شُدَّ الرِّحالَ فَما لِعُمرِكَ مَورِدُ | |
|
| فغداً تُسافِرُ والمُسافِرُ يَنشُدُ |
|
إنَّ الحَياةَ وإنْ تعاظَمَ رِزؤها | |
|
| فاللهُ يَبْقى والخَلائِقُ تَنْفَدُ |
|
أَولَمْ تَرى أنَّ المَنيَّةَ بَغْتَةٌ | |
|
| لا ساعَةٌ تَدنو وَلا تَتَبَعَّدُ |
|
هذي حِبالُ المَوتِ تَسْمَعُ قولها | |
|
| قَدْ جاءَك المَوتُ القَريبُ الأوعَدُ |
|
الحَتْفُ يأتي والقُلوبُ خَوافِقٌ | |
|
| أَينَ المَفَرُّ وأَينَ مِنْهُ المُنْجِدُ |
|
أَغْرَتْ بِكَ الدُّنيا لِحُسْنِ جَميلِها | |
|
| إِنَّ الجَّميلَ كما القَبيح لَأسْوَدُ |
|
أمّارَةٌ بالسُّوءِ تُؤمِنُ غَدْرَها؟ | |
|
| فَالغَدْرُ في أَصلابِها يَتَجَدَّدُ |
|
هذي السَّعيرُ مِنَ الأنامِ وقودُها | |
|
| فيها البغيُّ ولا سَبيلَ فَتُخْمَدُ |
|
بِئْسَ المَصيرُ عَذابَ قَبْرٍ بَعْدَها | |
|
| تُسْقى بِماءِ المُهْلِ أَنْتَ وَتُجْلَدُ |
|
مَرَّتْ على الأجداثِ كلُّ قَرابتي | |
|
| والخِلُّ يبكي والأحبَّةُ أَنْشَدوا |
|
حينَ انْتَهوا داروا إِليَّ ظُهورَهُمْ | |
|
| وَتَفَرَّقوا وَعَلِمْتُ أَنّي مُفْرَدُ |
|
لَيْتَ الزَّمانَ يَعودُ يَوماً واحِداً | |
|
| لِأُكفِّرَ الذَّنْبَ العَظيمَ وأَسْجُدُ |
|
للهِ في لِيْلٍ يُشابِهُ لَيْلَتي | |
|
| تِلْكَ الَّتي فيها بِقَبْريَ أَرْقُدُ |
|
إنْ كُنْتَ لِلأموالِ تُجْهِدُ جَمْعَها | |
|
| انْظُرْ فَقَدْ وُرِثَتْ وَأَنْتَ مُجَرَّدُ |
|
اِعْمَلْ لِيَومِكَ لا حِسابَ لإمرئٍ | |
|
| فَغَداً بِقَبْرِكَ مُذْ أَراكَ تُمَدَّدُ |
|
يأتيكَ مَلْكٌ في الحِسابِ مُسائِلاً | |
|
| والأهلُ والأصحابُ عَنْكَ تَبَدَدُ |
|
أمّا إذا لِلْحَقِّ لَمْ تَكُ صادِقَاً | |
|
| يَومَ الحِسابِ هُناكَ جِسْمُكَ يَشهَدُ |
|
حَقَّاً بَدا لِلْمَوتِ مَوعِظَةٌ لَنا | |
|
| فَبِهِ السَّعيرَ أو الجِّنانَ نُخَلَّدُ |
|
اُمْرُرْ على نَهْجِ الصِّراطِ بِصرْخَةٍ | |
|
| إِنّي لِآلِ البيتِ باقٍ أَنْشُدُ |
|