عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > الجزائر > محمد العيد آل خليفة > وداع الحجاج

الجزائر

مشاهدة
65

إعجاب
4

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

ادخل الكود التالي:
إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

وداع الحجاج

استقبلوا وجه الحجاز وسيما
واستنشقوا روح الاله نسيما
البحر رهو كالخميلة منظرا
والجو صحو كالزجاج أديما
والمسلمون يودعون بأنفس
مشتاقة ركبا أبر كريما
والروح تحت العرش يسأل ربه
للركب حفظا أو يؤوب سليما
والبيت يرتقب الحجيج مرحبا
ويعد نزلا للحجيج عظيما
يا موكبا لبى نداء إلاهه
ومحمد وأبيه إبراهيما
ستحج في كنف الالاه وظله
بيتا عزيزا في البيوت قديما
الرسل والأملاك طافوا حوله
والطيبون من البرية خيما
منه استهل هدى الاله مباركا
وعليه حل رضى الاله عميما
أحرم له قبل النزول ملبيا
فلكم حمى عند النزول مضيما
واستق اليه الهدي دونك مشعرا
واقصد به التكبير والتعظيما
واذا وصلت لذي طوى قم فاغتسل
وادخل ذليلا من كداء حشيما
فهنالك البيت الذي لجلاله
عنت الخلائق سيدا وخديما
كبر وطف بالبيت مستلما وقف
خلف المقام لركعتيه مقيما
والى الصفا والمروة أغد مجشما
في المسعى نفسك جهدها تجشيما
واخبب كهاجر يوم خلفت ابنها
ملقى من الظمإ الشديد سقيما
فاذا الاله يدر عينا ثرة
لابن الخليل وزوجه تكريما
واحضر اذا خطب الامام فكن لما
يلقى الامام من العظات فهيما
وانزل منى وارحل لتشهد موقفا
للخلق يبدو الحج فيه فخيما
عرفات ميعاد الدعاء فسل بها
ربا بتلبية الدعاء زعيما
نادى العباد لها لنيل هباته
من لم يجب حرم الهبات وليما
فاذا ازدلفت فرم هنالك مشعرا
لوقوف مثلك فيه قبلك ريما
واعمد الى الساحات فالتقط الحصى
وبها ارم شيطانا هناك رجيما
حتى اذا أتممت حجك ناحرا
ومحلقا طف تحمد التتميما
وانهل بزمزم نهلة عدنية
كالشهد كان مزاجها تسنيما
ثم ارتحل صوب المدينة إنها
لمحمد كانت حمى وحريما
فزر الرسول وصاحبيه بمسجد
كالروض رف نضارة ونعيما
تتنزل الرحمات في ساحاته
غدقا وتنتشر الطيوب شميما
قل للمريدين المدينة منهلا
الموردين بها نفوسا هيما
حيوا بها الأنصارفي أجداثهم
وعلى الرسول فسلموا تسليما
وعلى الألى معه إليها هاجروا
من بعد ما سيموا الهوان وسيما
وتجرعوا البلوى بمكة والأذى
وتحملوا التجويع والتأويما
لا يهمل الله الصنيع فذكرهم
دان وأن نأت الجسوم قديما
سل عنهم البيت الحرام فإنه
ببلائهم في الفتح كان عليما
عادوا اليه فعاد مظهر حجه
محضا من الدين الحنيف صميما
من للقصي بأن يطوف به وأن
يرد المدينة زائرا فيقيما
نبذته أمواج القضاء بموطن
مثل العراء فعاش فيه مليما
الشوق جنح قلبه فسما به
والضر حطم جسمه تحطيما
يا مك واسمك خير أسماء القرى
عند الندا وألذها ترخيما
هل يعلم الحجاج فيك لم التقوا
وعلام جاءوا ينسلون وفيما؟
إن الذي فرض الفروض عليهم
بالحق كان ولن يزال حكيما
الحج عنوان الاخاء مكبرا
الحج منهاج الولاء قويما
الحج مدرسة التعارف شادها
رب الورى وأدارها تعليما
قل للذين من الجزائر حزموا
صوب الحجاز رحالهم تحزيما
الراكبين له الحديد بهيمة
والخائضين له الظلام بهيما
أدوا الى أهل الحجاز تحية
وأقروا سلاما زاكيين رقيما
الله بالإسلام ألف بيننا
قدما ووحد أرضنا إقليما
بالأمس كنا ظاهرين على العدى
ومرغمين أنوفهم ترغيما
واليوم نسعى بعد فقد فخارنا
أن نستعيد فخارنا ونديما
واذا رغبت الى جسيم في المنى
فاركب اليه من الأمور جسيما
حث الخطى للعز واسلك نهجه
ولو أن نهج العز كان جحيما
لو خاف موسى أن يحل به ردى
في الطور لم يك للإلاه كليما
يا أمة شقيت ببعض رعاتها
وتحملت منه العذاب أليما
إبغي التحرر وانشدي الاصلاح لا
تبغي (الوظيف) وتنشدي التوسيما
ما ساد من فلح الوجوه بكفه
لطما ولو نفع الأنوف لطيما
الأمن أن تثقي بربك نية
وتشايعي قرانه تحكيما
فهو الذي يزع الشعوب مساعدا
وهو الذي يسع الذنوب حليما
محمد العيد آل خليفة

نشرت في جريدة البصائر سنة 1938م.
بواسطة
المشرف العام
الإضافة: الجمعة 2022/09/23 11:12:48 مساءً
إعجاب
مفضلة


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com