|
|
|
عناوين ونصوص القصائد أسماء الشعراء |
إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
ادخل الكود التالي:
انتظر إرسال البلاغ...
|
الحركة الثانية |
في تلك الساعة .. حيث تكون الروضة فحل حمام |
في جبل مهجور |
وأضم جناحي الناريين على تلك الأحذية السرية |
واريح التفاح الوحشي |
يعض كذئب ممتلىء باللذة |
كنت اجوب الحزن البشري .. الأعمى |
كالسرطان البحري |
كأني في وجدي الأزلي |
محيط يحلم آلاف الأعوام |
ويرمي الأصداف على الساحل |
كم اخجلني من نفسي هذا الهذيان المسرف |
بالوجع الأمي |
كأني أتنبأ بذور اللذة مدت ألسنة خضراء |
وشفرات في رحم الكون |
وأعطت جملا أبدية |
مولاي لقد عاد حمام الجبل المهجور |
يمارس عادته النهرية |
هل تعرف عادته النهرية؟ |
أما أنت فأصحرت وعرفتك لا تنوي الرجعة!! |
أصحرت بلا أي علامات وبلا أي صور |
وعرفتك لا تنوي الرجعة |
فالقلب تعلم غربته .. وتعلم بالبرق |
تعلم ألا ينضج كل النضج |
فيسقط بالطعم الحلو .. و يسقط في الطعم الحلو |
وأرق وامتنع النوم علي لأبواق أزلية |
عرف المفتاح الكامن في القفل |
وما يربطه بالقفل الكامن بالمفتاح |
فباحت كل الأشياء |
وتضجر قلبي بالأنباء |
يا هذا البدوي المسرف بالهجرات |
لقد ثقل الداء |
قتر ربقك لليل |
فلابد لهذا الليل دليل |
يعرف درب الآبار |
ويقبع بالحذو الناقة بالصحراء |
يا هذا البدوي تزود وأشرب ما شئت |
فهذا آخر عهدك بالماء |
من مخبر روحي أن تطفأ فانوس العشق |
وتغلق هذا الشباك |
فإن الليل تعرى كالطفل |
وان مسافات خضراء احترقت في الوعي |
فأوقدت ثقابا أزرقا |
في تلك النيران الخضراء |
لعل النار أرى |
ولعل اللحظة تعرفني |
من ذلك يأتي |
بين عواء النفس و بين عواء الذئب |
وبين غروب النخل يرافقني نصف الدرب |
وبعد النصف يقول يرافقني |
ناديت بكلتا أذني .. فأوقفت مجاهيل الصحراء |
وعيني في الطين |
أعدل من قدمي الملوبة |
والأضواء افترستني |
أمسكت على الطين لأعرف أين أنا |
في آخر ساعات العمر |
رفعت الطين الى الرب |
بهذا الدين .. تقترب اليه |
فأطرد عاطفتيه |
وكانت قبضته تشتعل الآن بنيران سوداء |
وكان المطر الآن صباحا |
وانطبقت كل الأبعاد |
وصرت كأني صفر في الريح |
وصلت الى باب النخل .. دخلت على النخل |
أعطتني احدى النخلات نسيجا عربيا |
فعرفت بأن النخلة عرفتني |
وعرفت بان النخلة في عربستان أنتظرتني |
قبل الله |
لتسأل ان كان الزمن المغبر غيرها |
قلت .. حزنت |
فأطبق صمت وبكى النخل |
وكانت سفن في آخر شط العرب |
احتفلت بوصولي |
ودعني النوتي وكان تنوخيا تتوجع فيه اللكنة |
قال الى أين الهجرة |
فارتبك الخزرج .. و الأوس بقلبي |
ومسحت التلقيط من الحبس |
لئلا يقرأني الدرب |
وسيطر قنطار وعاش الصبح |
