إبلاغ عن خطأ
ملحوظات عن القصيدة:
بريدك الإلكتروني - غير إلزامي - حتى نتمكن من الرد عليك
انتظر إرسال البلاغ...
|
أرض واسعة كخلاء |
أشبه بالمسرح |
يتجمّهر خلق وإضاءة |
فوضى أصوات متداخلة خطوات المرأة |
تملأ أرجاء المطرح |
تتوّسط دائرة الضوء |
شيء كالصمت |
تتحرك وتحدّق مذعورة: |
امرأة من ذا يفتح دفتر أيامي |
ويواجه سفر المأساة |
إني أرهب سيف التاريخ |
حين يسطّر ما كنت كتبت |
يا رمل الذكرى كن طينا وتماسك |
تنفر أعناق الناس |
تتلّفت في غضب نحو المرأة |
إذ تلمس زيف الكلمات |
والحركات المفتعلة |
فتواجهها بالأيدي المرفوعة |
والنظرات المحتّجة والصيحات |
يخرج من بين الجمهور |
سامر كالرمح نحيلا ومضيئا بالحب |
يتوّقف في دائرة النور |
سامر إني أنشل نفسي من بئر الأخطاء |
وأحاكمها وأدينك باسم سنابلنا الظمآنه |
والشجر المقصوف |
أصوات تخرج من عمق الأشياء |
لا يظهر من ينشد |
بينا سامر يتمترس خلف الكلمات |
والمرأة تخفي عينيها |
بيديها |
الأغنية |
الجوقة الحب الماضي ماذا أثمر في دنيانا |
ماذا أعطى؟ |
هل ثمّة شيء بعد الحب؟ |
كلّ الأوراق امتلأت بالكلمات |
لم يبق لدينا ما نحكيه |
والآن علينا أن نفعل أن نفعل |
نحن عشقنا حتى العشق |
وفتحنا الأيدي |
لكن لا شيء |
نفس الإحساس |
نفس الحب ونفس اللحظات |
إنّا ننشد أكثر من هذا |
نحلم أن يتحقّق في الحب |
كلّ رموز العالم |
لكن ما زلنا ننتظر فماذا بعد؟ |
ماذا بعد؟ |
تخفت كلمات الأغنية |
ويهزّ الغضب المتسائل أبدان الناس |
أما المرأة |
فتحاول أن لا تستسلم |
تتمالك منها الأنفاس |
تتحرك في حذر ملحوظ |
المرأة كنت قديما أبحث عن هذا المطلق |
لكن حين رأيتك |
صرت لديّ المجهول |
وصرت عروق الأشياء المفقودة |
وعشقتك |
ليس كما يعشق كلّ الناس |
وحلمت بأطفال يأتون |
وبفرح لم يشرق .. |
سامر معذرة يا سيدتي |
لا يرحل إلاّ من يأتي |
لا يكفي الحلم |
الجوقة خيمتنا تحت الدلف |
جحظت عيناها |
فخجلنا أن لا نبحث عن سقف |
سامر حين تغوص السكين عميقا |
في القلب |
ويصير رغيف الحب |
أبعد من قمر في الصحراء |
حينئذ لا يتسّع الميناء |
لأنين صواري البحر |
وأشرعة السفن الغرقى |
المرأة سامر يرسم فوق الماء |
أجنحة لعصافير الأمس |
ويكتب فوق الرمل |
ما يرويه الليل |
سامر لا تجرحني كلماتك |
أكثر مما فعلت بي |
رؤية طفل كان يصيح |
وبقايا جدران وسطوح |
يظهر في الظلمة |
طيف لامرأة بثياب العرس |
تتوسط دائرة الضوء |
تبدو مكتئبة |
فيباركها سامر بالحب الصامت |
سامر إنّي أحفر فوق جذوع الأشجار |
وجها محزونا |
وعصافير تموت |
وعيونا |
تحمل كلّ ملامح ذاك الطفل |
يتلّمس بيديه |
جديلتها المبلولة بالدم |
وسأكتب أن الأسفار |
أخذتني منك |
وأنّ الغزلان البريّة والأعشاب |
وعبور الليل |
أشهى من كلّ الأضواء |
ومن مدن الغربة |
ينسحب الطيف |
يتلاشى تدريجيا في الظلّ |
تكبر بقع الدم |
في عينيّ سامر |
يهذي بكلام لا يفهم |
المرأة ماذا حلّ بعقله؟ |
