![]()
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
![]() |
حَلُمْنَا منذُ أنْ كُنّا، صِغَارًا، لا يُسَلّينَا
|
سَمَونَا، منذُ أن صِرْنَا، كِبَارًا، لا يُدانينَا
|
بَريقٌ مِنْ سَنَا الأيّامِ، فالأحلامُ تكفينا
|
حُنَينُ كان يَدفَعُنا، حُنَينُ كان يُلهِينَا
|
حُنَينُ كان يأتينا، ونُصغي حين يأتينَا
|
خَرَجنَا من فمِ التِّنّينِ، تَدفَعُنَا مآسينَا
|
وَرَدْنَا مَوضِعًا صعبًا، وقد ضاعتْ أَمَانينَا
|
ضَحِكنا ضِحكةَ المخدوعِ، عِشْنا والأَسَى فينَا
|
لَعِِبنا لُعبةَ التَّقوى، وَهَبنَا كُلَّ مَا فينَا
|
أُخِذنا، حيثُ صارَ الدينُ سَجّانًا، وإسفينَا
|
لَبِسْنَا ثَوبَهُ المخروقَ، من مَوْتٍ لِيَحْمِينَا
|
وكَانتْ دعوةُ الُمحتَلِّ، أن نُحيِي بَوادينَا
|
فرِحْنَا بعدَ أن كُنّا أسارَى في نَوَادِينَا
|
وكانت تلكََ دَعَوانَا، ودعوَى من يُؤاخينَا
|
فما كَفّتْ يَدُ التّخريفِ، بل هبّت تعَادينَا
|
ولا جَفّتْ يدُ الإرهابِ، بلْ جفّتْ مَآقينَا
|
ولم يبقَ سوَى التخريفِ، مزروعًا بوادينا
|
وهذا الفقرُ غَشّانا، أنيسًا في نوادينا
|
ديارٌ تلك في الأحياءِ، ما عادت لِتُؤْوينَا
|
وُعِدنا أنّنَا نَسْمُو، ونورُ العِلمِ يَهدينا
|
فصِرنا دون أدنى الناس ِوالتجهيلُ يَعمينا
|
وصارَ الشيخُ بين الناس ِجبارًا وقارونا
|
وصارَ المالُ، مالُ اللهِ، مخضُوماً ومخزونَا
|
وُعِدنَا عيشةً فُضلى فأصبحنَا قرابينا
|
وُعِدنَا أنّنا نحيا مُلوكًا أو سلاطينا
|
فصارَ الشّيخُ سلطانًا، وإقطاعًا وهارونَا
|
طَحَنّا عُمرَنا طَحنًا، بريقُ العيشِ يُغوينا
|
رغيفٌ كان يجمعُنَا، وحبٌ كان يسقينَا
|
شَدَوْنا شِعرَنا سِرًا، ولحنٌ باتَ يُشجينا
|
جَمَعنَا فقرَنَا جَمعاً، وكان القلبُ محزونَا
|
عِجَافًا مرّت الأيّامُ، دهرٌ كان ملعونَا
|
حَسِبنَا كلّ مَنْ يأتي الينَا، ينشُدُ الدّينَا
|
رضيعٌ لَم يجدْ أُمًّا، وشيخٌ باتَ مسكينَا
|
وطفلٌ باتَ في الأزبال، ِمنبوذًا، ومرهونَا
|
وتلميذٌ يَجِدُّ السّيرَ، مَتنٌ يبتغي لِينَا
|
أمانٍ كانَ يحمِلُهَا، بحُلْم ٍكانَ مَفْتُونَا
|
فعادَ الجّهلُ فَتّاكًا، وعادَ الوضعُ صِفّينَا
|
سَمِعنا ما يسلينَا، وآمالٌ تُنادينَا
|
وتُقنا نَحوَ مَاضينَا، جميلٌ كان ماضينَا
|
صبرنَا حين مَلّ الصبرُ، كادَ الصبرُ يُردينَا
|
جُلُودٌ ملّت ِالجَّلادَ، في سَوطٍ يُسلّينَا
|
خَرَجنا في أوان ِالصّمتِ، كان الصمتُ يُحيينَا
|
وعِشنَا بينَ مَاضينا، أكانَ الحُلْمُ يُغنينا؟
|
وَعُدْنَا بعدَ رَأبِ الصّدعِِ، محموداً تلاقينَا
|
حُنينٌ عَادَ في خُفٍّ وشعبي عادَ مسكينَا |