
|
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
ادخل الكود التالي:
انتظر إرسال البلاغ...
|

| يافا عروس البحر |
| كانت تخضب الكفّينِ للموج المقيم على شواطئها |
| فيقسمُ لا يفضّ عفافها |
| ليلٌ لتبقى |
| ترشدُ الأفلاكَ في أفقِ المدار |
| كانت صبيحةَ كلّ عيدٍ |
| تستحمّ على الضفافِ |
| مع الصبايا كالنخيل |
| ويستظلّ بوهج عينيها النهارْ |
| يافا عروسُ البحر |
| كان أبي يداعب كل صبحٍ شَعرها |
| قبل التوغُّل في المدينة |
| كي يمارس لعنة التدريس في وطنٍ |
| سيصبح ذات بلفورٍ |
| سبيّا |
| يافا خيوط الشمس |
| كانت تملأ الدنيا ضياء حين كان العالم العربيّ |
| يغرق في تلابيب القبيلة والحميّة |
| يافا نشيدُ البرتقال |
| تضوع عطرا يملأ الدنيا بأنسامٍ شذيّة |
| وهيَ البداية والنهاية والتفاصيل النديّة |
| وأبي |
| يعيد عليّ قصّةَ بحرها قبل الغروب |
| ويستعيدُ الذكريات الحاضرات مع الخيام |
| ومع حكايات اللجوء عن المساءات |
| الكئيبةِ |
| حين داهمها المغول |
| وأمعنوا فيها |
| عثيّا |
| والدمع يطرقُ مقلتيه فيستعيرُ |
| الآه تلوه الآهِ |
| في صمتٍ ويرحلُ صوب بياراتها |
| فيرى النسيم يداعبُ الأغصان في شوقٍ |
| ويرسل في المدى |
| فجراً نديّا |
| ويعود يكفرُ بالمخيمّ والعروبة |
| والصباحات الشقيّة |
| شتان ما بين الصباح إذا يفيق على العراء مع الخيام |
| وبين ذكرى الصبح في حاكورة البيت |
| الذي قد كان يصحو قبل خيط الفجر |
| في صوت الديوك وزقزقات الطير فوق غصونها |
| قبل الشروق |
| وقبل حيّ على الفلاح |
| والابتهالات الشجيّة |
| يافا |
| غزال الحيّ حاصرها الضباعُ |
| وأعملوا في مقلتيها مخلبَ الغدرِ القميءَ |
| وحرّقوها |
| نكّلوا بملامح الأرض التي قد شكّلتها |
| منذ آلاف السنين |
| ليقتلوا فيها الحضارةَ |
| كي تعودَ غريبةً |
| مكسورةَ الأركانْ |
| وتناهبوها في الخفاء ليطمسوا |
| فيها الهويّة |
| يافا ستبقى قِبلةِ الأكوان |
| سيدّة المدائن |
| قُبلةً في وجنة الأرض السبيّة |
| يافا تراتيل الصلاة |
| وآيةَ الأحزان في سِفر الهزيمة |
| والتخاذل |
| والتآمر |
| والتواريخ الخزيّة |
| يافا عروس الأرض |
| مريمها البتولُ |
| ونخبُ أبناءِ القرود |
| تقاسموه أمام أعيننا |
| وما فينا الرشيدُ ولا الوليدُ |
| ولا صلاحُ |
| ولا سيوفُ بني أميّة |
| ستظلُّ عارا في جبين |
| زماننا المأفون |
| تصفعُ زيفَ من شهدوا |
| بكارتها على مرأىً من |
| التاريخ يهتكها الطغاةُ |
| وليس فيهم من حمية |
| ستظل تلعن كلّ من ساقوا هوادجها |
| وزفّوها لقاتلها هديّة |
| وتظلّ تكشف للورى سوءاتهم |
| وتسبُّ من خانوا الديارَ |
| وتاجروا باسم |
| القضيّة. |
