هذي المَنايا في عِراقِكَ تُنْشِدُ | |
|
| قَدْ كانَ حَقّاً لِلشَّهيدِ يُخَلَّدُ |
|
حَشْدٌ بِمُعْتَرَكٍ يُزَلْزِلُ هَيْبَةً | |
|
| وإذا أَغاروا نَحْوَ خَصْمٍ أُرْعِدوا |
|
لَمْ يَدْخُلوها راهِبينَ لِأنَّهُمْ | |
|
| دَخَلوا وأَشباهُ الرِّجالِ تَشَرَّدوا |
|
خاضوا المَلاحِمَ مِنْ عَزِيْمَةِ حَيْدَرٍ | |
|
| وَثَبَاتُهُمْ فَوْقَ الثَّرى هُوَ جَلْمَدُ |
|
لا غَرْوَ أَنَّ اللهَ يَنْصُرُهُمْ كَمَا | |
|
| نَصَرَ النَّبيَّ وَيَومَ بَدْرٍ يَشْهَدُ |
|
أَوَ كُلَّما ظَمِأ التُّرابُ فَيَرْتَوي | |
|
| كَأسَ الدِّما وَتَرُدُّ حَرْبٌ تُوْقَدُ؟ |
|
كَلّا فَلا يَبْقى العِراقُ بِصَمْتِهِ | |
|
| فَالحَشْدُ يَنْطِقُ وَالسَّماءُ تُؤيِّدُ |
|
إِنَّ الَّذي وَرثَ العُلومَ مِنَ النَّبيْ | |
|
| في خُطبَةٍ غَرّاءَ قالَ الأمجَدُ |
|
مَنْ قالَ هذا القولُ لَيْسَ لِمَرْجِعٍ | |
|
| قُلْنا: وإنْ، قالَ الخِطابَ مُحَمَّدُ |
|
بَلْ إِنَّهُ نَطَقَ الأَميْنُ وَلَمْ يَقُلْ | |
|
| إِلّا هَلُمّوا والإِلهُ مُسَدِّدُ |
|
طُوبى لَهُمْ جَعَلوا الفَناءَ لِخَصْمِهِمْ | |
|
| وَلِمَوتِهِمْ يَسْعَوْنَ لَمْ يَتَرَدَّدوا |
|
لَمْ يأتِ خاطِرَهُمْ بِأَنْ يَتَراجَعوا | |
|
| كالسَّيْفِ إنْ صَحَّ الرَّدى لا يُغْمَدُ |
|
إِنْ يُقْتَلوا أَولى لَهُمْ مِنْ ذِلَّةٍ | |
|
| كَحُسَيْنِهِمْ هَيْهَاتَ منها رَدَّدوا |
|
وَضَياغِمٌ مِنْ دَمْعِ أُمٍّ غُسِّلوا | |
|
| وَتَراهُمُ تَحْتَ التُّرابِ تَمَدَّدوا |
|
لا شَكَّ أَنَّ السِّبْطَ كانَ بِجَنْبِهِمْ | |
|
| يَتْلو على جُثَثٍ تَقُومُ وَتَقْعُدُ |
|
قَدْ ضاقَ صَدْرِيَ وَالْتَظَى بِحَرارَةٍ | |
|
| وَلَهيبُ شَوقِيَ لِلِّقا لا يُخْمَدُ |
|
لِلِقاءِ مَنْ عَشَقوا القِتالَ وإنَّهُمْ | |
|
| جَعَلوهُ فَرْضاً واجباً كي يَعْبُدُوا |
|
تِلْكَ الكَتائِبُ لِلأُباةِ كقِبْلَةٍ | |
|
| وَهَبوا الحَياةَ وَهُمْ بِمَوتٍ أُسْعِدوا |
|
سَيَظَلُّ اسْمُكَ يا عِراقُ مُمَجَّداً | |
|
| ما دامَ اسْمُ اللهِ فيكَ يُمَجَّدُ |
|
ما عاشَ طاغٍ في بِلادِكَ مُنْعَماً | |
|
| إلّا وَزالَ وَكُلُّ طاغٍ يَنْفَدُ |
|