وَقَفَ الحسينُ على الثرى يَتأمَّلُ | |
|
| جُثَثاً هَوَتْ فَوقَ البَسيطةِ قُتِّلوا |
|
نادى فَلَمْ يَلْقَ الجَّوابَ لِنُصرَةٍ | |
|
| وَهوى على التُّربِ المُخَضَّبِ يَسألُ |
|
أ تُرابُ أينَ أحبَّتي؟ أَ لَمِسْتَهُمْ؟ | |
|
| أينَ الكفيلُ لِزينبٍ مَنْ يَكفُلُ؟ |
|
أينَ الضَّياغِمُ لا أرى لِقوامِهِمْ | |
|
| إلّا الاسنّةَ في الحشا تَتَخلَّلُ |
|
أَوَلَمْ أقُلْ يا صُحْبَتي في لَيلِكُمْ | |
|
| فُروا فَعَنْ مَوتي ظَلامٌ يَفصِلُ |
|
فَبُعِثتُ مِنْ رَبِّي رَسولاً فيكُمُ | |
|
| هي ساعَةٌ وَيَموتُ حتَّى المُرسَلُ |
|
فَمَشى الأبيُّ وذو الفِقارِ بِكفِّهِ | |
|
| وَبِربِّ أحمَدَ جَدِّهِ يَتَوكَّلُ |
|
فأَتَتْهُ زَيْنَبُ بالجَّوادِ وإنَّها | |
|
| جَعَلَتْهُ يُظْهِرُ صَدرَهُ فتُقَبِّلُ |
|
صَدرَاً عَلَيهِ الخلقُ تلطِمُ صدرَها | |
|
| حُزْنَاً لِمَنْ بِدِمائِهِ مُتَجَدِّلُ |
|
رَمَقَ الفُراتَ وعُذرهُ بِوَداعِ مَنْ | |
|
| بِوداعِهِ أيّوبُ لا يَتَحَمَّلُ |
|
دَخَلَ النِّزالَ وَرِيثُ حَيدرَ مُفْرَداً | |
|
| والمَوتُ أصْبَحَ كَالنَّدى هو يَهْمِلُ |
|
سَقَطَ الحُسينُ وَتِلْكَ آخِرُ قِصَّةٍ | |
|
| تُتْلى وَرَأسُ السِّبْطِ ذاكَ يُرَتِّلُ |
|
أَينَ الرَّسولُ عَنْ الطّفوفِ وفاطِمٌ | |
|
| أَينَ الَّذي بِفَقارهِ يَتَرَجَّلُ |
|
أَينَ ابنُ أُمِّيَ هَلْ يُشَيِّعُ في الفَلا | |
|
| جِسْماً هَوى وَمِنَ الدِّماءِ يُغَسَّلُ |
|
قُمْ مِنْ بَقيعِكَ كَي أراكَ بِكَربَلا | |
|
| وِبِكَ العُيونُ مِنَ اللِّقا تَتَكَحَّلُ |
|
سَاءَ الزَّمانُ بِنا وَفُرِّقَ شَمْلُنا | |
|
| في نينوى جسمي تراهُ يُعَلَّلُ |
|
قَطَعَ التُّرابُ وِصالَنا فَبِطِيبَةٍ | |
|
| عِنْدَ النَّبِيِّ وِصالُنا هو يُوصَلُ |
|
فَلَأشْكينَّكَ يا تُرابُ لِخالِقي | |
|
| فَأحبَّتي مِنْ دُونِ دَفنٍ أُهْمِلوا |
|
وَلأشْكِينَّ المَوتَ عِنْدَ مَلِيكِهِ | |
|
| وأسيلُ دَمْعي لِلَّذي هو يُثْكَلُ |
|
ما ماتَ مَنْ بِأَبيهِ أُكْمِلَ دِينُنا | |
|
| وَبِجَدِّهِ دِيْنُ الإلهِ مُكَمَّلُ |
|
ما ماتَ حَقٌ إذْ يُسارُ بِهِ وَلا | |
|
| عَجَزَتْ شَجاعَةُ قَتْلَ مَنْ هو يَجْهَلُ |
|
فَعَجِبْتُ لِلدُّنيا وَقَدْ غَدَرَتْ لِمَنْ | |
|
| لَولاهُ ما خُلِقَتْ ولا هي تُكْمَلُ |
|
أدرَكتُ أنَّ اللهَ يَفْعَلُ إِنْ يَقُلْ | |
|
| لِلشِّيءِ كُنْ فاللهُ حَتْمَاً يَفْعَلُ |
|