![]()
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
![]() |
هذا الضريحُ من الحجارةِ أمْ ضريحُك من شعورْ
|
كلٌّ معَ الدنيا يدورُ وأنتَ في فلكٍ تدورْ
|
إنِّي لأسمعُ صوتَك البركانَ من حممٍ يثورْ
|
يستأصلُ الداءَ الدفينَ يمجُّ بالشرر الشرورْ
|
ويري الحقيقةَ للذي أعمى بَصيرتهُ الغرورْ
|
كلُّ امرئٍ وزمانهِ كسفينةٍ عبرَ البحورْ
|
هذا الضريحُ أبا العلاء أجلُّ من كلِّ القصورْ
|
أينَ الجبابرةُ العظامُ، وأنت مُعجزةُ العصورْ؟
|
يا آية الشعر العجيبِ، ويا أقانيمَ الدهورْ
|
الويلُ للزمنِ المريرِ، وما به عَسْفٌ وجورْ
|
إني لألمسُ بالصخورِ الحسَّ يسري بالصخورْ! .
|
**
|
العبقريةُ والنبوغُ كما تريدُ وما تشاءْ
|
شيخَ المعرَّةِ بالبصيرةِ جُزتَ ما بعدَ السماءْ
|
وكشفتَ أسرارَ الطبيعةِ ثم ثُرتَ على النساءْ
|
وشرحتَ فلسفةَ الوجودِ سَبرتَ أحكامَ القضاءْ
|
بين المسَّيرِ والمخَّيرِ والتزلُّفِ والدهاءْ
|
وكذا العقيدةُ والقناعةُ حيثُ لامُكَ دونَ باء*
|
وبلوتَ ناساً كالذئابِ فكلُّ ما فيهمْ رياءْ
|
عذراً إذا هَمستْ شفاهي عند لحدكَ بالوفاءْ
|
ليس الصحيحُ أبا النزولِ، فأنت أنتَ أبو العلاءْ **
|
***
|
أنا إنْ وقفتُ على الضريحِ، فهاكَ قلبي قدْ سجدْ
|
ورهيفُ حِّسي إذْ وقفتُ بكلِّ ما فيكَ اتَّحدْ
|
هذا سَليلُ الأنبياءِ، وفيلسوفُ المعتقدْ
|
أزلُ الوجودِ وحكمةُ الدُّنيا، وتاريخُ الأبدْ
|
لما تحرَّرَ من سجونِ العيشِ، واحتقرَ الجسدْ
|
وقرأتُ فلسفةَ الزَّمانِ، كمَا النجومُ بلا ولدْ
|
هذا جناهُ أبي عَليَّ وما جَنيتُ على أحدْ . . |