![]()
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
![]() |
ماذا تريد؟ |
من ضوئيَ المنسيِّ في صمتِ الوريدْ |
من يأسِ أحلامي التي ما عانقت إلا مواويلَ البريدْ |
ذاك البريدْ |
يقتاتُ من جمرِ انتظاري كلّما هطلَ الصقيعْ |
يقتاتُ من سأم اصطباري ريثما ألقى الربيعْ |
ولعله يطوي الرسائلَ برهةً |
ولعلني أخفي الزنابقَ آهةً |
ولعله ماضٍ إلى ميناءِ ذكرانا التي تاقت إلى دربي المعنّى والشريدْ |
ماذا تريد؟ |
فالليلُ كلّ الليلِ منسكبُ الأغاني كالحريقْ |
والنّايُ مرتبكُ العهودِ وقد غفت أنغامُه ثكلى يبعثرُها الطريقْ |
والفجرُ يسألُهُ الضّياءُ عن اللقاءِ إذا بدا وجهي يكابرُ سهدَهُ وهو الغريقْ |
والباب؛ ذاك الجرحُ في أسراره حبي الوحيد |
ماذا تريد؟ |
ما زلتَ تسألُني اذا نامت حكاياتُ السّهارى والجنون |
ما زلتَ تسألُني لماذا في النّوى أهَب النّجومَ حكايةً ملأى بعاصفةِ الظّنونْ؟ |
فيُجيبُكَ اليأسُ الذي سكنَ العيونْ |
ويُجيبُكَ الشّكُ الذي أدمى الشّجون |
ويُجيبُكَ الوردُ الذي ذبُلَت غصونُ ودادِه |
ويجيبك الحرف الذي تاهت سطورُ رشادِه |
إن البلاد بلا خطاك غريبةْ |
ولربما سرت الغيوم إلى مداك قريبةْ |
ولربما ما شئتَ أن أبقى بلا كتب الغرام حبيبةْ |
لكنني،يا كلّ أحلامي،فداك.. و ما الغياب؟سوى عذاب آسرٍ |
أو ما الغياب؟ سوى حضور جائر ٍ |
أو ما العذاب؟ سوى نصولٍ غائره |
ولربما ليس العذاب سوى نفوسٍ حائره |
مسجونةٍ بين المرايا والبريد |
في عتمة الشوق الطّريد |
ماذا تريد؟ |
ماذا أريد؟ |
أفهل أزيدُ وهل أعيدْ |
يا ليتك السّر المسافرُ في دمي |
أو ليتك الحرف الأخير على سطور تلعثمي |
يا ليتك الأضواء والأصداء والعمر السّعيدْ |
لكنّك الليل الذي أغرى زهوري بالذّبولْ |
أشقى فساتيني التي سامرتها شوق الوصولْ |
أبكى عناويني التي تاهت وأرّقها الذهولْ |
فتساءلتْ ماذا أقولْ؟ |
عن دمعة سكبت أريج الحبّ في عمر الفصولْ |
عن لوحة ذبلت بلا لون السّنابل والحقولْ |
أو رشفة جنّت بها الذكرى إلى شاي المساءْ |
من كفِّك المسكونِ حبًّا وانتشاءْ |
من طيفك المطوي خلف ستائري إذ عابثتها الريح في قلب الشتاءْ. |
حيث الليالي شيّدت من بردها جسرا يدفئه الحنين |
مرّت به الآهاتُ |
غصت به العبراتُ |
حارت به النظراتُ |
وتنهدت شوقا لعطر الياسمينْ |
فالياسمين رفيق درب العاشقينْ |
والياسمين نجيّ روح الحالمينْ |
يروي حكاياتٍ عن النّهر الوحيدْ |
يروي بقايا زقزقات الصّبح، ماذا قد دهاكْ |
ماذا دها الصّيف الذي زرع اليباب على خطاكْ |
واستنبت اليأس المكبل للنّدى كي لا أراكْ |
كي لا أرى صحراء عينيك التي خطفت ضريح الحب للجبّ البعيدْ |
عبث هواكْ |
موت جفاكْ |
وحقيبتي ملت جنوني كلما كان اللقاءُ بلا لقاكْ. |
أفهل أزيد وهل أعيدْ؟ |
ماذا تريدْ؟ |