فجاء الله الى الحلم |
وجاء حسين الأهوازي يفتش عن دعوته |
جاء النخل .. وجاء التعذيب .. وجاءت قدمي الملوية |
جف الطين عليها |
في البرد .. وزاغ الجرح |
وطارت في عتمات القلب |
فراشات حمراء .. و أشجار الحزبية |
قد شحنت بالحزن و بالنار |
نزلت الى ذاتي في بطء |
آلمني الجرح .. مددت بساقي |
خرجت قدمي كالرعب من الحلم |
وكان الابهام هي عين عمياء |
تشم برودة ماء الكارون |
وهذا أول نهر عربي في قائمة المصروفات |
وشم الذئب الشاهنشاهي دمي |
شم الذئب دمي .. سال لعاب الذئب على قدمي .. ركضت |
قدمي |
ركض البستان |
وكان الرب أصغر برعم ورد |
ناديت عليه فذقت الكر كمركض الرب .. الدرب .. النخل .. الطين |
وأبواب صفيح تشبه حلم فقير |
فتحت ووجدت فوانيس الفلاحين |
تعين على الموت حصان يحتضر |
عيناه تضيئان بضوء خافت فوق ألوف الفلاحين |
وتنطفآن وينشج |
لو مات على اليح |
وبين لفيف الضوء البري |
لكان الشعب سيحتضر |
غطى شعب الفلاحين فوانيس الليل |
برايات تعبق بالثورات المنسية |
فاستيقظت الخيل .. وروحي |
كالدرع ائتلقت وعلى جسر البرق |
صرخت الهي هؤلاء الفلاحين كم انتظروا |
علمهم ذاك حسين الأهوزي من القرن الرابع للهجرة |
علمهم علم الشعب على ضوء الظلمة |
كان حسين الأهوازي بوجه لا يتقن الا الجرعة |
والنشوة بالأرض |
وقال انتشروا فانتشروا |
كسروا الأنهار كسورا مؤلمة برضاها |
كسروا ساقيتين |
أشاعوا الظلمة و الأرحال |
وراء النخلة وانتشروا |
لفوا جسدي بدثار زركش بالطير |
أورثهم أياه حفاة الزنج |
فقلت لهم لقد علمهم ذاك حسين الأهوازي |
عشية يوم في القرن الرابع للهجري |
كيف نسينا التاريخ؟ |
دخان .. أمل أطلق فلاح في أقصى الحنطة نارا |
فانقضت كل وطاويط الشاه هناك |
وكانت قدمي الملوية قد تركت |
بقع خضراء من الدم المخلص |
واستجوبت الأشجار فلم ينطق حجر |
كيف نسينا التاريخ؟ |
وكيف نسينا المستقبل؟ |
كان القرن الرابع للهجرة فلاحا |
يطلق في أقصى الحنطة نارا |
تلك شيوعية هذي الأرض |
وكان الله معي يمسح عن قدمي الطين فقلت له |
اشهد اني من بعض شيوعية هذي الأرض |
ودب بجسمي الخدر |
وغفوت وكان الفلاحين يردون غطائي فوقي |
في العاشر من نيسان تفرد عشقي |
أتقنت تعاليم الأهوازي |
ووجدت النخلة .. والله .. وفلاحا |
يفتح نار الثورة في حقل الفجر |
تكامل عشقي |
ما عدت أطيق تعاليم المخصيين |
تفردت .. نشرت جناحي |
في فجر حدوث |
ووقفت أمام القرن الرابع للهجرة |
تلميذا في الصف الأول |
يحمل دفتره .. يفترش الأرض .. يعرف كيف تكلم عيسى في المهد |
فإن الثورة تحكي في المهد |
ويسمع صوت السبل النارية تبدأ بالخلق |
اللهم ابتدئ التخريب الآن |
فإن خرابا بالحق .. بناء بالحق |
وهذا زمن لا يشبه إلا القرن الرابع للهجرة |
