أَحكَمْتُ جُرحَكَ فالدِّماءُ بُحورُ | |
|
| سالتْ وقد جَفَّتْ لَدَيَّ سُطورُ |
|
سَلَّمتُ أمريَ لِلإِلهِ بِكَربلا | |
|
| مُذ أنْ هوى فوقَ التُّرابِ شُبَيرُ |
|
أَفَما رَأيتَ السَّهْمَ نامَ بِصَدرِهِ | |
|
| وَكَذاكَ نامَ الخَدُّ وَهْوَ عَفَيْرُ |
|
فَبَكَتْ رِمالُ الطَّفِ فِتياناً خَلَتْ | |
|
| كَالوردِ لكِنْ لا يَموتُ عَبيرُ |
|
أجسادُ صَحْبٍ كالنّجومِ تَناثَرَتْ | |
|
| والبَدرُ كافِلُ زَينَبٍ مَطبورُ |
|
ناموا كَأصحابِ الرَّقيمِ على الثَّرى | |
|
| وَتَقَلَّبوا ذاتَ القَنا وَأُديروا |
|
عَلَّمْتَنا مَعنى الفِداءِ مُجاهِداً | |
|
| أَفْديكَ نَفْسي والدِّماءُ تَثورُ |
|
وَلَقَدْ دَعَوْتَ المَوتَ حينَ دَنَوتَهُ | |
|
| فَرَآكَ تَرْقَبُهُ وَأَنْتَ بَشيرُ |
|
أَوْقَفْتَ دائِرَةَ الوجودِ لِأنَّها | |
|
| دارتْ ورُمحُكَ في الفلاةِ يَدورُ |
|
يا ساقِياً مِنْ نَهْرِ عِلمِكَ أكؤساً | |
|
| حَتَّى ارتَوتْ مِنْ ذي الكؤوسِ ثُغورُ |
|
فالجُّرحُ يَحكي بَلْ يُسائِلُ حينَما | |
|
| قُتِلَ الحُسينُ وَجِسْمُهُ مَهجورُ |
|
ماذا إِذا لِلجِّسمِ جاءَ مُحَمَّدٌ | |
|
| يَسْعى وَرَأسُكَ في الوَغى مَنْحورُ |
|
لَلَقى ابنَ جَوشَنَ فَوقَ صَدْرِكَ جالِساً | |
|
| ما إِنْ يَحُزُّ وَيَعْتَلي التَّكْبيرُ |
|
اللهُ أكبرُ مِنْ أُناسٍ قَدْ رَمَتْ | |
|
| قَلبَ البَتولِ وإِنَّهُ مَنْثورُ |
|
كيفَ الحُسينُ على التُّرابِ مُمَزقٌ | |
|
| مِنْهُ الرِّدا وَالشِّمْرُ ذا مَسْرورُ |
|
بَلْ كيفَ أنشَدَ رأسُهُ وَعلى القَنا | |
|
| سُوَراً كيحيى فالحسينُ نَظيرُ |
|
لَمْ يَكْتَفِ رَأسُ الحُسينِ تِلاوَةً | |
|
| إلّا إلى وجهِ العليلِ يُشيرُ |
|
والآنَ قَدْ شَهِدَ الفَقارُ فَلَمْ يَكُنْ | |
|
| فَرْقُ الوَصِيِّ عَنَ الشّهيدِ كَبيرُ |
|
فَحُسامُ حَيدرَ في المَعارِكَ غالبٌ | |
|
| ما دامَ باقٍ سَيْفُهُ مَشْهورُ |
|
فَعَليُّ يُقتَلُ ساجِداً وَحُسينُهُ | |
|
| مِنْ غَدْرِ مَنْ غَدَرَ الوَصيَّ أسيرُ |
|
قَبَّلتُ صَدْرَكَ يا ذَبيحُ فليتني | |
|
| كُنتُ الذَّبيحَ وإنَّني المَقْبورُ |
|
يا رَونقاً يَنسالُ مِنْ نَظراتِهِ | |
|
| فَيضُ المَحبَّةِ في الوَرى مَشْهورُ |
|
دَعْني أرى لِلشِّعرِ ما لَهُ بازِغٌ | |
|
| ماذا أَقولُ وَهَل أنا مَسحورُ |
|
جَنَّنتَ عَقْلي يا حُسينُ كَعابِسٍ | |
|
| إنَّ الحَبيبَ لِمَنْ هَوى مَعْذورُ |
|
رُبّانُ عِشْقٍ لِلنَّجاةِ سَفينَةٌ | |
|
| إذْما دَنَتْ لِلعاشِقينَ سَعيرُ |
|
لا تَندُبَنَّ العَينَ إنْ شُغِلَتْ فَذا | |
|
| قَلْبي جِوارُكَ والمُحِبُّ يَزورُ |
|
قَرَّرتُ أنْ أبقى بِاسْمِكَ لاهِجاً | |
|
| يَومَ الحِسابِ وإنَّني لَفَخورُ |
|