هداهُ ربّيَ إنْ طارتْ بَلابلُهُ | |
|
| قلبٌ على العذلِ ماتُحصى طوائلُهُ |
|
عجائبُ الدهرِ لازالتْ تُصرِّفُهُ | |
|
| مِن مَبلِغِ الصَرْفِ عمَّا شاءَ عاذِلهُ |
|
وهو الذي جعلَ الواشينَ في طَربٍ | |
|
| ياويحَ قَلْبٍ على قَلْبٍ يُقابِلهُ |
|
قد يَشتُلُ الوُدَّ مابينَ العيونِ وما | |
|
| يَجني سِوى الصدِّ والهِجرانِ شاتِلهُ |
|
ودٌّ لِعينينِ لَو غالبْتُ يَغلبُني | |
|
| غُلبي بدمعيَ إنْ هلّتْ هوامِلُهُ |
|
في حُبِّ ذاتِ لَمىً أهوى بها أملاً | |
|
| ألقى لها رجُلاً قد رُجَّ كاهِلُهُ |
|
مِن حَملِهِ الهجرَ حتى لو تَحمَّلُهُ | |
|
| صُمُّ الدَكاديكِ لاندكَّتْ حواملهُ |
|
لولا اعتدالُ فتىً في الرأي لاعتدلتْ | |
|
| عيناهُ عن حُسنِها المعفوفِ باذلُهُ |
|
لولا العفافُ بها والحُسنُ يَألفُها | |
|
| ما ازدادَها وَلَهاً والحبُّ قاتلُهُ |
|
تأبى التَظاهُرَ بالتجميلِ عن ثقةٍ | |
|
| بأنها الحُسنُ مَعروفٌ شمائلُهُ |
|
فالوجهُ لا قمرٌ يكفي القياسُ بهِ | |
|
| والقدُّ لو ماسَ لا غصنٌ يُشاكلُهُ |
|
والعينُ أهدابُها ليلي وظلمتُهُ | |
|
| مِن تحتِها كوكبٌ شَعّتْ مَنازِلُهُ |
|
أشقى بطرفِ سوادِ الطرفِ لو نظرَتْ | |
|
| ويخجلُ الطرفُ لو طرفي يُخاجلُهُ |
|
والثغرُ دُرٌّ غميسٌ في مُدامتهِ | |
|
| صافٍ وذو شَبَمٍ والحقُّ باطلُهُ |
|
والريقُ ليسَ رَحيقُ الوردِ يُشبِهُهُ | |
|
| ولا جَنى النحلِ في طعمٍ يُماثلُهُ |
|
والصوتُ مثلُ غناءِ الطيرِ نغمتُهُ | |
|
| يَسبي العقولَ ويُصبي مَن يُغازلُهُ |
|
والجيدُ أَنْعمُ مِن بلّورةٍ صُقِلتْ | |
|
| سبحانَ مَن هوَ كالبلّورِ جاعلُهُ |
|
وموجَةُ الصدرِ تحتَ الثوبِ مائجةٌ | |
|
| كما يموجُ الثرى تبدو زلازلُهُ |
|
تسيرُ سيرَ البدورِ الغُرِّ في أُفُقٍ | |
|
| عندَ الغروبِ إذا جَنّتْ أصائلُهُ |
|
يا مَن تقولُ كفى، إنَّ المُحِبَّ وفى | |
|
| مُذْ زادَهُ كلَفا، بالوَجدِ شاغلُهُ |
|
فجحفلُ الشوقِ في الأحشاءِ أسيفُهُ | |
|
| ومَوقِدُ الحُبِّ في قلبي مشاعِلُهُ |
|
فيا فتىً قد ذَوتْ عيناهُ مِن حَزَنٍ | |
|
| كأنَّ آجِلَهُ بالموتِ عاجِلُهُ |
|
أَقصر فإنَّ زمانَ الوصلِ قد غَرُبَتْ | |
|
| شُموسُهُ وارعَوتْ هَجرًا رواحِلُهُ |
|
أَقصِر فما قصَّرَتْ حبلاً لها أبدا | |
|
| والهَمُّ هَمَّ وقد طالتْ سلاسِلُهُ |
|
أهوى المزارَ ولكنّي بلا أملٍ | |
|
| كالبحرِ يصدُمُ موجًا منهُ ساحلُهُ |
|
أهوى المزارَ ولكنّي أرى سُبُلاً | |
|
| قد كبّلَ السيرَ فيها عنهُ كابِلُهُ |
|
أدعو إلى اللهِ أنْ يُعمي نواظِرَهُ | |
|
| وصارمُ الموتِ في ليلٍ يُغافِلُهُ |
|
إنَّ المزارَ قريبٌ لو أردتُ لهُ | |
|
| سبيلهُ إنّما دوني غوائلُهُ |
|
يا أنجمَ الليلِ سيري واقتُلي ظُلَماً | |
|
| بالصبحِ إنَّ سُهادي طالَ ذابلُهُ |
|
كأنّما الليلُ قبرٌ في حنادسِهِ | |
|
| لِجلبِ آخِرتي مُدّتْ أوائلُهُ |
|
إنّ الإلهَ يرى كمْ في الفراقِ أذى | |
|
| وهو القديرُ على ماشاءَ فاعلُهُ |
|
فهل لِبثّي مع الأيامِ خاتمةٌ | |
|
| وللهوى إذْ يُخِفُّ العقلَ عاقلُهُ |
|
ألَيسَ فِيَّ مِن العشاقِ نارُهُمُ | |
|
| تكوي إذا ما الجوى كرَّتْ جحافلُهُ |
|
فكيفَ ليسَ يُؤاسيني لها أحَدٌ | |
|
| مِنهمْ وليسَ لِما بي ما يُشاكلُهُ |
|
ياطرقةَ البينِ في الترحالِ عن قمرٍ | |
|
| لم تعلمي بعدُ في عيني مآفلُهُ |
|
ديارُهُ يُغرِقُ الآماقَ منظرُها | |
|
| ويُمحِلُ القلبَ وهو اليومَ وابِلُهُ |
|
يا طرقةَ البينِ أنتِ اليومَ واهِمَةٌ | |
|
| لستُ الذي لو نأى تنأى مآمِلُهُ |
|
إنّ السلوَّ عنِ الإحبابِ يَخذُلُني | |
|
| خذلانَ موتٍ لذي عمرٍ يُطاوِلُهُ |
|
إنْ كنتِ عن أجملِ الأشعارِ سائلةً | |
|
| أنا الذي تَنظِمُ الأحلى أنامِلُهُ |
|
إذاأقولُ أنتهى قولي بمَقصَدِهِ | |
|
| قولاً فصيحاً مِن الأقوالِ ناخِلُهُ |
|
يَرقى بأحلى نساءِ الأرضِ في غزلٍ | |
|
| كادتْ تكونُ هوى الدنيا رسائلُهُ |
|
ودَلَّ فوقَ الذي يَلقى سِوايَ وما | |
|
| دلَّت لِدونِ الذي ألقى دلائلُهُ |
|
قلائدي في خيوطِ الخزِّ أنظمُها | |
|
| فمَنْ تقلَّدَها حارتْ عواذلُهُ |
|
قلائدي سُحبٌ أبياتُها شهُبٌ | |
|
| إذا أُجيزُكِ شِعرًا ماتَ قائلُهُ |
|