيسَ يَفتَأُ طارِقي | |
|
| شَوقٌ كَما طَرَقَ السَليمَ عِدادُ |
|
يَنهى جَفاؤُكِ عَن زِيارَتِيَ الكَرى | |
|
| كَيلا يَزورَ خَيالُكِ المُعتادُ |
|
لا تَقطَعي صِلَةَ الخَيالِ تَجِنُّباً | |
|
| إِذ فيهِ مِن عَوَزِ الوِصالِ سِدادُ |
|
ما ضَرَّ أَنَّكِ بِالسَلامِ ضَنينَةٌ | |
|
| أَيّامَ طَيفُكِ بِالعِناقِ جَوادُ |
|
هَلّا حَمَلتِ السُقمَ عَن جِسمٍ لَهُ | |
|
| في كِلَّةٍ زُرَّت عَليكِ فُؤادُ |
|
أَو عُدتِ مِن سَقَمِ الهَوى إِنَّ الهَوى | |
|
| مِمّا يُطيلُ ضَنى الفَتى فَيُعادُ |
|
إيهاً فَلَولا أَن أَروعَكِ بِالسَرى | |
|
| لَدَنا وِسادٌ أَو لَطالَ سُوادُ |
|
لَغَشيتُ سَجفَكِ في مُلاءَةِ نَثرَةٍ | |
|
| فُضُلٍ سِوى أَنَّ العِطافَ نِجادُ |
|
لَأَميلَ في سُكرِ اللَمى فَيَبيتَ لي | |
|
| مِمّا حَوى ذاكَ السِوارُ وِسادُ |
|
فَعِدي المُنى فَوَعيدُ قَومَكِ لَم يَكُن | |
|
| لِيَعوقَ عَن أَن يُقتَضى الميعادُ |
|
أَصبو إِلى وَردِ الخُدودِ إِذا عَدَت | |
|
| جُردٌ تُبَلِّغُني جَناهُ وِرادُ |
|
وَأَراحُ لِلعِطرِ السَطوعِ أَريجُهُ | |
|
| إِن شيبَ بِالجَسَدِ العَطيرِ جِسادُ |
|
عَزمٌ إِذا قَصَدَ الحِمى لَم يَثنِهِ | |
|
| أَنَّ القَنا مِن دينِها أَقصادُ |
|
مِن كانَ يَجهَلُ ما البَليدُ فَإِنَّهُ | |
|
| مَن تَطِّبيهِ عَنِ الحُظوظِ بِلادُ |
|
وَفَتى الشَهامَةِ مَن إِذا أَمَلٌ سَما | |
|
| نَفَذَت بِهِ شورى أَو اِستِبدادُ |
|
مَن مُبلِغٌ عَنّي الأَحِبَّةَ إِذ أَبَت | |
|
| ذِكراهُمُ أَن يَطمَئِنَّ مِهادُ |
|
لا يَأسَ رُبَّ دُنوِّ دارٍ جامِعٍ | |
|
| لِلشَملِ قَد أَدّى إِلَيهِ بِعادُ |
|
إِن أَغتَرِب فَمَواقِعَ الكَرَمِ الَّذي | |
|
| في الغَربِ شِمتُ بُروقَهُ أَرتادُ |
|
أَو أَنأَ عَن صَيدِ المُلوكِ بِجانِبي | |
|
| فَهُمُ العَبيدُ مَليكُهُم عَبّادُ |
|
المَجدُ عُذرٌ في الفِراقِ لِمَن نَأى | |
|
| لِيَرى المَصانِعَ مِنهُ كَيفَ تُشادُ |
|
يا هَل أَتى مَن ظَنَّ بي فَظُنونُهُ | |
|
| شَتّى تَرَجَّعُ بَينَها الأَضدادُ |
|
أَنّي رَأَيتُ المُنذِرَينِ كِلَيهِما | |
|
| في كَونِ مُلكٍ لَم يُحِلهُ فَسادُ |
|
وَبَصُرتُ بِالبُردَينِ إِرثِ مُحَرِّقٍ | |
|
| لَم تَخلُقا إِذ تَخلُقُ الأَبرادُ |
|
وَعَرَفتُ مِن ذي الطَوقِ عَمرٍ ثَأرَهُ | |
|
| لِجَذيمَةَ الوَضّاحِ حينَ يُكادُ |
|
وَأَتى بِيَ النُعمانَ يَومَ نَعيمِهِ | |
|
| نَجمٌ تَلَقّى سَعدَهُ الميلادُ |
|
قَد أُلِّفَت أَشتاتُهُم في واحِدٍ | |
