أَعْيَا الهَوَى قَلبِي وأَنْهَكَ خَاطِري | |
|
| سِرٌّ أُرَاوِدُهُ لِأَبْلُغَ مَرفَأَهْ |
|
عَلِّي أُحِيطُ بهِ فَأَنزَعَ حِيرَتِي | |
|
| عَنِّي ويَمنَحَ إِنْ سَأَلْتُهُ مَلْجَأَهْ |
|
حتَّى إِذَا ما آلَمَتْهُ شِكايَتِي | |
|
| أَرْخَى المودَّةَ لِلشَّكِيِّ وبَوَّأَهْ |
|
لَكنَّهُ ما زالَ يُربِكُ حِيلَتِي | |
|
| وتَحَارُ عَينِي البِكْرُ في أَنْ تَقرأَهْ |
|
وأَنُوءُ بالتَّأويلِ دُونَ سُؤالِهِ | |
|
| أَنْ كيفَ لَاذَ بمَهجَعِي واسْتَمْرَأَهْ؟ |
|
وإِذَا القَوافِي ناوَرَتْ أَسْتارَهُ | |
|
| تَبقَى لِفَهْمِ السِّرِّ غَيرَ مُهَيَّأَةْ |
|
إِلَّاهُ لَيلُ السَّاهرينَ فَعِندَهُ | |
|
| عِلمٌ بهِ لا تَسأَلُوا: مَنْ أَنْبأَهْ؟ |
|
هُو قارئُ الأَجفَانِ حِينَ تَوَارَبَتْ | |
|
| عن كُلِّ آهٍ في الفُؤادِ مُخَبَّأَةْ |
|
وهُوَ الَّذي حِينَ احتَواهُ بِلُطْفهِ | |
|
| آوَاهُ مِنْ غَمْزِ العُيونِ وبَرَّأَهْ |
|
فَغَدَا يَمُرُّ علَى الخواطِرِ باسِمًا | |
|
| ودُموعُهُ دُونَ المدامِعِ مُرجَأَةْ |
|
لِيَلُوذَ مُتَّكِئًا على جُنْحِ الجَوَى | |
|
| فلَرُبَّما تَغدُو المواجعُ مِنْسأَةْ |
|
مَنْ ذا يَلُومُ القَلبَ إِذْ سَكَنَ الهَوَى | |
|
| فِيهِ فأَغوَاهُ الْمُقَامُ وصَبَّأَهْ؟ |
|
لَوْ أَنَّهُ مِن قَبلُ لَمْ يَعذُرْ فَقدْ | |
|
| دَلَجَتْ خُطَاهُ علَى ضُلُوعٍ مُطفَأَةْ |
|
ولَدَيْهِ يَسْتَوِيانِ شَوْقٌ عَارضٌ، | |
|
| ولَهِيبُ شَوقٍ مُستَبِدٍّ أَخطَأَهْ |
|
لَوْ ذَاقَ ما ذاقَ الْمُحِبُّ لَنَالَهُ | |
|
| وَلَهٌ يُساوِمُ بالتَّصَابي مَبدَأَهْ |
|
وأَتاهُ في أَسَفٍ يُسَابِقُ عُذرَهُ | |
|
| أَنْ كانَ يومَ الظَّنِّ يُؤْثِرُ أَسْوَأَهْ |
|