إلى اللّهِ قَلْبٌ شَفَّهُ البُعْدُ والْوَلَهْ | |
|
| أضاءتْ نُهاهُ حيْثُ أذْكى تأمُّلَهْ |
|
رأى اللّهَ عَيْنًا في تجَلِّيْ صَنِيْعِهِ | |
|
| وألْسِنَةٍ شَتَّى وآيٍ مُرَتَّلَةْ |
|
رآهُ.. وفي عيْنَيْهِ فجْرٌ مُبَرَّحٌ | |
|
| وفي رُوْحِهِ الحَيْرى شموسٌ مُعَطَّلَةْ |
|
فيَمَّمَهُ شَوْقًا وصَلَّى إنابةً | |
|
| ومُهْجتُهُ الحَرَّى جُؤارٌ وأسْئلةْ |
|
إلى اللّهِ إخْباتِيْ، لُجُوْئيْ، ضراعتِيْ، | |
|
| تُرابٌ من التَّحْنانِ تعْرُوْهُ صَلْصلَةْ |
|
إلى اللّهِ في حَرْفِي الذي ضاق بحْرُهُ | |
|
| وقافِيَتِي العَرْجا وخَطْوِي المُكَبَّلَةْ |
|
رحالُ انْعِتَاقِيْ بِالتَّنائيْ كَلِيْلَةٌ | |
|
| ورُوْحُ اشْتِياقِيْ بالتَّلاقِيْ مُعَلَّلةْ |
|
عَلَيَّ من الأوزارِ حِمْلٌ يُنِيْؤُنِيْ | |
|
| وفي عَبَراتِي الجَمْرِ ذاتٌ مُبَلَّلَةْ |
|
أجُرُّ طُمُوْحاتِيْ، جُرُوْحِيْ، صبابةً | |
|
| تُذَكِّرُنِيْ في شُقَّةِ السَّيْرِ بالصِّلةْ |
|
وإنَّ حُداءَ الصَّبِّ تَذْكارُهُ اللِّقا | |
|
| إذا شَقَّهُ بُعْدٌ وأعْيَتْهُ مُعْضِلَةْ |
|
وأنْتَ لِتَحْنانِيْ سلامٌ وبَلْسمٌ | |
|
| وأنْتَ لإجْفالِيْ سُكُوْنٌ ومَوْئلَةْ |
|
وأنْتَ مَلاذُ الرُّوْحِ يا ربُّ والمُنى | |
|
| وبحْرُ العطايا والهِباتِ المُؤمَّلَةْ |
|
أتَيْناك يا اللّهُ شَعْبًا مُمَزَّقًا | |
|
| يُبَرِّحُهُ جُوعٌ ورَوْعٌ وقَلْقلةْ |
|
يحلُّ «جَنُوْبٌ» أصْرَهُ عنْ «شمالِهِ» | |
|
| ويرْمِيْ شمالٌ في جَنُوْبٍ تَشَمْؤلَهْ |
|
يرى يَمَنَ التَّاريخِ كلْمى خَمِيْصَةً | |
|
| وخَيْراتُها للخَصْمِ رِفْدٌ مُحَلَّلةْ |
|
بِمأْدُبةِ الذِّكْرى تُداريْ جِياعَها | |
|
| ولمْ تَدَّخِرْ إلَّا عوِيْلًا وحَوْقَلَة |
|
أتيناك شَعْبًا عاثِرًا لا يُقِلُّهُ | |
|
| مِهادٌ ولا تحْنُوْ سماءٌ مُظَلِّلَة |
|
مَنازِلُهُ فَيْحُ المَنافِيْ.. سُراتُهُ | |
|
| إلى التِّيْهِ لا تَلْويْ على أيِّ بَوْصَلَةْ |
|
تناءتْ بِهِ الأسْفارُ في غيرِ وِجْهةٍ | |
|
| وحَلَّ الثَّرى مَنْ كانت الشَّمْسُ مَنْزِلَهْ |
|
ويا جَوْرَ ما يَشْقَى كرِيْمٌ إذا انْحَنى | |
|
| بهِ الدَّهْرُ أوْ حلَّتْ صُرُوْفٌ مُجَلْجِلةْ! |
|
إلى اللَّهِ نشْكُوْ فِتْنةً ذات بَيْنِنا | |
|
| وسِرْبًا من الأوْجَاعِ نَصْلَى تَغَوُّلَه |
|
ونارُ اخْتِصامِ الأهْلِ أوْرَى شَرارَةً | |
|
| تثُوْرُ بِنُشَّابٍ وتفْرِيْ بِكِلْكِلَةْ(1) |
|
