يا مَنْ ذَكرتَ السِّبط في أَرضِ البَلا | |
|
| أحزنتَ نَفسي مُذْ قَرأتَ لِكربلا |
|
يا شيخَ شِعري قَدْ رَثيتُكَ بَعدما | |
|
| قَلبَ البتولِ فديتَهُ مُذ جُدِّلا |
|
وَدَّعتَ دجلةَ والفراتَ بغربَةٍ | |
|
| وَرَفَعتَ كفَّكَ بالوَداعِ إلى المَلا |
|
ورَجعتَ تأمُلُ ابنَ طالِبَ نظرةً | |
|
| تَروي لهُ جِسماً خَضيباً قَدْ خَلا |
|
فَرأيتَ أنَّ السِّبطَ سيِّدُ جَنَّةٍ | |
|
| وأردتَ أنْ تَرقى إليهِ الى العُلا |
|
فَذكرتَ سَعيَ الطَّفِ قُربَ ضَريحِهِ | |
|
| وإذا بِخنصرهِ القطيعِ مُرمَّلا |
|
فلِما عَرضتَ ولَم تَشُدَّ بكفِّهِ | |
|
| لِتُقَبِّلَ الكَفَّ الذي قد أَقبَلا |
|
وإذا نَظَرتَ فَسَوفَ تلقى سَيفَهُ | |
|
| وكذا رَضيعاً والحسينُ على الفَلا |
|
فَقَبلتُ عُذراً مِنْ عيونِكَ كاهِلاً | |
|
| مِنْ أنْ تَرى شَمساً تُضيءُ بِكربلا |
|
فَبَدأتَ تَنشُدُ في رحابِ إمامِنا | |
|
| آمنتَ حُبَّاً بالحسينِ مؤمِّلا |
|
لتقولَ ذا وجهُ النبيِّ محمَّدٌ | |
|
| ونجومُ ليلٍ والهِلالُ إذا علا |
|
الحقُّ مشكاةٌ ومصباحٌ بها | |
|
| كالشَّمسِ تُطفِئُ لَيلَها وبِها انجلى |
|
ما خابَ مَنْ جَعَلَ الوِصالَ بحبِّهم | |
|
| هَلْ للعيونِ بِأنْ تُظمِّأ مِنهلا |
|
عَجَبَاً لِمَنْ عَرَجَ السَّماءَ بِرُمحِهِ | |
|
| وَعلى القنا جابَ البلادَ مُرَتِّلا |
|
صُحُفَ الرِّسالةِ والمترجمُ حَيدرٌ | |
|
| خَلَفُ النَّبيِّ ورابعٌ قد أوِّلا |
|
والله يُشهِدُ لِلورى مَنْ مِثلَهُ | |
|
| يَحظى بِمنزِلةِ الرَّسولِ الى العُلا |
|
لكنَّ قوماً لِلجّهالةِ تَرتَضي | |
|
| والدِّينُ باقٍ بِالجَّهالَةِ مُبتلى |
|
فَبَكيتَ تَرجو أنَّ رأسَكَ يَعتلي | |
|
| بَدلَ الحسينِ وكلَّ جِسمِكِ فُصِّلا |
|
نِعْمَ الفِداءُ وَلَو فَدَيْتَ دِماءَهُ | |
|
| لَدُفِنْتَ فَخْراً بَل دُفِنْتَ مُكلَّلا |
|
يا صاحِبَ النَّخلِ الذي كرّمتَهُ | |
|
| قَرناً وَقَبرُكَ قُربَهُ مُتغزِّلا |
|