عَاجَلتَ يَا لَيلُ النَّهَارَ فَلَم تَدَع | |
|
| للشَّمسِ بَابًا ... كُنتَ وَحشًا غَائِلا |
|
وَرَوَائِحُ المَوتِ انتِخَابَ مُحَيَّدٍ | |
|
| بِسَوَادِ عَينَيكَ استَبَاحَ الحَائِلا |
|
وَبَرَاثِنُ الأقدَارِ تَنشِبُ ظُفرَهَا | |
|
| مِن بَعدِ مَا شَحَذَ الزَّمَانُ مُعَاجِلا |
|
فَأَقَامَ فِي يَأسِ السُّطُورِ جِنَازَةً | |
|
| وَاختَارَتِ الأقمَارُ قَبرًا آمِلا ...... |
|
أَوَكُنتَ يَا مَوتُ الحَقِيقَةَ؟ .. إِنَّنِي | |
|
| مَا كُنتُ أعلَمُ إذْ عَرَفتُكَ هَازِلا |
|
قَطَّفتَ مِن حَقلِ الزُّهُورِ قَصِيدَةً | |
|
| وَقَصَصتَ أجنِحَةَ الخَيَالِ مَنَاهِلا |
|
أبدَلتَ أردَانَ الرَّبِيعِ أهِلَّةً | |
|
| رِبِقَ الخَرِيفِ فَعَادَ بُومًا زَامِلا |
|
وَاسَّاقَطَتْ رُطَبُ الحَنَانِ حِجَارَةً | |
|
| مِنْ كُلِّ فَجٍّ هِلتَ كَانَ الهَائِلا |
|
يُهدَى التُّرَابُ مِنَ الجِنَانِ رَسُولَةً | |
|
| لِيُجَاوِزَ القَبرُ القُبُورَ مَنَازِلا |
|
فَأضَاءَ قِندِيلُ المَنَايَا مُسبِلًا | |
|
| سَيفَ الظَّلامِ عَلَى السَّلامِ نَوَازِلَا...... |
|
بِئسَ الرِّهَانُ إذا تُرَاهَنُ زهرَةٌ | |
|
| والشَّوكُ يَقتَبِضُ الرِّهَانَ حَلائِلَا |
|
وثَلاثَةٌ مَرُّوا بِأنيَابِ الرِّثَاءِ | |
|
| بَكَارَةً... أكَلَ الأنِينُ مَآكِلا |
|
أَعَذَلتَ يَا ذَاكَ الثَّلاثَةَ مُشبِعًا | |
|
| أطفَالَهَا يُتمًا...وحِقدَكَ كَافِلا؟! |
|
فَمَلأت أفئِدَةً الثَّلاثَةِ حَسرَةً | |
|
| ألبِستَهُم حَرَّ الفِرَاقِ سَلاسِلا!! |
|
وَزَرَعتَ فِي صَدرِ السَّمَاءِ غَمَامَةً | |
|
| تَبكِي الدُّخَانَ فَأَنبَتَتكَ حَبَائِلا |
|
حُزنَانِ يَا حُزنُ ائتِنِي بِأَخ.ٍ... | |
|
| فَلَيسَت بِالَّتِي تَكفِي وَحِيدًا دَاخِلا |
|
حُزنَانِ يَا حُزنُ اكفِنِي كَقَبِيلَةٍ | |
|
| تَبكِي الحَيَاةَ عَلَى يَدَيَّ ثَوَاكِلا |
|
أَحبَبتُ مَا أحبَبتُ قَلبًا وَاحِدًا | |
|
| يَحوِي الحَيَاةَ مَخَارِجًا وَمَداخِلا |
|
وَلِحُبِّهَا أَلفَيتُ صَدرِي فَارِغًا | |
|
| يَحتَاجُ مِن جِنسِ القُلُوبِ قَبَائِلا.... |
|
أُمَّاهُ.. يَا أُمَتِي وَيَا أُمِّي لِمَن | |
|
| "مَامَا" تُزَفُّ إِلى اللُّغَاتِ تَنَاقُلا؟ |
|
وِلِمَنْ تَشِيخُ سَنَابِلي حَرَّى بِهَا؟ | |
|
| وَحُقُولُ عَينِي لا تَعُولُ سَنَابِلا! |
|
وَلِمَنْ أَلُمُّ العُمرَ نَصرَ مُقَاتِلٍ؟! | |
|
| وَبِمَن أَعُوذُ إِذا انهَزَمتُ مُقَاتِلا؟! |
|
وَلِمَنْ أَعُدُّ رَبِيعَ ذَرعِي شَاعِرًا؟ | |
|
| وَقَصِيدَتِي مَاتَت وَمِتُّ بِلَا ... بِلا!! |
|
وَلِمَن أُصَلِّي الحُبَّ بُكرَةَ عَاشِقٍ؟! | |
|
| وَلِمَن أُسَبِّحُ بِالغَرَامِ أَصَائِلا؟! |
|
أَو كَيفَ تَحمِلُ أَحرُفِي أحزَانَهَا؟ | |
|
| قَلبِي ضَعِيفٌ ... لَيسَ يَقدِرُ حَامِلا! |
|
وَلِمَن أَزُفُّ عَرَائِسِي فَرَحًا بِهَا؟ | |
|
| أو مَن سَيُلبِسُهَا القَصِيدُ خَلاخِلا؟! |
|
حَسبُ المَلامَةِ أنْ تَكُونَ بِلا هُدًى | |
|
| مَنْ ذَاقَ كَيًّا لا يَلُومُ مُبَاهِلا ..... |
|
أُمَّاهُ يَا صِلَةَ السَّمَاءِ بِأضلُعِي | |
|
| وَشُعُورِيَ الرَّحمَنَ فِيكَ مُعَامِلا |
|
مِنْ فَرطِ مَا اشتَاقَت لِرُوحِكَ جَنَّةٌ | |
|
| الله آتَاهَا السُّؤَالَ جَمَائِلا |
|
وَتَرَكتِنَا لِمَعِيَّةِ الأوجَاعِ ذِكرَى | |
|
| مَنزِلٍ ... آوَى صِغَارَكِ حَاقِلا |
|
حَكَمتْ رِيَاحُ الخَوفِ مَأمَنَ بَابِهِ | |
|
| واستَكمَلَتْ بالآخِرَاتِ أوَائِلا |
|
وَمَنَالُ مَنْ رَقَبَ القِطَافَ مَنَالُهُ | |
|
| مِنْ بَعدِ مَا ظَلَّ السِّنِينَ مُحَاوِلا |
|
لا شَيءَ بَعدَكِ يُستَطَابُ كَأَنَّمَا | |
|
| كُلُّ الجَمِيلِ تَلا رَحِيلَكِ رَاحِلا .... |
|