ونحْنُ أُولُوْ بأْسٍ وفِقْهٍ وحِكْمَةٍ | |
|
| مآثرُنا شُمُّ العَوَالِيْ المُؤثَّلَة |
|
ولكن إذا الشحْناءُ مسَّتْ أُولي النُّهَى | |
|
| طَوَتْ حِلْمَ أَنْهاهُمْ ووارَتْ تَعَقُّلَهْ |
|
وإنَّ رَبِيْبَ المَجْدِ إنْ لمْ يَقُمْ بهِ | |
|
| محا آخِرُ الوُرَّاثِ ما زَانَ أوَّلَهْ |
|
رَمانا العِدا عن كُلِّ قوْسٍ حقُوْدَةٍ | |
|
| ومَزَّقَنا مِن كُلِّ دَهْمَاءَ مِقْصَلةْ |
|
فلا «مَجْلِسُ الأمْنِ» احْتوانا غِطاؤُهُ | |
|
| ولا «قِمَّةٌ» أفْضَتْ إلى حَلِّ مُشْكِلةْ |
|
يَرَوْنَ المآسِيْ ناشِباتٍ ولا نَرى | |
|
| سِوى خُطَبِ التَّنْدِيْدِ شَجْبًا وبَلْبَلَةْ |
|
فَمٌ يشْجُبُ الْبَلْوَى، يَدٌ تَزْرعُ الأسى | |
|
| وأُخْرى تزيْدُ الجَمْرَ«جازًا» لِتُشْعِلَهْ |
|
وما قيْمةُ التَّنْدِيْدِ إنْ لمْ تُزَكِّهِ | |
|
| فِعالٌ وإنْ لمْ تَرْدَعِ البَغْيَ جَحْفَلَةْ؟! |
|
وحَظُّ الذي يَسْتَنْصِرُ الخصْمَ نجْدَةً | |
|
| كحَظِّ الذي يُلْقِي على الرِّيحِ مِنْجَلَهْ |
|
ومُسْتَرْشِدُ الأغْرابِ عن وِرْدِ عِزِّهِ | |
|
| قضى باحِثًا عن مَسْلَكٍ لنْ يُوَصِّلَهْ |
|
ومُسْتَدْفِعُ الأدْنَى بِيُمْنى غَرِيْمِهِ | |
|
| كَمَنْ يُسْكِتُ الضَّوْضَا بِتَفْجِيْرِ قُنْبُلَةْ |
|
فأيْدِي الأعادِيْ إنْ تَطَلْ طُهْرَ مَوْطِنٍ | |
|
| تُمَزِّقْهُ بِالتَّحْرِيْشِ حتَّى تُعَطِّلَهْ |
|
وفِتْنةُ ذاتِ البَيْنِ ليستْ تَحلُّها | |
|
| أيَادٍ دَخِيْلاتٌ وحَرْبٌ مُمَوَّلَةْ |
|
ولا يُصْلِحُ الإخوانَ إلَّا الْتِحامُهُمْ | |
|
| على رايةِ القُرْآنِ في كُلِّ مسألَةْ |
|
شكوناك يا اللّهُ أوْجاعَ أُمَّةٍ | |
|
| مُمَزَّعةِ الأوْصالِ حيْرى مُخَذَّلَةْ |
|
نلُوْذُ بك اللَّهُمَّ حصْنًا من الرَّدى | |
|
| وجَوْرِ البَرايا والخُطوْبِ المُزَلْزِلة |
|
أَزِلْ سُدْفَةَ الْبَأْسا وأسْبِلْ جَدا المُنى | |
|
| وأرْخِ علينا سُبْحةَ الأمْنِ مُسْدَلَة |
|
وهَبْنا حياةً في الأعاليْ كريْمةً | |
|
| وخاتِمةً حُسْنى إلى الفَوْزِ مُوْصِلَةْ |
|
رجُوْناك بالحُبِّ الذي نحْتفيْ بهِ | |
|
| تعالَيْتَ أنْ تَجْفُوْ رَجاءً وتَخْذُلَهْ |
|
وَنَيْنا ومَنْ إلَّاكَ يشْفي جِراحَنا | |
|
| ويُرْخِيْ علينا لُطْفَهُ وتَفَضُّلَهْ! |
|
لك الحمْدُ حُبًّا وابْتِهالًا وقُرْبةً | |
|
| بما عَجَّ ملْهُوْفٌ ولَبَّتْ مُهلِّلَة |
|
وقرَّتْ عُيُوْنٌ، وانْتشَتْ ذاتُ بهْجةٍ | |
|
| وسَحَّ الحَيا(2) واخْضَرَّ حَقْلٌ بِسُنْبُلَةْ |
|