سامر من سنوات حين تلاقينا |
بعد هبوب الريح الأولى |
أخذتني نظرتك |
أحاطتني كلماتك بالحب |
منحتني أجمل وعد |
كنت عرفتك من قبل ولكّني |
صدّقت .. |
عدت فغّنيت على أبوابك |
كان غنائي يرتّد |
مخنوقا داخل حنجرتي |
ويموت صداه على أعتابك |
وظللت أحدّق في المرآة |
منتظرا فعل جوابك |
المرأة ماذا يمكن أن تلقى |
مرسوما في المرآة |
إلاّ وجهك |
وشحوب النظرات؟ |
سامر إنّي أعبر في تقطيب القسمات |
سردابا مجهولا |
وأرى باب |
أتهيّأ حتى أحمل زادي |
لأجوس طريق النار |
المرأة لا تفضي بشبابك للتهلكة فتندم .. |
سامر لا يا سيدتي |
لم يحدث يوما أنّ سماء |
مدّت للجائع طبق غذاء |
ما لم يصفع جوعه |
الصدى لم يحدث يوما أنّ سماء |
مدّت للجائع طبق غذاء |
ما لم يصفع جوعه |
المرأة أتشكّ بأخوتك |
وأبناء العم؟ |
سامر لا يا سيدتي |
فأنا أعرفهم جدا |
فهمو من هدموا بيتي |
من أكلوا لحمي |
من باعوا أرضي |
أعرف أنّك أنت وعشّاقك |
أعددتم هذا الحفل |
أعرف أكثر من هذا |
نعرف كلّ سطور التاريخ السريّة |
وتواقيع التجّار |
الصدى نعرف كلّ سطور التاريخ السريّة |
وتواقيع التجّار |
المرأة تأخذ شكلا آخر |
فالفستان عليها يعتم |
بأهلّته ونجومه |
تتميّع ألوانه |
الأحمر والأخضر والأبيض |
والأصفر والأسود .. |
تغدو شرطيّا وهراوة |
المرأة الشرطيّ حاذر حاذر |
واضبط أعصابك يا سامر |
الجوقة قل كلماتك يا سامر قلها |
وليرتفع السيف |
قلها |
حتى يكتمل الصف |
سامر وجهك يا سيدتي |
يتلوّن |
يكلح |
يصفّر |
ويطالبني بالصمت |
لكّني أختار الموت |
إعتام |
فوضى ودوي كلام |
الجوقة سامر يصنع من ورق الذاكرة |
رسوما للأطفال |
ويشدّ خيوط الأمس |
يتماسك في وجه الريح |
سامر يختار الموت |
صوت سامر إنّي أؤمن أنّ المطر الخيّر |
سيجيء |
ويكسونا بالأعشاب |
وستطلع ثانية أزهار الحنّون |
ويعمّ غناء الأطفال |
ويكون على الأرض |
فرح غامر .. |
الصدى ويعمّ غناء الأطفال |
ويكون على الأرض |
فرح غامر .. |
يظهر سامر |
متّجها نحو الظلّ |
سامر فلتفتح يا سيدتي أبواب السجن |
طفح الحزن |
طفح الحزن |
الظلمة تفرد في بطء |
أطراف ستارتها |
فترة صمت |
الجوقة الليلة لا يحلم سامر أو يتسكّع |
بين رفوف الكتب الصفراء |
الليلة لا يستجي لقمته |
لا يكتب أشعار بكاء |
الليلة يرسم أقمارا خضراء |
فوق الجدران |
ويغّني للإنسان |
الليلة يحتفل وحيدا في عرسه |
يبدع موّالا |
وأناشيد جديدة |
تحمل رائحة القمح الأسمر |
والأرض الظمأى |
والعشب اليابس |
الليلة يمنحنا سرّ الخصب |
وبدء التكوين |
صمت |
موسيقى غضب أسيان |
الجوقة متوّزعة |
أما وقد اختار |
في آخر هذا الفصل |
أن يرفع كلمتنا |
ويشيل صليب النار |
فلنتذكّر أنّ الليل |
سيكون ثقيل الخطو عليه |
فلكي لا تمتلىء كؤوس مرارتنا |
أو تطفح |
فلنهدم هذا المسرح |
فلنهدم هذا المسرح |
يهدر فجأة |
نهر الأصوات الغضبى |
وتدّق الأجراس |
في حين |
تسمع في الظلمة أصوات مقاعد |
تتحّطم |
إذ ينفضّ الناس |