او ما سمي كفرا .. زندقة .. او أدرج بالفتن |
في طهران وقفت امام الغول |
تناوبني بالسوط .. و بالأحذية الضخمة عشرة جلادين |
وكان كبير الجلادين له عينان |
كبيتي نمل أبيض مطفأتين |
وشعر خنازير ينبت من منخاريه |
وفي شفتيه مخاط من كلمات كان يقطرها في أذني |
ويسألني:من أنت؟ |
خجلت أقول له: |
قاومت الإستعمار فشردني وطني |
غامت عيناي من التعذيب |
رأيت النخلة .. ذات النخلة |
والنهر المتشدق بالله على الأهواز |
وأصبح شط العرب الآن قريبا مني |
والله كذلك كان هنا |
واحتشد الفلاحون علي وبينهم كان |
علي .. وأبو ذر .. والأهوازي .. ولوممبا .. وجيفارا .. وماركس |
لا أتذكر فالثوار لهم وجه واحد في روحي |
غامت عيناي من التعذيب |
تشقق لحمي تحت السوط |
فحط علي رأسي في حجريه |
وقال: تحمل فتحملت |
وجاء الشعب فقال: تحمل فتحملت |
والنخلة قالت .. و الأنهر قالت |
فتحملت وشق الجمع |
وهبت نسمات لا أعرف كيف أفيق عليها |
بين الغيبوبة والصحوة |
تماوج وجه فلسطين |
فهذي المتكبرة الثاكل |
تحضر حين يعذب أي غريب |
أسندني الصبر المعجز في عينيها |
فنهضت .. وقفت أمام الجلاد |
بصقت عليه من الأنف الى القدمين |
فقدت رأسي ثانية بالأرض |
وجيء بكرسيّ حفرت هوة رعب فيه |
ومزقت الأثواب عليّ |
ابتسم الجلاد كأن عناكب قد هربت |
أمسكني من كتفي وقال |
على هذا الكرسيّ خصينا بضع رفاق |
فاعترف الآن |
اعترف |
اعترف |
اعترف الآن |
عرقت .. وأحسست بأوجاع في كل مكان من جسدي |
اعترف الآن |
وأحسست بأوجاع في الحائط |
أوجاع في الغابات وفي الأنهار، وفي الإنسان الأول |
أنقذ مطلقك الكامن في الإنسان |
توجهت الى المطلق في ثقة |
كان أبوذرّ خلف زجاج الشباك المقفل |
يزرع في شجاعته فرفضت |
رفضت |
وكانت أمي واقفة أمام الشعب بصمت...فرفضت |
إعترف الآن |
إعترف الآن |
رفضت |
وأطبقت فمي |
فالشعب أمانة |
في عنق الثوؤي |
رفضت |
تقلص وجه الجلادين |
وقالوا في صوت أجوف: |
نترك الليلة... |
راجع نفسك |
أدركت اللعبة |
في اليوم التاسع كفوا عن تعذيبي |
تزعوا القيد فجاء اللحم مع القبد |
أرادوا أن أتعهد |
أن لا أتسلل ثانية للأهوز |
صعد النخل بقلبي... |
صعدت إحدى النخلات |
بعيدا أعلى من كل النخلات |
تسند قلبي فوق السعف كغذق |
من يصل القلب الآن!؟ |
قدمي في السجن |
وقلبي بين عذوق النخل |
وقلت بقلبي: إياك |
فللشاعر ألف جواز في الشعر |
ألف جواز أن ستسلل للأهواز |
يا قلبي! عشق الأرض جواز |
وأبو ذر وحسين الأهوزي |
وأمي والشيب من الدوران ورائي |
من سجن الشاه إلى سجن الصحراء |
إلى المنفى الربذي جوازي |
وهناك مسافة وعي |
بين دخول الطبل على العمق |
السمفوني |
وبين خوج الطبل الساذج في الجاز |
وقفت وكنت من اللّه قريبا.... |
********** |