عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
الشعراء الأعضاء .. فصيح > العراق > علي الخزاعي > رحلت

العراق

مشاهدة
353

إعجاب
10

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

ادخل الكود التالي:
إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

رحلت

لِمَنِ الديارُ بتلكُمِ الزرقاءِ
قتلَ الهوى فيها رُؤى الشعراءِ ١
خَفِي الجوابُ وضاعَ مُنذُ سَألتُها
عن أهلِها المتقلدينَ دمائي ٢
فاسّاقطتْ عينايَ دُرَّ شُؤونِها
فوقَ الخدودِ وودَّعتْ حوبائي ٣
داءٌ دواءٌ تِبرُها وتُرابها
مَن لي بمرهمِ مُقلةٍ رَمْداءِ ٤
لهفي على تلك العيونِ إذا رنت
كانت دواءَ الأعيُنِ العمياءِ
في حيِّها مَن ودَّعتني ميِّتاً
مِن بعدِما قطعَت حبالَ رجائي
حفلت غزالتُها بحكمٍ جائرٍ
في الهجرِ دانيةً بغيرِ لقاءِ
برعَ المليكُ بخلقها حتى لقد
وُلِدَت محاسنُها لغيرِ فناءِ
عقمَت نساءُ الأرضِ تأتي مثلَها
وتُرى كصورةِ يوسُفَ الغرّاءِ
جُلّاسيَ القلمُ اليَراعُ وأنجمٌ
خرَّت على الإصباحِ والإمساءِ
أو صاحبٌ أَلِفَ المودَّةَ قلبُهُ
أو جازيَ السراءِ في الضراءِ
همٌّ تسلسلَ في الفؤادِ سلاسلاً
ما استكملَ الحلقاتِ في أحنائي
ما للمنازلِ لا تُجيبُ ومالنا
نرجو جوابَ منازلٍ خرساءِ
ما للمنازلِ لا تُجيبُ كأنّها
قُتلتْ بداءٍ لا يَني بدواءِ ٥
أيقينُ مَن يبكي على سُكّانِها
كيقينِ مَن يبكي على عنقاءِ ٦
تبّتْ يدا أطلالِها تبّتْ يدا
عرَصاتِها تبَّتْ يدا حسناءِ
قد كنتُ عُروةَ في صبابةِ قلبهِ
أهْوى وليسَتْ في هوى عفراءِ ٧
أدنو وتنأى كالخيالِ بشخصِها
فكأنّها خُلِقتْ مِن البُعداءِ
واليأسُ منها كاليقينِ بوصلِها
والآلُ يُبصَرُ في مَدى الصحراءِ ٨
قد طالَ ليلُ العاشقينَ فهلْ لهُمْ
وعدٌ بكمْ أو موعدٌ لِذكاءِ ٩
أُحصي النجومَ بلا حسابٍ علَّني
أنسى السُهادَ بذلكَ الإحصاءِ
وإخالُني أنسى وترجعُ مُقلتي
غرقى بنجمِ سُهادِها الوضّاءِ
نامَ الخَلِيُّ ومَن خَلى بخليلِه
وخليلُ عيني أنجمُ الجوزاءِ
ترعى سُهاداً لم يُراعِ شُؤونَها
فقطرنَ عِقداً ذائباً كالماءِ
قلبي يُروّيهِ فُراتُ رُضابِكُمْ
وبدونهِ يبقى على اللأواءِ ١٠
أستافُ ريّاكِ الحبيبةَ كلّما
هبّتْ عليَّ نسائمُ الزرقاءِ ١١
فيُهيجُني شوقٌ إليكِ وطالَما
فتّشتُ عنكِ شوارعَ الأحياءِ
وتَؤوبُ بي قدمي وأرجعُ قائلاً
ياخيبةَ المَسعى وفقدَ رجائي
وأراكِ في خَلَدي وفَحوى خاطري
أدنى إلى قلبي مِن السَوداءِ ١٢
تَبقينَ أنتِ دعاءَ قلبٍ والهٍ
إنْ شاءَ ربّي قالَ كُنْ لِدعائي
لهفي على يومٍ بقربِك يَدَّني
فأراكِ فيهِ تَبسمينَ حِذائي ١٣
لابُدَّ منهُ إذا يَشاءُ مُجمّعُ
الأشتاتِ مِن عدمٍ ومِن أشياءِ
ما أنسَ لا أنسى عهودَ جُبَيهَةٍ
وتِلاعُ في قلبي وفي أحشائي ١٤
عهدَ الشبيبةِ والصبابةِ لمْ تَزلْ
رَيّاهُ تُنشَقُ مِن زمانٍ نائي
وحمامةً بيضاءَ يَروي صوتُها
قَصصَ الغرامِ وشِدَّةَ البُرحاءِ ١٥
كلّمتُها بالعينِ قبلَ تكلُّمي
بمقالةٍ فأبَتْ على أستحياءِ
وإذا تكلّمتِ العيونُ وحدَّثَتْ
فهُناكَ تصمُتُ ألسُنُ الفُصحاءِ
ففصاحةُ العشاقِ في الصمتِ الذي
يَصِفُ الهوى معَ دمعةٍ حَمراءِ
رَحَلتْ ولمْ تُعقِبْ سلامَ مُوَدِّعٍ
فهَويْتُ مِن أسفي على الغبراءِ
ودفنْتُ وجهي في الترابِ لعلّني
أردى فلا أبقى معَ الأحياءِ
وطفقتُ أنعبُ كالغرابِ وعاوياً
كالذئبِ مِن سَغبٍ ومِن إطواءِ ١٦
قد همّني هذا ولكنْ همَّني
مِن بَعدِ ذاكَ شماتةُ الأعداءِ
ياصبرَ أيّوبٍ على هذا البَلا
ياطُبَّ لقمانٍ على ذا الداءِ
برحيلِها عزَّ الطِلابُ وعادَني
سَقمٌ تَنوءُ بحِملهِ أعضائي ١٧
وأسوَدَّ في عيني النهارُ كأنهُ
ليلُ السُهادِ بليلةٍ ظلماءِ
بَخُلَ الزمانُ بها وأنتَ تُريدُها
ترجو مِن النيرانِ قطرةَ ماءِ
علي الخزاعي

