عناوين ونصوص القصائد   أسماء الشعراء 
شعراء الفصحى في العصر الحديث > عمان > سالم بن علي الكلباني > عمان اسعدي

عمان

مشاهدة
4080

إعجاب
24

تعليق
0

مفضل
0

الأبيات
0
إغلاق

ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك

ادخل الكود التالي:
إرسال
انتظر إرسال البلاغ...

عمان اسعدي

عمان اسعدي إنا ضمنا لك السعدا
وطوفي بآفاق العلا كوكبا فردا
لقد أبت الأقدار يا معهد الإبا
لعزك أن يلقى لسلطانه ندا
عمان أيا لحنا بحنجرة العلا
ويا بحر جود ماؤه لم يزل مدا
عمان عمان العز والبأس والفدى
ومهد البطولات التي تخلق المجدا
عمان وما أحلى عمان بمسمعي
تصب بها الأفواه في خاطري شهدا
ثِقي أننا أطواد عز وسؤددا
وأن علينا من جلال النُّهى بردا
خلقنا ولا زلنا كراما على المدى
نقي عرضنا بالروح إن حادثٌ جدّا
لنا شرف لا ينكر الدهر ذكره
تغلغل في أعماق أعماقه فردا
وما بالمنى نلنا الفخار على الورى
ولكن بفعل يصدع الحجر الصلدا
هدمنا كيان المعتدين ودمرت
صواعقنا من أضمر الغدر والحقدا
وقلنا وطلنا واعتلينا بعزمنا
وسدنا إلى أن ما وجدنا لنا ضدا
صفات كمال خصنا ربنا بها
فكانت لنا جسما وكنا لها جلدا
إذا حنّ رعد المدفعية قاصفا
تخر الجبال الراسيات له هدّا
ولاحت بروق الإنفجارات في دجى
حنادسِ سحب النقع تستمطر الجهدا
ترى بأسنا يزداد هولا وشدة
وأنفسنا تزداد في عمرها زهدا
وكلٌّ سيفنا غير أن فناءنا
عزيز مدى الأيام لا يقبل النقدا
لكل زمان سيخلق الله قدوة
مباركة منا تعلمه الرشدا
كقابوس في هذا الزمان وقبله
ألوف من الأقباس لم أحصهم عدا
وحسبي إذا أجملت في مديحهم
فقد كان قاموسا لهم جمع الحمدا
ومن ير مثلي فعله الفذ لم يجد
من القول والإكثار من ذكره بدا
تكنفه عرش الجلال فشب في
ذراه لكي يبقى لكف العلا زندا
كأن ضمير الدهر جاء به لكي
يكفر عن ذنب جنى قبله عمدا
فجاء وجاء الخير واليُمن والرخا
عمان فأضحى زهر أحلامها وردا
تعانق فيها الأنس بالنفس والمنى
بطيب الهنا والروح بالرّوح والأندا
فلا غرو إن غنت بلابل روضها
على أيكها المخضر مذ أصبحت خلدا
يروق لنا توصيفها غير أنه
من المستحيل الصعب لو نبذل الجهدا
إذا ما وصفنا بعض عمران دورها
عيينا بعمران العقول الذي جدا
وإن قيل ذا درب تسهل وعره
وجدنا طريق العيش أسهل ممتدا
بناء وعلم واقتصاد وصحة
وفقه وفن أصبحت للنهى عمدا
تحيط بها أسوار أمن متينة
قضى الله منها لاحتراس الحمى جندا
هنيئا هنيئا يا عمان بنعمة
نعمت بها بالا وفزت بها قصدا
فضيلة رب طيبت لك حاضرا
كماض قديم كنت في صدره عقدا
أرى الكون مشغوفا بحبك مولعا
بذكر هبات منك جاوزت الحدا
أما كنت من قبل التواريخ مصدرا
لكل نبيل يسعد السهل والنجدا
هل البحر ناسٍ أن ملكك داسه
وذللّه حتى غدا حره عبدا
تمشّيْتِ في محيطاته على
أساطيل حق دكّت البغي فانهدا
فأرسيت في شرق الورى وجنوبه
قواعد للإسلام سامية المبدا
وجاهدت في الرحمن حق جهاده
وهذا هو الأوفى لدى الله والأجدى
ونلت رضاء المصطفى وثناءه
ثناء كساك المجد أبيض لا يصدا
فأصبحت في فخرينِ فخرٌ ورثتِهِ
قديما وفخر محدث نلته كدّا
ألا فاشْمَخِرِّي وارفعي الرأس عاليا
كما كنت في سما العلا بندا
قرأناك في التاريخ ماغان تارة
وأخرى مزون المكرمات التي تسدى
وهذا دليل على أن ربعك لم يزل
مجال صراع للبطولات لا يهدا
حمى الأزد من قبل النبي محمد
حماك وكانوا لافتراس العدا أسدا
فما جبنوا عزما ولا وهنوا قوى
ولا ضعفوا رأيا ولا قصروا رفدا
ولما أتى داعي النبي إليهم
أجابوه طوعا لا اغتصابا ولا نكدا
فأشرق دين الله فيهم ولم يزل
إلى اليوم محروسا بأرواحهم يفدا
ومن يك نهج المصطفى السمح نهجه
يجد ورده عذبا ومضجعه وهدا
كمثل ابن زيد والربيع وجيفر
وعبد ألا أكرم بهم للهدى وفدا
وكعب وبشير والخليل ابن أحمد
ومازن والصلت الذي ما نبا حدا
فمن فحل علم نوّر الأرض علمه
إلى فحل حرب بأسه أصعق الأعدا
تربَّوا معا في حجرك الرحبو استووا
لكي يقِفوا في وجه من خفته سدا
كيحمدك الأحرار لله درّهم
ويعربك الأبرار كم فرّقوا حشدا
أضا برقهم في أفق مسقط حينما
تعطّش فيها الحق واستنجز الوعدا
فأمطر جند البرتغال مخائلا
من الويل والتدمير ما تركت وغدا
وأصبح حِصنا مسقط وكنوزها
مغانم للإسلام لا ترتجي بعدا
وعاد إلى أبناء يعرب حكمها
وعاد إليها أنسها بعد أن صدا
فما زال فيها بدرهم متألقا
إلى أن رأت من شمس أحمدها خدا
هنالك قال الله يا ابن سعيد رِث
وصُن وابن واستفتح وكن للندى مهدا
وَنم في جواري تاركا من بنيك في
أعز بلادي خير من يحفظ العهدا
سالم بن علي الكلباني
بواسطة: حمد الحجري
التعديل بواسطة: حمد الحجري
الإضافة: الثلاثاء 2020/06/02 06:10:46 مساءً
إعجاب
مفضلة


أعلى القصائد مشاهدة للشاعر
أعلى القصائد مشاهدة خلال 24 ساعة الماضية
انتظر معالجة القصيدة ...
جميع الحقوق محفوظة لبوابة الشعراء .. حمد الحجري © 2005 - برمجة وتصميم
info@poetsgate.com