![]()
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
![]() |
يَا الْمَهَاةُ الَّتِي طَفَرْتِ كَنَغْمَهْ
|
ثُمَّ أَوْغَلْتِ فِي الْهُبُوطِ كَغَيْمَهْ
|
سَحَبَتْ شَعْرَهَا، وَغَلَّقتِ الْبَا
|
بَ وَنَامَتْ .. شُجَيْرَةً مُسْتَحِمَّهْ
|
هَدَأَتْ ضَجَّةُ الْحَيَاةِ بِعَيْنَيَ
|
هَا وَحَطَّتْ رُمُوشُهَا فَوْقَ بَسْمَهْ
|
هَلْ أَتَمَّتْ كِتَابَهَا فَاسْتَرَاحَتْ
|
أَمْ تَوَلَّتْ وَلَمْ تَضَعْ فِيهِ كِلْمَهْ؟
|
يَا حُضُوراً وَغَيَّبَتْهُ الْمَنَايَا
|
يَا خُيُولاً وَأَصْدَأَتْهَا الأَزِمَّهْ
|
مَنْ تُرَى فَزَّعَ الطُّيوُرَ فَمَاتَتْ
|
رِعْشَةُ اللَّحْنِ فِي تَعَارِيشِ كَرْمَهْ؟
|
كَانَتِ الشَّمْسَ فِي يَمِينِي نَهَاراً
|
كَانَتِ الْبَدْرَ فِي شِمَالِي وَنَجْمَهْ
|
رَاوَدَتْهَا الْحَيَاةُ عَنْ سِرْبِهَا فَانْ
|
فَرَطَتْ مِنْهُ فِي بِدَايَاتِ ضَمَّهْ
|
فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ
|
وَرْدَةً كَالدِّهَانِ وَالأَرْضُ فَحْمَهْ
|
سَوْفَ تَدْرِي، وَسَوْفَ أَدْرِي بِأَنَّا
|
نَوْرَسٌ ضَلَّ فِي تَبَاشِيرِ عَتْمَهْ!
|
هَذِهِ لَيْلَةٌ لِلنَّزِيفْ! |
لِلْمَصَابِيحِ فِيهَا اشْتِهَاءٌ إِلَى الضَّوْءِ .. |
لِلرِّيحِ فِيهَا انْتِحَابٌ مُخِيفْ |
بَاغَتَتْنِي الْعَصَافِيرُ تَحْتَ السَّوَادِ .. |
وَنَقَّرَتِ الصَّدْرَ .. |
فَانْبَجَسَتْ دَفْقَةٌ ضَوَّأَتْكِ .. |
فَبَانَتْ عُيُونُكِ تَحْتَ النِّقَابِ .. |
فَكَيْفَ انْزَرَعْتِ أَمَامِي .. |
وَلا خُطْوَةٌ .. |
لا حَفِيفْ!! |
قَاتِمٌ مَا أُجَاهِدُ فِي دَفْعِهِ عَنْ عُيُونِي .. |
تَسَمَّيْ .. وَكُونِي .. أَكُنْكِ .. |
تَسَمَّيْ وَجَلِّي عَنِ الشَّفَتَيْنِ الضَّبَابَ .. |
لأُدْرِكَ طَعْمَ الْقِطَافِ .. |
وَأَيْنَ يَقَرُّ الْفُؤَادُ الْقَطِيفْ! |
بَسْمَةٌ .. |
وَكِتَابٌ .. |
وَقَلْبٌ شَفِيفْ! |
هِيَ كُلُّ حَصَادِي مِنَ الرُّبْعِ قَرْنٍ .. |
وَجَيْشٌ مِنَ الْحُزْنِ .. |
يَسْكُنُ هَذَا الْبَنَاءَ الضَّعِيفْ! |
فَلِمَاذَا تَسُلِّينَ كُلَّ الْوُجُودِ سُيُوفَاً عَلَيَّ .. |
وَأَلْقَاكِ ضَاحِكَةً فِي انْسِحَاقِي .. |
وَمِنْ خَلْفِيَ النَّخْلُ يِنْشُجُ وَسْطَ الْحُقُولِ .. |
وَأَطْلالُ رِيفْ!! |
وَلِمَاذَا أَرَاكِ .. |
وَقَدْ هَجَرَتْنِي النَّوَارِسُ لَيْلاً .. |
وَأُفْرِدْتُ صَبَّارَةً .. |
تَفْتَحِينَ لِيَ الْبَابَ .. |
كَيْ أّحْتَمِي مِنْ صَقِيعِ الْمَسَاءِ الْكَثِيفْ؟! |
. |
مَنْ تُرَاكِ؟! |
وَمَاذَا تُرِيدِينَ مِنِّي؟! |
وَقَدْ حَذَّرَتْنِي الْقَنَادِيلُ مِنْ طُرُقَاتِكِ .. |
قَدْ حَرَّضّتْنِي الشُّجَيْرَاتُ ضِدَّ ثِمَارِكِ .. |
وَالْجِنُّ نَحْوَكِ تُلْهِبُنِي .. |
أَقْتَفِيكِ .. |
وَآَتِيكِ مُشْتَعِلاً بِبَرِيقِ السُّيُوفْ!! |
خَائِفٌ مِنْكِ حَتَّى احْتِبَاسِ الْعُرُوقْ! |
خَائِفٌ مِنْ عَصَاىَ الَّتِي تَتَلَوَّى بِكَفِّي .. |
وَتَسْعَى تِجَاهَ الْبُرُوقْ! |
خَائِفٌ .. |
