تَحومُ حَوْلِيَ في ليلي الأحاسيسُ | |
|
| كأنّني بسوادِ السِّحرِ مَمْسوسُ |
|
أمامِيَ الغَيبُ يَرنو بابتِسامَتِهِ | |
|
| وداخلي قد بكى شيخٌ وقِسّيسُ |
|
في خافِقي أذَّنتْ مليونُ مِئذنةٍ | |
|
| في حينِ تُقرَعُ في رأسي النّواقيسُ |
|
مَهما انْغَمَستُ بِحَقلِ الذّنبِ تَرفعُني | |
|
| بَراءَةُ الشِّعرِ إنَّ الشِّعرَ قِدّيسُ |
|
كُلُّ المَعاني بلا شَرطٍ تُحَرِّرُني | |
|
| لَكنني خلفَ بابَ الشَّرحِ مَحْبوسُ |
|
ظِلّي يُخاتِلُ أضواءً تُلاحِقُهُ | |
|
| كلُّ المَصابيحِ في المنفى جَواسيسُ |
|
تَرَكْتُ في الحانَةِ الحمراءِ أُحجِيَةً | |
|
| حارَ الملائِكُ فيها والأباليسُ |
|
تَرَكْتُ كأسًا تَعاطَتْ هَمَّ شَارِبِها | |
|
| في مَنْطِقِ الحُزنِ معنى السُّكْرِ مَعكوسُ |
|
زَيَّنْتُ وَجْهَ غيابي مُذْ رَحَلتُ ولمْ | |
|
| أوَبِّخِ الرَّكْبَ: تبًا أيّها العيسُ |
|
بَحَثتُ في الأرضِ عنّي قالَ لي وَطَني: | |
|
| يا أيّها الطّينُ خانَتكَ التّضاريسُ |
|
صُلِبتُ في لَوْحِ أقداري كَقافِيَةٍ | |
|
| قَدْ كَبَّلَتْها على السّطرِ الكراريسُ |
|
أَقيسُ بالدّمعِ حُزنًا لا حدودَ له | |
|
| إذْ لمْ تُحِطْ بِخوافيهِ المَقاييسُ |
|
وَصَلتُ عندَ رَصيفِ الخَوفِ مِنسأتي | |
|
| مَوتٌ تُراوِدُني فيهِ الكوابيسُ |
|
في مَسرَحِ اللهِ عرضٌ واحدٌ وكفى | |
|
| وما حياتي هُنا إلا كواليسُ |
|