![]()
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
![]() |
1 |
والدَنا جمالَ عبدَ الناصرِ: |
عندي خطابٌ عاجلٌ إليكْ.. |
من أرضِ مصرَ الطيبهْ |
من ليلها المشغولِ بالفيروزِ والجواهرِ |
ومن مقاهي سيّدي الحسين، من حدائقِ القناطرِ |
ومن تُرعِ النيلِ التي تركتَها.. |
حزينةَ الضفائرِ.. |
عندي خطابٌ عاجلٌ إليكْ |
من الملايينِ التي قد أدمنتْ هواكْ |
من الملايين التي تريدُ أن تراكْ |
عندي خطابٌ كلّهُ أشجانْ |
لكنّني.. |
لكنّني يا سيّدي |
لا أعرفُ العنوانْ… |
2 |
والدَنا جمالَ عبدَ الناصرِ |
الزرعُ في الغيطان، والأولادُ في البلدْ |
ومولدُ النبيِّ، والمآذنُ الزرقاءُ.. |
والأجراسُ في يومِ الأحدْ.. |
وهذهِ القاهرةُ التي غفَتْ.. |
كزهرةٍ بيضاءَ.. في شعرِ الأبَدْ.. |
يسلّمونَ كلّهم عليكْ |
يقبّلونَ كلّهم يديكْ.. |
ويسألونَ عنكَ كلَّ قادمٍ إلى البلدْ |
متى تعودُ للبلدْ؟… |
3 |
حمائمُ الأزهرِ يا حبيبَنا.. تُهدي لكَ السلامْ |
مُعدّياتُ النيلِ يا حبيبَنا.. تّهدي لكَ السلامْ.. |
والقطنُ في الحقولِ، والنخيلُ، والغمامُ.. |
جميعُها.. جميعُها.. تُهدي لكَ السلامْ.. |
كرسيُّكَ المهجورُ في منشيّةِ البكريِّ.. |
يبكي فارسَ الأحلامْ.. |
والصبرُ لا صبرَ لهُ.. والنومُ لا ينامْ |
وساعةُ الجدارِ.. من ذهولِها.. |
ضيّعتِ الأيّامْ.. |
يا مَن سكنتَ الوقتَ والأيامْ |
عندي خطابٌ عاجلٌ إليكَ.. |
لكنّني… |
لكنّني يا سيّدي.. لا أجدُ الكلامْ |
لا أجدُ الكلامْ.. |
4 |
والدَنا جمالَ عبدَ الناصرِ: |
الحزنُ مرسومٌ على الغيومِ، والأشجارِ، والستائرِ |
وأنتَ سافرتَ ولم تسافرِ.. |
فأنتَ في رائحةِ الأرضِ، وفي تفتُّحِ الأزاهرِ.. |
في صوتِ كلِّ موجةٍ، وصوتِ كلِّ طائرِ |
في كتبِ الأطفالِ، في الحروفِ، والدفاترِ |
في خضرةِ العيونِ، وارتعاشةِ الأساورِ.. |
في صدرِ كلِّ مؤمنٍ، وسيفِ كلِّ ثائرِ.. |
عندي خطابٌ عاجلٌ إليكْ.. |
لكنّني.. |
لكنّني يا سيّدي.. |
تسحقُني مشاعري.. |
5 |
يا أيُها المعلّمُ الكبيرْ |
كم حزنُنا كبيرْ.. |
كم جرحُنا كبيرْ.. |
لكنّنا |
نقسمُ باللهِ العليِّ القديرْ |
أن نحبسَ الدموعَ في الأحداقْ.. |
ونخنقَ العبرهْ.. |
نقسمُ باللهِ العليِّ القديرْ.. |
أن نحفظَ الميثاقْ.. |
ونحفظَ الثورهْ.. |
وعندما يسألُنا أولادُنا |
من أنتمُ؟ |
في أيِّ عصرٍ عشتمُ..؟ |
في عصرِ أيِّ مُلهمِ؟ |
في عصرِ أيِّ ساحرِ؟ |
نجيبُهم: في عصرِ عبدِ الناصرِ.. |
الله.. ما أروعها شهادةً |
أن يوجدَ الإنسانُ في عصرِ عبدِ الناصرِ.. |