قُولا لبغدادَ كَفَاني كَفَى | |
|
| قد أُوغِلَ الرّمحُ بصَدرٍ ٍغَفَا |
|
شَبَّت بِهَا النارُ كنهرٍ هَفا | |
|
| هَبَّ كما السَّيْلُ إذَا مَا طفا |
|
عفواً، فبغدادُ أتاهَا الصَّدَى | |
|
| مِن وَحي تاريخٍٍٍ لَهَا قَدْ عفا |
|
قَد رَوَّتِ الْأَرْضَ دِمَاءٌ زَكَتْ | |
|
| واحمرَّ ذَا التربُ دماً مُرْعَفا |
|
هُبُّوا إلَى المَجْدِ فَلَيلٌ جَثَا | |
|
| قَد مَجَّهُ الْبَدْرُ خَبا وَانْطَفَا |
|
يَا رَاكِبَ الدِّين،عَدَاكَ الَمدى | |
|
| فالرَّكْبُ قَدْ سَارَ ضُحىً وَاخْتَفَى |
|
يَا قَائِدَ النَّاسِ، سَمِعْتَ الْبُكا؟ | |
|
| حَمّارَةَ الموتِ وَصَوتًا خَفا؟ |
|
يَا سَائِس الدِّينِ، أهذا الهُدى؟ | |
|
| بالقنصِ وَالْقَتْل بِمَا أزعَفا؟ |
|
قُوْلا لِبَغْدَادَ بِأَنَّا هُنا | |
|
| ،فِي ثَوْرَةِ الْخُبْز، ألا تُسْعِفَا |
|
قَدْ مَسَّهَا الضَّيْمُ وطالَ الأسى | |
|
| واقتَادَهَا ظُلْمًا عَبيدُ الْقَفَا |
|
كَانُوا مِنَ النَّاسِ كَعَبْدٍ هَبَا | |
|
| فاستعبدوا النَّاسَ بِمَا أَجْحَفَا |
|
بَغْدَادُ بِالْأَمْسِ عَرُوسٌ، مَهَا | |
|
| وَالْيَوْمَ بِالْمَوْتِ غَدَتْ مقْذَفَا |
|
مَا بَالُهُ النِّيلُ بِصَمتٍ حَبَا، | |
|
| كالعُربِ بِالْأَمْسِ، مَضَى وَاشْتَفَى |
|
فَالْعُرْبُ كالنِّيرِ بِذُلٍّ قَسَى | |
|
| لَا تَأْمَنِ الْقَوْمَ، ذِئَابَ الخَفَا |
|
فِي دِجْلَةَ الْخَيْرِ دِمَاءٌ لَنا، | |
|
| وَالظُّلْمُ فِي الْقَصْرِ بَدَا مُتْرَفا |
|
يَا سَائِسَ الْقَوْمِ دَعَتكَ الرُّبى، | |
|
| فِي ثَوْرَةِ الصَّبْرِ، فَكُنْ مُنْصِفا |
|
أَبْلَاهُمُ الْفَقْرُ شَبَاباً جَثا | |
|
| وَالْمَالُ فِي الْقَبْرِ بِهِ زُخْرِفا |
|
يَا لَيْلَ بَغْدَادَ وَنَجماً هَوى | |
|
| لَن يَخْضَعَ الْحُرُّ لِمَنْ أَرْجَفا |
|
لَا تَأْمَنِ الْحِلْمَ فَحِلْمُ الكَرى | |
|
| زِلْزَالُ فِي الْأَرْضِ مَتَى أَعْصَفَا |
|
قُولا لِبَغْدَادَ دَعَوْنا السَّما | |
|
| فَالْحَمْدُ بِالْعَوْدِ بِهِ يُكْتَفَى |
|
الصُّبْحُ مَرْهُونٌ بِطَرْدِ المَسَا | |
|
| قَد صَوَّتَ النَّاعِي، وَقَدْ أَشْرَفا |
|
يَا مُؤْنِسَ الرُّوحِ، وريَّ الظمَى، | |
|
| مَا يَصْنَعُ الشَّعْبُ بِمَنْ أَخْلَفا؟ |
|
رَيْحَانَةُ الْمَجْدِ وَمَعْنَى الوفا | |
|
| بغدادُنا الْأنْسُ وليلٌ صَفَا |
|
يَا نَبْعَةَ الطِّيبِ وَنشرَ الفضا | |
|
| قَد زانَكِ عِطْرًا شَذا الْمُصْطَفَى |
|