جاء الأنيسُ لبيتهمْ متأمِّلا
|
تزويجَهُ مِن بنتهمْ متهلِّلا..
|
أخذوا برأي البنتِ لكنْ رأيُها قد كان لا
|
في البَدء كانت بالتدلُّل ضِدَّهُ
|
|
في الوقت نفسِهِ عندها قلبٌ يقولُ لهم: بلى
|
لكن بأسلوبٍ يظَلُّ يهُدُّهُ
|
أسلوبُها: هو سبُّهُ هو حُبُّهُ
|
أ وَ ما الدلالُ طباعُ حَواءٍ وآدمُ منه عُذِّب قلْبُهُ؟
|
يجثو الأنيسُ لها عسَى ستَعُدُّهُ
|
زوجاً تؤانسُهُ وليس ترُدّهُ
|
فسَعى لخافقها إليهِ يشدُّهُ
|
قد وافقَ الأبُ أن يزوِّجها له ويمُدَّهُ
|
من بعد أن قالت: أيا أبتاه صِرْتُ أوَدُّهُ
|
لكنّ دولتَه *المنيعةَ مانعتْ تزويجَهُ وا سُهْدَهُ
|
هو من سَواد الشعب، ما هو عاهلٌ أو جنْدُهُ
|
|
هو عابدٌ يحتاجُ كسْبَ موافقاتٍ من إِمامٍ شعبُهُ هو عبْدُهُ
|
إنْ قال كلاّ لن يفوز المَرءُ مهْما قد توالى جهدُهُ
|
* في بعض الدول قوانينَ عنصرية وأنانية حتى في الزواج
|
|
لم يستطع كسْبَ الموافقة انتحَى كالأرمَلِ
|
دامي الفؤاد مُهرْوِلًاً للمَعزِلِ
|
من بعد كدٍّ للتزاوج مُذهلِ
|
قد هام بالطهرِ الفريد وبالجمال الأكمَلِ
|
متوجّعاً مِن طعْنةٍ في المقتلِ
|
|
مِن شرِّ حكمٍ عنصريٍّ جاهليٍّ مُمْحِلِ
|
لم يكترثْ لحبيبةٍ وحبيبها لو قُطِّعا بالصَّيقلِ
|
حكمٍ تهمُّه نفسُه لا غيرُها كمحرِّم ومحلِّلِ
|
حكمِ يُشَكِّل ضدَّ سعدِ الشعب أكبرَ مُشْكِلِ
|
في دولةٍ يَغلي بها التمييزُ غَلْيَ المِرجَلِ
|
يحظى الكبيرُ فقط بكل المأْمَلِ
|
متزوجاً من شاهقٍ من أسفلِ..
|
مِن مغربٍ مِن مشرقٍ من جَونبٍ من شمْألِ
|
أمَّا الصغيرُ زواجُه فحدودُه كالمَعقلِ
|
لا يستطيع يحوزُ ما به يصطلي
|
إلا مِن البلد المُسوِّرِ نفْسَهُ بالحنظلِ
|
لا يستطيع تزوُّجاً مِن أي قطرٍ كان مهْما يَغتلِ
|
ما عندهُ حُرِّيةٌ حتى بحق الشُّربِ أو بالمأكلِ
|
إلا بما يُمْلي الوَلي، إلا بما يُمْلي الولي
|
هذا الأنانيُّ الجَهولُ على الرؤوسِ بحدِّ سيفِهِ والخيانةِ مُعْتَلِ
|