قد سال حبك في مجرى الشرايين
|
يانجلَ هاشمَ يا صنو المساكين
|
إني مدحتك مدحا لا أريد به
|
شكر الأنام ولا قرب السلاطين
|
يامنبع النور ياهديا نلوذ به
|
من الدجنّة من لؤم الشياطين
|
ياصفوة الناس من عرْبٍ ومن عجمٍ
|
وأكمل الخلق في سمتٍ وفي دين
|
مازال وحيك في قلبي يعمّده
|
بسورة الفتح والإسراء والتين
|
مازال حبّك نبراسي يشع سنا
|
يطهر النفس من بؤسٍ يُنجيني
|
وعطر ذكرك في القرآن ننشقه
|
نشقَ العبير بروضٍ من رياحين
|
يامن بُعثت لهذا الكون أجمعه
|
بالعدل بالحب بالإحسان باللين
|
ياصادق الوعد يارمز الوفاء ويا
|
مُتممَ الحسن حسنا جدّ موزونِ
|
ماكنت فظا غليظ القلب ياعلما
|
بل كالنسيم بيوم الحرّ مقرونِ
|
شهمُ المواقف لا كبرٌ يدنسها
|
عذب الملافظ لطفا غير ممنون
|
يابلسم القلب ياآيات رحمته
|
تبسّم الوجه مثل الدرّ مكنون
|
لقد بسطت جناح الصفح تحضنهم
|
حضنَ الفراخ وقد لاذوا بتطمين
|
فما لجأت لحدّ الثأر منتصرا
|
بالرغم أنهمُ في الشرك والهون
|
المحسن السمح للأخلاق مدرسة
|
الزاهد المار مرّا دون توطين
|
لقد صدقت فما تلك الديار سوى
|
استراحة الطير للترحال مرهون
|
عرجت ليلا إلى عليائه فبدت
|
مفاتح الغيب بين الكاف والنون
|
ذاك النبي صفيّ الله قرّبه
|
كقاب قوسين من أسرار تكوين
|
ماأعظم الله إذْ أعطى وسيلته
|
لسيد الخلق وعدا غير مطعون
|
من لي لقلبٍ كثير الغلط يشفع لي
|
سوى محمدَ يوم الحشر والدين؟!
|
ياابن الذبيحين لي شعبٌ بمذبحة
|
بهيكل الكفر آلاف القرابين
|
قد بات قومك في دنيا مشقلبةٍ
|
مثل الصحيح إلى مشفى المجانين
|
العالم اليوم مأخوذٌ لمحرقة
|
بين اللئام وأتباع الفراعين
|
|
يُشوى على الجمر بين الحين والحين
|
الفقر ينهش أجسادا بلا عددٍ
|
والبغي يسخر من وهن المساكين
|
فالقمح يترك للقرصان بيدره
|
والطين يمكث في جوف الطواحين
|
بؤسٌ وظلمٌ وحيتانٌ تُغيبنا
|
لكنْ طويلا بلا تسبيح ذي النون!!
|
يارحمة الله من للأرض إنْ قنطت؟
|
بات التشقق موسوما على الطين!!
|
ليلٌ بهيمٌ بسوط الشك يجلدنا
|
لكنْ كتابك قنديل البراهين
|
إنّي الحزين عويل الدهر يوجعني
|
إنّي الظميّ لنفحاتٍ تُروّيني
|
عند البريد رسالاتي تضيع سدى
|
فساعيَ الخير لم يفهم عناويني
|
ثبّت فؤاديَ ياربي فإنّ به
|
حبّ النبي وهذا الحب يكفيني
|