|
| إِلّا يَكُنهُم أُمَّةً فَيَكادُ |
|
فَكَأَنَّني طالَعتُهُم بِوِفادَةٍ | |
|
| لَم يَستَطِعها عُروَةُ الوَفّادُ |
|
في قَصرِ مَلكٍ كَالسَديرِ أَو الَّذي | |
|
| ناطَت بِهِ شُرُفاتِها سِندادُ |
|
تَتَوَهَّمُ الشَهباءَ فيهِ كَتيبَةً | |
|
| بِفِناءٍ اليَحمومُ فيهِ جَوادُ |
|
يَختالُ مِن سَيرِ الأَشاهِبِ وَسطَهُ | |
|
| بيضٌ كَمُرهَفَةِ السُيوفِ جِعادُ |
|
في آلِ عَبّادٍ حَطَطتُ فَأَعصَمَت | |
|
| هِمَمي بِحَيثُ أَنافَتِ الأَطوادُ |
|
أَهلُ المَناذِرَةِ الَّذينَ هُمُ الرُبى | |
|
| فَوقَ المُلوكِ إِذِ المُلوكُ وِهادُ |
|
قَومٌ إِذا عَدَّت مَعَدُّ عَقيلَةً | |
|
| ماءَ السَماءِ فَهُم لَها أَولادُ |
|
بَيتٌ تَوَّدُ الشُهبُ في أَفلاكِها | |
|
| لَو أَنَّها لِبِنائِهِ أَوتادُ |
|
مَمدودَةٌ بِلُهى النَدى أَطنابُهُ | |
|
| مَرفوعَةٌ بِالبيضِ مِنهُ عِمادُ |
|
مُتَقادِمٌ إِلّا تَكُن شَمسُ الضُحى | |
|
| لِدَةٌ لَهُ فَنُجومُها أَرآدُ |
|
نيطَت بِعَبّادٍ لَآلِىءُ مَجدِهِم | |
|
| فَتَلَألَأَت في تومِها الأَفرادُ |
|
مَلِكٌ إِذا اِفتَنَّت صِفاتُ جَلالِهِ | |
|
| فَتَقاصَرَت عَن بَعضِها الأَعدادُ |
|
نَسِيَت زَبيدٌ عَمرَها بَل أَعرَضَت | |
|
| عَن وَصفِ كَعبٍ بِالسَماحِ إِيادُ |
|
فَضَحَ الدُهاةَ فَلَو تَقَدَمَ عَهدُهُ | |
|
| لَعَنا المُغيرَةُ أَو أَقَرَّ زِيادُ |
|
لا يَأمَنُ الأَعداءُ رَجمَ ظُنونِهِ | |
|
| إِنَّ الغُيوبَ وَراءَها إِمدادُ |
|
مَلِكٌ إِذا ما اِختالَ غُرَّةُ فَيلَقٍ | |
|
| قَد أُمطِيَت عِقبانَهُ الآسادُ |
|
أُسدٌ فَرائِسُها الفَوارِسُ في الوَغى | |
|
| لَكِن بَراثِنُها هُناكَ صِعادُ |
|
خِلتُ اللِواءَ غَمامَةً في ظِلِّها | |
|
| قَمَرٌ بِغُرَّتِهِ السَنا الوَقّادُ |
|
شَيحانُ مُنغَمِسُ السِنانِ مِنَ العِدا | |
|
| في النَقعِ حَيثُ تَغَلغَلُ الأَحقادُ |
|
تَشكو إِلَيهِ الشَمسُ نَقعَ كَتيبَةٍ | |
|
| ما زالَ مِنهُ لِعَينِها إِرمادُ |
|
جَيشٌ إِذا ما الأُفقُ سافَرَ طَيرُهُ | |
|
| مَعَهُ فَفي ذِمَمِ الصَوارِمِ زادُ |
|
مُستَطرِفٌ لِلمَجدِ لَم يَكُ حَسبُهُ | |
|
| مَجدٌ يَدورُ مَعَ الزَمانِ تِلادُ |
|
ما كانَ مِنهُ إِلى رَفاهَةِ راحَةٍ | |
|
| حَتّى يُخَلِّدَ مِثلَهُ إِخلادُ |
|
أَرِجُ النَدِيَّ مَتى تَفُز بِجِوارِهِ | |
|
| يَطِبِ الحَديثُ وَيَعبَقِ الإِنشادُ |
|
لَو أَنَّ خاطِرَهُ الجَميعَ مُفَرَّقٌ | |
|
| في الخَلقِ أَوشَكَ أَن يُحَسَّ جَمادُ |