وَأَنَا الْقَرَوِيُّ الَّذِي اعْتَادَ حَمْلَ التَّمَائِمِ .. |
كَمْ بِتُّ مُرْتَعِبَاً مِنْ حَكَايَا الْعَفَارِيتِ .. |
فِي أُمْسِيَاتِ الْخَرِيفْ! |
. |
خَائِفٌ مِنْكِ!! |
يَا رُبَّمَا كُنْتُ أَلْقَاكِ .. |
فِي الْخَوْفِ أَشْهَى |
وَفِي اللَّيْلِ أَضْوَى |
وَفِي الْبُعْدِ أَبْهَى |
فَهَلْ عَلَّمَتْنِي الْقُرَى .. |
أَنَّ أَشْهَى الثِّمَارِ بِأَعْلَى الْغُصُونِ؟! |
وَهَلْ عَلَّمَتْكِ خُطَايَ .. |
بِأَنِّي سَآَوِي إِلَيْكِ .. |
وَلَوْ يَمَّمَ الْقَلْبُ شَطْرَ الْحُتُوفْ؟! |
هَذِهِ نَارُ لَيْلَى! |
وَلا قَبَسَاً جِئْتُ أَبْغِي .. |
فَمِنِّيَ يَقْبِسُ كُلُّ الأَحِبَّةِ جَمْرَاتِهِمْ .. |
فِي اللَّيَالِي .. |
. |
فَيَا قِبْلَةً عِشْتُ أَحْمِلُهَا فِي الضُّلُوعِ .. |
وَأَسْعَى بِهَا: |
زَمِّلِينِي .. |
اقْتُلِينِي .. |
ابْعَثِينِي .. |
خُذِينِي .. |
فَهَذَا مَسَاءُ التَّجَلِّي .. |
وَذِي لَيْلَةٌ لِلنَّزِيفْ! |
هَذِهِ لَيْلَةٌ كَمْ تَشَوَّفْتُهَا مِنْ قٌرُونٍ .. |
وَهَا أَنَا أَحْيَا اشْتِعَالَ التِّلالِ كُرُوماً .. |
وَأَشْهَدُ كَيْفَ يُشَفِّعُنِي الْكَوْنُ .. |
فِي الْوَجَعِ الآَدَمِيِّ .. |
فَأَبْكِي .. وَأَبْكِي .. |
إِلَى أَنْ يَحُطَّ السَّحَابُ .. |
وَفِي رَاحَتَيْهِ الزَّمَانُ الْوَرِيفْ! |
يَا طُوَى الْعَاشِقِ الْوَثَنِيَّ! |
هَا أَنَا قَدْ تَرَجَّلْتُ .. |
ثُمَّ عَقَرْتُ الْمَطِيّْ! |
هَا أَنَا قَدْ خَلَعْتُ نِعَالِي .. |
وَجِئْتُكِ مُشْتَمِلاً بِجِرَاحِي .. |
وَصِحْتُ: |
إِلَيَّ .. |
إِلَيّْ! |
لَيْسَ وَقْتُ التَّأَبِّي .. |
فَقَدْ صِرْتُ فِيكِ كَمَا عِشْتِ فِيَّ .. |
عَذَابَاً خَفِيَّاً .. |
وَعِشْقَاً خَفِيّْ! |
فَتَجَلِّي!! |
فَقَدْ دُكَّ فِي صَيْحَتِي جَبَلٌ .. |
وَتَنَزَّلَ رَوْحْ! |
. |
وَاقِفٌ فِي سُقُوطِ النَّصِيفِ .. |
وَمَا بَيْنَنَا غَيْرُ هَذِى الرِّمَالِ .. |
وَرَايَاتِ جُرْحْ! |
وَاقِفٌ أَتَحَدَّاكِ: |
عَيْنَاً.. لِعَيْنٍ |
وَفَيْضَاً .. لِفَيْضٍ |
وَبَوْحَاً .. لِبَوْحْ!! |
وَحْدَكَ الْمُنْتَمِي |
وَأَنَا لِلْجَمِيعْ |
فَانْسَحِبْ مِنْ دَمِي |
أَنْتَ لا تَسْتَطِيعْ!! |
اِجْتَبِينِي فَقَدْ أَسْتَطِيعُ مَعَ الرِّيحِ صَبْرَا |
حِينَمَا كُنْتَ ذَاكَ الْغُلامْ |
اِجْتَبَتْكَ الْيَمَامَةُ عَاشِقَهَا |
غَارَ مِنْكَ الْيَمَامْ!! |
أَطْلِقِينِي مَعَ الْفَجْرِ مَوَّالَهُ .. |
حَيْثُ لا أُذُنٌ سَمِعَتْ رِحْلَةَ الْعِطْرِ .. |
مِنْ وَرْدَةٍ فِي نُعَاسِ الْحُقُولْ!! |
حِينَمَا كُنْتَ ذَاكَ الصَّبِيّْ |
أَوْفَدَتْكَ الْقَصَائِدُ عُصْفُورَهَا |
ضِعْتَ فِي حُزْنِكَ الْمَوْسِمِيّْ! |
أَوْقِفِينِي نَخِيلاً عَلَى عَتَبَاتِ الْمَدَى |
تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ أُغْنِيَاتِ الْفُصُولْ!! |
وَحْدَكَ الْمُنْتَمِي |
وَأَنَا لِلْجَمِيعْ |
فَانْسَحِبْ مِنْ دَمِي |
أَنْتَ لا تَسْتَطِيعْ!! |
أَنْتَ لا تَسْتَطِيعْ!! |