بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
إرسال
انتظر إرسال البلاغ...
إغلاق
لقاء الماغوط
هكذا يذوي الشبابْ
في خريفٍ من عذابْ
لم يعدْ في القلبِ حسٌّ
كلُّ ما في القلبِ ذابْ
أنا صوتٌ في زماني
ليسَ يجديهِ جوابْ
ضَاعَ عُمري في شبابي
ضاعَ من عمري الشَّبابْ
كلَّما شاهدتُ ظلَّاً
يختفي مثلَ السرابْ
وإذا الغيمُ توَلّى
يغمرُ الفجرَ الضبابْ
كلُّ ما في الكونِ شكٌّ
كلُّ ما فيهِ ارتيابْ
فإذا ما غبتُ قولوا
من سماءِ العمر غابْ
كان نجماً في ظلامٍ
عادَ من أرضِ الخرابْ .
أحبُّ فيكَ الآهْ
مفيد فهد نبزو
علقة الحرف تمتصُّ دمي،
وأنا شجرةٌ نسغها الدموع
ما للبحار تجمَّد الملح بها
كم ذقتُ طعمَ الملح، والجرحُ يا للجرح؟!
دواؤنا وداؤنا سواء
هواؤنا وماؤنا سواء
رجاؤنا وموتنا سواء
الله يا ماغوط لو يعلمونَ الهمَّ
حجمَّ الهمِّ
ما كانوا يسمعون
ما كانوا ينسلون في هزيمة الصدى،
ونكسة الحنان
لو يدركونَ نكهة الحرية
ما علَّموا الحروف أن تعاقرَ الحرمان
بالعقم، وتمتطي الهواء
محمد الماغوط يا شاعرٌ قداسةٌ رؤاهْ
أحبُّ فيكَ الآهْ، وأعشقُ الجنون
ولدتَ بالشقاءِ والحرمان،
ومهنة التسكُّع العمياءِ ما تزالُ مهنتك
هل خلَّصَ الإدراكُ والوعيُ بيوم ٍلعنتك؟! .
تغيبُ في الشروق، وتشرقُ المغيب،
وأنت مثلُ موجةٍ مغلولةٍ بالمدّ،
مغلولةٍ بالجزرْ
والبحرُ ما يزال ذاك البحرْ
وأنت يا جوهرةٌ مخفيَّةٌ مرميَّةٌ بالقعرْ
وأنت يا نعشٌ من الحروف ماذا يفيدُ الزهرْ؟!
من ذاقَ طعمَ الموتِ مرتين،
حياتهُ سُدى، ووجههُ خارطة الضياعْ
اللهُ يا ماغوط يا رسالة الصحراءْ
رمالنا مسبيَّة بالريح والعواصفِ الهوجاءْ
وبابُنا مفتوحُ كي تصبَّ فيه لعنة السَّماء .
مفيد فهد نبزو
كانَ اللقاءُ الأوَّلُ مع الشاعر الكبير : محمد الماغوط
في فندق الشام يوم الخميس 7-7- 1993-
وبعد الحديث معهُ أحببتُ أنْ أسمعَهُ معاناتي، وقلتُ لهُ : قدْ لا تكونُ معاناتي بحجم معاناتك ولكنْ .... ، فأحبَّ أنْ يسمعَ وأسمعتهُ وقتئذٍ : أرض الخراب ثمَّ أحبُّ فيكَ الآهْ .