إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
لا تَبْتَئِسْ يا سيِّدي |
إِنْ قُلْتُ أَنتَ سِوايَ، |
تلكَ هيَ الحقيقَهْ |
قدْ نَستَوي في الخَلْقِ، |
طينٌ واحِدٌ طينُ الخَليقَهْ |
ولربَّما انْحَدَرَتْ عُروقُكَ |
ليسَ مِثلي |
مِنْ سُلالاتٍ عَريقَهْ |
وَلرُبَّما... ولربَّما |
ويَظَلُّ أَنَّ لِكُلِّ شَيْخٍ |
مثلما قالوا |
طَريقَهْ!! |
*** |
يا سيِّدي، |
دَعني أَقولُ صَراحةً، |
ما لي عَليْكَ، وما عَلَيَّهْ |
أَنا لنْ أَقولَ بِأَنَّني الرَّقَمُ الأَصَحُّ، |
وأَنَّني مِفتاحُ، أو سِرُّ القَضِيَّهْ |
أَنا لنْ أَقولَ بِأَنَّني |
جَمَلُ المَحامِلِ في الصَّحارى الجاهِلِيَّهْ |
أَنا لمْ أَقُلْ: |
في مَوْطِني كالقاتِ والأَفْيونِ |
تُعتَقَلُ الحَمِيَّهْ |
بعضُ الحَقائِقِ دونَ قائِلِها تُقالُ، |
ودونَ بَهْرَجَةٍ تَكونُ المَنْطِقِيَّهْ!! |
أَنا قُلْتُ: |
إِنِّي بَعضُ هذا الطَّوْدِ |
مِنْ أَجسادِ أُمَّتِنا الغَبِيَّهْ |
لكنَّني الجَسَدُ الوحيدُ بهِ الذي |
ما زالَ يَنْزِفُ أَبجَدِيَّهْ |
هوَ نَفْسُهُ الجَسَدُ الذي |
مِنْ أَجْلِ أَنْ تَهْنا |
قُلوبُ الغِيدِ في وَطَني |
يُعانِقُ بُندُقِيَّهْ!! |
*** |
يا سيِّدي: |
اذهَبْ وفاوِضْ دونَ تَفويضٍ فما |
عادَتْ كَسابِقِ عَهْدِها |
تَهوى انْطِلاقَتَها الخُيولُ المازِنِيَّهْ |
خُذْ كُلَّ ما يَكْفيكَ مِنْ زادٍ، وَمِنْ ماءٍ، |
فَإِنَّ إِمامَكَ العَنَتُ الكثيرُ، |
وَأَنتَ مَفتوحُ الشَّهِيَّهْ |
أَكثِرْ فهذا اللحمُ مِنْ خيرِ العدُوِّ |
يعَبِّئُ الطُّرُقاتِ في صَبْرا وَشاتيلا، |
وهذا الدَّمعُ في عَيْنِ الأرامِلِ |
ذو عَطاءاتٍ سَخِيَّهْ |
لا تَخْشَ عِبْءَ الحِمْلِ |
إِنَّ جميعَ هذا اللَّحمِ أَفئِدَةٌ طَرِيَّهْ |
شَبَّتْ على حُلُمِ الرُّجوعِ، |
فَعاجَلَتْها دونَ أَنْ تَدري |
سكاكينُ المَنِيَّهْ |
خُذْ كُلَّ ما يَكفيكَ |
فالجَدَلُ الذي سَتُثيرُهُ |
يَحتاجُ مِنكَ لَباقَةً، |
أو أَلْمَعِيَّهْ |
أَكْثِرْ.. |
فليسَ بِغَيْرِ هذا اللَّحْمِ |
تَبْرُزُ عَبْقَرِيَّهْ |
واذهبْ كما لو أَنَّ حِطِّينًا |
حِكايَةُ سامِرٍ |
أَو لم يَكُنْ في عُمْرِ قَومِكَ.. قادِسيَّهْ!! |
*** |
يا سَيِّدي: |
عَبَثًا تُحاوِلُ، |
لَنْ يَكونَ بِغَيْرِ حَدِّ السَّيْفِ |
تَحديدُ الهُوِيَّهْ |
يا أَيُّها المُتَفاوِضُ المَوْهُومُ، |
إِنَّكَ واهِنٌ جِدًّا، |
وَخَصْمُكَ واثِقٌ جِدًّا، |
فَكيفَ يُوائِمُ الوَهَنُ الشَّديدُ العُنْجُهِيَّهْ؟!! |
أَسْرِجْ حِصانَكَ أَوَّلاً |
فالحَرفُ عِنْدَ العَزْمِ يَغْدو كالشَّظِيَّهْ |
هي ذي الطَّريقُ، |
وَذي الحُروفُ، |
ولِلبَنادِقِ أَوْلَوِيَّهْ |
أَمَّا إِذا لم تَقْوَ أَنتَ، |
فلا تُضِعْ مِنَّا القَضِيَّهْ |
دعْ كُلَّ ما يُضْنيكَ |
إِنَّ وراءَ هذا الضَّعفِ |
أَجيالاً... وأَجيالاً |
قَوِيَّهْ!! |