بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
إرسال
انتظر إرسال البلاغ...
إغلاق
عيناكِ والقبلُ
عيناكِ يحلو فيهما الغزلُ
والليلُ والإبحارُ والأملُ
الشعرُ من عينيكِ عبقرهُ
والليلُ مثلي عَاشِقٌ ثملُ
خداكِ لا وردٌ ولا قمرٌ
خدان يطفرُ منهما الخجلُ
والشَّعرُ شلالٌ وجدولهُ
حرٌّ على الكتفينِ مُنسدلُ
عَيناكِ لا كحلٌ يزورهما
الفجرُ من عينيكِ يكتحلُ
والثغرُ شَهدٌ طيِّبٌ عسلٌ
قولي مَتى يُجنى بهِ العَسَلُ؟!
أو عانقيني قبلة ً فأنا
قلبي كتومُ السِّرِّ لو سألوا
عيناكِ بحرٌ مَوجهُ حُلمي
وأنا شراعٌ كيف يَرتحلُ؟!
يا حلوتي يا وجهَ أمنيتي
الوجهُ وعدٌ مُشرقٌ خضلُ
والصُّبحُ في عينيكِ زارهُمَا
هاروتُ ربُّ السِّحرِ يَبتهلُ
لا تبخلي بالحبِّ سيِّدتي
إنَّا لأديان ِ الهوى رُسُلُ
كمْ حلوة ٍ عذراءَ باركها
قلبي وكانَ الشعرُ والزجلُ
ما ماتَ مَنْ عاشَ الهوى غزلا ً
إنَّ الحياة َالحبُّ والقبلُ
مفيد فهد نبزو
غزلية بدأتها بالعينين الآسرتين ، ثم انتقلتُ إلى الخدين اللذين يلونهما حمرة الخجل ، والشعر المنسدل كالشلال ، والثغر الذي يذوب فيه الشهد والعسل ، وبعدئذ التحرُّق للقاء يزهر الحب به بقبلة سرِّيَّة بعيدا ً عن أعين الرقباء ، لأن الشاعر شراعٌ تائهٌ في خضمِّ بحر الحياة ، ويبارك العاشقين بأشعاره وأزجاله ، ولذا يختصر الحياة بالحبِّ الذي ينعشُ الروحَ بالقبل ، فما أشقى الذي لا يبالي بالغزل ، ولا يخفق قلبه ويطير بالحب . إنها دعوة صادقة من عاطفة ذاقت الحرمان والأسى والجفاء ممن تعلَّقتْ بالغنى المادي ناكرة وهج المشاعر والغنى الروحي فكانت غربة الأحاسيس التي فجَّرتْ هذه القصيدة .