: الزرقاء : مدينة في الأردن ، رؤى : أحلام جمع رؤيا . ٢: المتقلدين دمائي : الواضعين دمي كالقلادة في أعناقهم . ٣: الحوباء : النفس . ٤: التبر : الذهب . ٥: يني : يفتر ويهدأ . ٦: العنقاء : طائر خرافي . ٧: عروة : هو عروة ابن حزام أحد عشاق العرب المشهورين ، وعفراء إسم معشوقته . ٨: الآل : السراب . ٩: ذكاء : بضم الذال الشمس . ١٠: اللأواء : العطش . ١١: أستاف ريّاك : أشم رائحتك . ١٢: السوداء : حبة القلب . ١٣: حذائي : بمحاذاتي أي بقربي . ١٤: جبيهة وتلاع العلي : حيان من أحياء عمّان في الأردن . ١٥: البُرحاء : الشدة والمشقة ومنه بُرحاء الحمى . ١٦: السغب : الجوع . ١٧: تنوء : تثقل او تقوم متثاقلة
بواسطة: علي الخزاعي
التعديل بواسطة: علي الخزاعي
الإضافة: الجمعة 2020/06/05 06:56:10 صباحاً
التعديل: الجمعة 2020/06/05 10:58:45 صباحاً
إعجاب
مفضلة
متابعة

أضف تعليق

يجب تسجيل الدخول أو الاشتراك أو تفعيل الحساب اذا كنت مشترك لإضافة التعليق


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com