![]()
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
ادخل الكود التالي:
![]()
انتظر إرسال البلاغ...
![]() |
أتاني العيْدُ يا جَدِّي |
وما جفَّتْ دُميْعاتي |
ولم أفرحْ كما الأطفال في عُمْري |
ولم أهْنأْ بأوقاتي |
فذاك القصْفُ لم يتركْ لنا شيئًا |
فقد أفْنى عناويني، |
ولم يرحمْ مدافن أدْمُعي الثَّكلى، |
وأمواتي |
ولم يرأفْ بألواني، |
وفُرْشاتي |
إذا انتفضتْ على التَّهجير لوحاتي |
ولم يتركْ على الأوراق قافيتي، |
وأبياتي |
وهدَّمَ غلَّه حتى بناياتي |
هُنا تلك الدُّمى سبقتْ دُمَى |
مُسْتوطِني تلك العصاباتِ |
عشقْتُ الأرضَ مِنْ صفحات تاريخي ؛ |
فتكْتبني |
أنا المأساةُ مأساتي |
ولنْ أرتاحَ في ذاتي |
ألوِّنُ من أسى الحلْوى جراحاتي |
وأرسمُ فوق الأرض يوم الأرض |
مقْلاعًا، |
وطائرةً لنا ورقيَّةً |
تكفي لغاياتي |
فمُذْ لوَّنتُ خارطتي، |
تودِّعني مَسِيراتي |
وما كفَّتْ نداءاتي |
أنا أحكي إلى الزَّيتون |
أحلامى، |
وأوجاعي، |
حضاراتي |
أنا الأعرابُ تتركني لمُحتلٍّ |
يُهجِّرنا ويقتلُ حُلْمنا الآتي |
أنا في العيْدِ يا جَدِّي |
تحاصِرُني هُنا الأسْلاكُ، |
والتَّهويدُ، |
والتَّجويعُ، |
رُعْبُ الإنفجاراتِ |
وتفْزُعني مِنَ الأحلامِ محْرقةٌ لداناتِ |
فقد دفنوا بداوتنا |
تواريخي، |
فُتوحاتي |
وما اخترعوا سوى فتْوى مذاهبنا؛ |
ليشغلنا قتالٌ بيننا |
في الأشْهر الحُرُم المُميتاتِ |
هُنا في العيْدِ يا جَدِّي |
حُطامٌ فارشٌ حولي بخيْماتي |
وبارودٌ، |
وبارجةٌ لإحراقي، |
وإسْكاتي |
وسجنٌ يغلقُ الأبواب ؛ |
لو غنَّت يماماتي |
أنا طفلٌ تُشرِّدني قذائفُهمْ |
يُجرِّدني تفاوضُهمْ |
ولا أدري مساراتي |
إلام العِيْدُ ينسانى |
إذا فتَّحْتُ عند لقائنا يومًا ذراعاتي |
إلام الحرْبُ تُرْسلني لحتْفي في الممرَّاتِ |
وتسْلبني صحابي، |
بيْدري، |
زند الرِّجالاتِ |
فها صوتي كسرْبٍ من عصافيري، |
يردِّدُ رجْع أنَّاتي |
متى الأعْيادُ يا جَدِّي |
ستأتيني بأحلامٍ جديداتِ؟ |
متى تأتي بثوبٍ فيه تشْريقٌ |
وإبْصارٌ لغاياتي؟ |
فكم أشْتاقُ بيدرنا، |
وزيتوني، |
وأحبابي، |
وداراتي |
متى الأقْرانُ والصبيانُ تحت الدَّار تأتيني؟ |
وتصحبني لجيراني، |
وجاراتي |
متى تأتي تبادلني أراجيحي، |
صفافيري |
وبالونات آهاتي؟ |
متى تأتي تُمازحني بهنَّاتي؟ |
تذكَّرني بأيَّامٍ حبيباتِ |
وهل مددٌ سيأتيني جحافلهُ ؛ |
لينقذني |
يُعيدُ إليَّ إسْراءَ النُّبوَّاتِ |
يباركني ؛ |
لتحرير انكساراتِ. |