|
نَفسي فِداؤُكَ أَيُّها المَلِكُ الَّذي | |
|
| زُهرُ النُجومِ لِوَجهِهِ حُسّادُ |
|
تَبدو عَلَيكَ مِنَ الوَسامَةِ حُلَّةٌ | |
|
| يَهفو إِلَيها بِالنُفوسِ وِدادُ |
|
لَم يَشفِ مِنكَ العَينَ أَوَّلُ نَظرَةٍ | |
|
| لَولا المَهابَةُ راجَعَت تَزدادُ |
|
ما كانَ مِن خَلَلٍ فَأَنتَ سِدادُهُ | |
|
| في الدَهرِ أَو أَوَدٍ فَأَنتَ سَدادُ |
|
الدينُ وَجهٌ أَنتَ فيهِ غُرَّةٌ | |
|
| وَالمُلكُ جَفنٌ أَنتَ فيهِ سَوادُ |
|
لِلَّهِ مِنكَ يَدٌ عَلَت تولي بِها | |
|
| صَفَداً فَيُحمَدُ أَو يُفَكَّ صِفادُ |
|
لَو أَنَّ أَفواهَ المُلوكِ تَوافَقَت | |
|
| فيها لَوافَقَ حَظَّها الإِسعادُ |
|
نَفَعَ العُداةَ اليَأسُ مِنكَ لِأَنَّهُ | |
|
| بَرَدَت عَلَيهِ مِنهُمُ الأَكبادُ |
|
يَنصاعُ مَن جاراكَ مَقبوضَ الخُطا | |
|
| فَكَأَنَّما عَضَّت بِهِ الأَقيادُ |
|
قَد قُلتُ لِلتالي ثَناءَكَ سورَةً | |
|
| ما لِلوَرى في نَصِّها إِلحادُ |
|
أَعِدِ الحَديثَ عَنِ السِيادَةِ إِنَّهُ | |
|
| لَيسَ الحَديثُ يُمَلُّ حينَ يُعادُ |
|
كَرَمٌ كَماءِ المُزنِ راقَ خِلالَهُ | |
|
| أَدَبٌ كَرَوضِ الحَزنِ باتَ يُجادُ |
|
وَمَحاسِنٌ زَهَرَ الزَمانُ بِزُهرِها | |
|
| فَكَأَنَّما أَيّامُهُ أَعيادُ |
|
يا أَيُّها المَلِكُ الَّذي في ظِلِّهِ | |
|
| ريضَ الزَمانُ فَذَلَّ مِنهُ قِيادُ |
|
يا خَيرَ مُعتَضِدٍ بِمَن أَقدارُهُ | |
|
| في كُلِّ مُعضِلَةٍ لَهُ أَعضادُ |
|
لَمّا وَرَدتُ بِوِردِ حَضرَتِكَ المُنى | |
|
| فَهِقَت لَدَيَّ جِمامُها الأَعدادُ |
|
فَاِستَقبَلَتني الشَمسُ تَبسُطُ راحَةً | |
|
| لِلبَحرِ مِن نَفَحاتِها اِستِمدادُ |
|
فَلَئِن فَخَرتُ بِما بَلَغتُ لَقَلَّ لي | |
|
| أَلّا يَكونَ مِنَ النُجومِ عَتادُ |
|
مَهما اِمتَدَحتُ سِواكَ قَبلُ فَإِنَّما | |
|
| مَدحي إِلى مَدحي لَكَ اِستِطرادُ |
|
يَغشى المَيادينَ الفَوارِسُ حِقبَةً | |
|
| كَيما يُعَلِّمَها النِزالَ طِرادُ |
|
فَلِأَسحَبَن ذَيلَ المُنى في ساحَةٍ | |
|
| إِلّا أُوَفَّ بِها المُنى فَأُزادُ |
|
وَلِيَستَفيدَنَّ السَناءَ مَعَ الغِنى | |
|
| عَبدٌ يُفيدُ النُصحَ حينَ يُفادُ |
|
وَلَأَنتَ أَنفَسُ شيمَةً مِن أَن يُرى | |
|
| لِنَفيسِ أَعلاقي لَدَيكَ كَسادُ |
|
هَيهاتَ قَد ضَمِنَ الصَباحُ لِمَن سَرى | |
|
| أَن يَستَتِبَّ لِسَعيِهِ الإِحمادُ |
|
لا تَعدَمَنَّ مِنَ الحُظوظِ ذَخيرَةً | |
|
| تَبقى فَلا يَتلو البَقاءَ نَفادُ |
|