عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > الأردن > حسن عطية جلنبو > يافا

الأردن

مشاهدة
55

إعجاب
2

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

ادخل الكود التالي:
إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

يافا

يافا عروس البحر
كانت تخضب الكفّينِ للموج المقيم على شواطئها
فيقسمُ لا يفضّ عفافها
ليلٌ لتبقى
ترشدُ الأفلاكَ في أفقِ المدار
كانت صبيحةَ كلّ عيدٍ
تستحمّ على الضفافِ
مع الصبايا كالنخيل
ويستظلّ بوهج عينيها النهارْ
يافا عروسُ البحر
كان أبي يداعب كل صبحٍ شَعرها
قبل التوغُّل في المدينة
كي يمارس لعنة التدريس في وطنٍ
سيصبح ذات بلفورٍ
سبيّا
يافا خيوط الشمس
كانت تملأ الدنيا ضياء حين كان العالم العربيّ
يغرق في تلابيب القبيلة والحميّة
يافا نشيدُ البرتقال
تضوع عطرا يملأ الدنيا بأنسامٍ شذيّة
وهيَ البداية والنهاية والتفاصيل النديّة
وأبي
يعيد عليّ قصّةَ بحرها قبل الغروب
ويستعيدُ الذكريات الحاضرات مع الخيام
ومع حكايات اللجوء عن المساءات
الكئيبةِ
حين داهمها المغول
وأمعنوا فيها
عثيّا
والدمع يطرقُ مقلتيه فيستعيرُ
الآه تلوه الآهِ
في صمتٍ ويرحلُ صوب بياراتها
فيرى النسيم يداعبُ الأغصان في شوقٍ
ويرسل في المدى
فجراً نديّا
ويعود يكفرُ بالمخيمّ والعروبة
والصباحات الشقيّة
شتان ما بين الصباح إذا يفيق على العراء مع الخيام
وبين ذكرى الصبح في حاكورة البيت
الذي قد كان يصحو قبل خيط الفجر
في صوت الديوك وزقزقات الطير فوق غصونها
قبل الشروق
وقبل حيّ على الفلاح
والابتهالات الشجيّة
يافا
غزال الحيّ حاصرها الضباعُ
وأعملوا في مقلتيها مخلبَ الغدرِ القميءَ
وحرّقوها
نكّلوا بملامح الأرض التي قد شكّلتها
منذ آلاف السنين
ليقتلوا فيها الحضارةَ
كي تعودَ غريبةً
مكسورةَ الأركانْ
وتناهبوها في الخفاء ليطمسوا
فيها الهويّة
يافا ستبقى قِبلةِ الأكوان
سيدّة المدائن
قُبلةً في وجنة الأرض السبيّة
يافا تراتيل الصلاة
وآيةَ الأحزان في سِفر الهزيمة
والتخاذل
والتآمر
والتواريخ الخزيّة
يافا عروس الأرض
مريمها البتولُ
ونخبُ أبناءِ القرود
تقاسموه أمام أعيننا
وما فينا الرشيدُ ولا الوليدُ
ولا صلاحُ
ولا سيوفُ بني أميّة
ستظلُّ عارا في جبين
زماننا المأفون
تصفعُ زيفَ من شهدوا
بكارتها على مرأىً من
التاريخ يهتكها الطغاةُ
وليس فيهم من حمية
ستظل تلعن كلّ من ساقوا هوادجها
وزفّوها لقاتلها هديّة
وتظلّ تكشف للورى سوءاتهم
وتسبُّ من خانوا الديارَ
وتاجروا باسم
القضيّة.
حسن عطية جلنبو
من ديوان: آنستُ شِعرا
الإضافة: الثلاثاء 2024/12/24 10:33:04 صباحاً
إعجاب
مفضلة
متابعة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com