إنيْ إلى لُقياكمُ مُشتاقُ
|
شهدتْ عليّ بذلكَ الأحداقُ
|
فالقلبُ مثلُ البئر وهْيَ دلاؤهُ
|
مُلئَتْ بدمعٍ ما لهُ مِغلاقُ
|
والبَيْنُ يفتقُ روحَ مَنْ يُبلَى بهِ
|
فتقَ الثّيابِ وأنتمُ الرّتّاقُ
|
والدّهرُ يا أبتاهُ قاسٍ قلبُهُ
|
يأبى الوصالَ وما بهِ إشفاقُ
|
يا ليتَ شِعري أنْ أكونَ عُبَيْدَكمْ
|
ما عِشتُ لا فكٌّ ولا إعتاقُ
|
فلقد أرى أنْ للفراقِ حبائلٌ
|
وبها تُشدُّ وتُثقَلُ الأعناقُ
|
لولا تُلَفُّ بنعلكمْ عُنُقي بها
|
|
أرضى ولكنْ لا سبيلَ لوصلكم
|
إلا الدُّعا يا ربُّ يا رزّاقُ
|
أفديكمُ بالنّفسِ لستُ بمُسرِفٍ
|
هل بالرُّجوعِ لأصلِها إغداقُ؟
|
ولقد تأثّفني الزّمانُ بشَقوةٍ
|
والغربةُ الضرّاءُ والفُسّاقُ
|
فذكرتُ عهدَكمُ وكلِّيَ حسْرةٌ
|
|
إنْ ذلَّ أهلُ الذلِّ قلنا عادةٌ
|
لكنْ لدى المَعزوز كيفَ تُطاقُ؟
|
كالحُرِّ صالَ على العدا بسلاحهِ
|
فأثابَ هِمّتهمْ بهِ الإرهاقُ
|
يومًا لَدى ساحِ الوغى مُستشرِفًا
|
ظَفَرًا لتنفخَ عِزَّهُ الأبواقُ
|
فأُصِيبَ مغدورًا وأُجهِضَ فوزُهُ
|
والهَزْمُ موتُ الليثِ لا الأطواقُ
|
ساقوهُ مكبولًا وأُخرجَ راغمًا
|
منها وأتعبَ رسغَهَ السَّفّاقُ
|
يا شامُ إني من عتابكِ مُعجَبٌ
|
أوَما علمتِ بأنني مُنساقُ؟
|
المُخرَجون تتابعوا وتكاثروا
|
|
حتى تفرّقَ في المنازلِ ماؤُهُ
|
ومن المنازلِ نَفرًةٌ ووِفاقُ
|
ولقد نزلتُ بمنزلٍ مُتقلِّبٍ
|
فالكأسُ يُملأُ تارةً ويُراقُ
|
يا ليتَ شعريَ هل يقرّ قرارُهُ
|
فالعمرُ يَمضي والرّدى سَبّاقُ
|
والدّهرُ رجّحَ بالأسى كفّاتهِ
|
ويُعينُ في تعديلهنّ رِفاقُ
|
والدهرُ إنْ أحببتَ قسّى قلبهُ
|
يسودُّ حتى يَهلِكَ العشّاقُ
|
ولقد أرى أنّي سئِمتُ صراعَهُ
|
وسُبقْتُ أنّى بعد ذاك لِحاقُ!
|
ما كُنتُ في رَيْبِ المَنونِ أُسامةً
|
فعسى يكونُ بما يَجيءُ خَلَاقُ!
|